TOP

جريدة المدى > محليات > التنمر في المدارس العراقية يخلق قصصاً "مأساوية": انتهت بالانتحار وترك المقاعد الدراسية

التنمر في المدارس العراقية يخلق قصصاً "مأساوية": انتهت بالانتحار وترك المقاعد الدراسية

نشر في: 2 مارس, 2025: 12:05 ص

متابعة/ المدى
يتبادل الطلبة والتلاميذ بمختلف مدارس العاصمة بغداد، عبارات السخرية والاستهزاء والتنمر فيما بينهم، حتى وصل الأمر للتنمر على أساتذتهم.
ولا يقتصر الأمر على الطلبة فيما بينهم وحسب، فالأساتذة يسهمون أيضاً بإطلاق عبارات التنمر على الطلبة والتلاميذ بشكل مباشر، أو من خلال إلقاء الدروس بطريقة تهكمية تمنع مشاركة وتفاعل الطلبة.
وأسهمت ظاهرة التنمر بترك أعداد من الطلبة والتلاميذ مقاعدهم الدراسية لتجنب زملائهم الذي يسخرون منهم ويطلقون عليهم عبارات صادمة.
ويعود شيوع هذه الظاهرة إلى انتشار مقاطع السخرية على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى عدم وجود ضوابط أسرية وتربوية تحفز الطلبة على عدم استخدام مفردات غير لائقة بحق زملائهم وأساتذتهم، فيما يسهم غياب القوانين الرادعة تفاقم تلك الظاهرة وانتشارها في العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية بشكل لم يكن مألوفاً في المدارس العراقية سابقاً.
وتواجه وزارة التربية وبشكل يومي عشرات الشكاوى بهذا الشأن ترد من مدارس الكرخ والرصافة، دون أن تكون للوزارة قوانين حديثة تتعامل بها مع هذه الظاهرة الغريبة والطارئة.
وبهذا الشأن يوضح المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد أن "الوزارة تولي اهتماما كبيرا لظاهرة التنمر في جميع مدارس العراق".
ويشير إلى أن "هذا الموضوع هو من أهم المواضيع التي تشغل وزارة التربية التي توجه سنوياً توصيات بخصوص مراعاة حسن التعامل في المدارس ومراعاة الجوانب الاعتبارية بين الطلبة والمعلمين والمدرسين وبالعكس".
ويلفت السيد إلى أن "وزارة التربية تشدد على مراعاة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر كتب رسمية توجه إلى إدارات المدارس، فضلا عن دور الإشراف التربوي بمتابعة هذه الحالات خلال الزيارة الميدانية للمشرفين لتقييم واقع المدارس وتلقي الشكاوى الخاصة بهذا الشأن".
ويؤكد أن "وظيفة الإرشاد التربوي وظيفة اجتماعية داخل المدارس تهدف إلى التعرف على مشاكل الطلبة والعمل على حلها، وأن الوزارة تعمل بشكل دائم على معالجة هذا الملف بمختلف الأدوات والوسائل بغية القضاء أو الحد من جميع الحالات التي من شأنها أن تصيب الطلبة أو الأساتذة بالضرر والقلق و تعرضهم لضغوط نفسية".
وحصلت إحدى حالات التنمر بمنطقة بسماية والتي كان كادرها التدريسي يتنمر على أحد التلاميذ وحاولت والدته حمايته من خلال عمل انتساب له ليدرس فيه من البيت بدل الذهاب الى المدرسة، وقام هذا الطالب بعد ذلك بترك الدراسة وأصبح عنيفاً وعدوانياً.
وثمة حالة أخرى لطالب عاجز عن المشي بشكل طبيعي، وقام بشنق نفسه بسبب تنمر زملاء الدراسة عليه.
وتعرضت فتاة متفوقة في الرابع الاعدادي إلى التنمر وهو ما جعلها تفقد الثقة بنفسها، حيث لجأت هذه الفتاة الى عمل تنسيب، وحين سألتها الباحثة عن السبب أجابت بأنها لا تستطيع مواجهة المجتمع ولا تستطيع المجيء للمدرسة لإحساسها بأن الطالبات والمدرسين ينظرون لها نظرة دونية.
تروي كريمة علي، (39 عاماً) والدة أحد التلاميذ في منطقة بغداد الجديدة، ان ولدها تعرض للتنمر في مدرسته من قبل أقرانه، ولجأت إلى تقديم شكوى إلى إدارة مدرسته دون جدوى، لأن زملاءه يتنمرون عليه داخل الصف وأحياناً يتربصون به عند انتهاء الدوام.
وتشير، إلى أن "ولدي البالغ من العمر 14 عاماً ترك مدرسته عاماً واحداً بسبب الضغط الذي يتعرض له من زملائه في المدرسة، وتم نقله لمدرسة أخرى مع بدء العام الدراسي للتخلص من التنمر، لكن حالته النفسية مازالت غير طبيعية، اذ غالباً ما يفقد التركيز ويصاب الذهول".
ومثل هذا الصبي توجد أعداد كبيرة بمختلف مدارس بغداد وقّعوا تحت تأثير التنمر وأصيبوا بخيبات وأمراض مختلفة.
ويصيب الطلبة المتنمر عليهم شعور بالاكتئاب والقلق، والغضب والإجهاد المفرط، والعجز، اضافة الى الشعور بعدم الأمان وانعدام الثقة وقد يصابون بالاختلال العقلي واضطراب الشخصية.
ويوضح علي محسن ياس العامري، رئيس قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي بكلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية، أن حالات التنمر بين التلاميذ تحدث بسبب الضغط النفسي الشديد الذي يعاني منه التلميذ وبسبب أساليب التنشئة الأسرية القائمة على العنف الجسدي أو النفسي ما يدفع التلميذ إلى تفريغ الشحنات الانفعالية في المدرسة واستخدام العنف ضد زملائه التلاميذ فضلا عن استخدام المعلم أساليب قمعية تسلطية داخل قاعة الدرس، وهو ما يؤدي إلى النفور في استيعاب المادة الدراسية وكره المعلم والمدرسة وتفريغ الشحنات الانفعالية والغضب على زملائه التلاميذ".
ويضيف العامري، أن "هناك العديد من المشاكل في بعض المدارس ولاسيما في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان وازدحام المدارس بالتلاميذ.
ويشير إلى أن "عدد الطلبة يصل إلى 1000 طالب في بعض المدارس، ونحو 80 تلميذاً في الصف الدراسي الواحد، ويرافق ذلك استخدام الطرائق التدريس القديمة والأساليب المتذبذبة بين الشدة المفرطة وبين التجاهل، وهو ما يدفع بعض الطلبة والتلاميذ إلى التذمر واستخدام التنمر ضد زملائهم أو الهروب من المدرسة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اتحاد مقاولي ذي قار
محليات

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

 ذي قار / حسين العامل كشف اتحاد المقاولين في ذي قار عن تضرر 250 شركة من التأخر الحاصل باطلاق تخصيصات المشاريع الحكومية، فيما أكد توقف 50 شركة عن العمل، محذرا في الوقت نفسه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram