ترجمة/ حامد أحمد
مع قرب حلول الذكرى السنوية الرابعة لزيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الى العراق التي ستصادف في السادس من شهر آذار قال الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، متحدثا عن كنسية اور التي شيدت عقب زيارة البابا لمدينة أور الاثرية في محافظة ذي قار بان الإرث الحضاري والثقافي الدائم للبلاد يعد كنزا يدعم الاقتصاد من خلال السياحة الدينية مشيرا الى ضرورة العمل لتعزيز سلطة القانون وتحقيق المساواة والعدالة من خلال نظام حكم مدني.
وقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم الكاردينال ساكو في مقابلة مع وكالة، asia news، الإيطالية انه مع قرب ذكرى افتتاح كنيسة أور للكلدان بعد أربع سنوات من زيارة البابا فرانسيس هي بمثابة رسالة ومؤشر على الانفتاح، مشيرا الى انه يأمل بأن يصبح هذا المكان مزارا للعراقيين ولجميع الزوار حول العالم من مسيحيين ومسلمين لزيارة مسقط رأس أبو الأنبياء إبراهيم.
وقال انه كان من المقرر ان تكون مراسيم الافتتاح في 6 آذار الموافق للذكرى السنوية لزيارة البابا الى العراق، ولكن بدلا من ذلك انها ستقام بعد انتهاء شهر الصيام رمضان، حيث سيشارك رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني وشخصيات إسلامية أخرى هذا الحدث. مؤكدا بان الكنيسة ستكون معلما يقصده الزوار "لأننا اليوم بحاجة لتكون هذه الأمكنة والمعالم كمواقع لتوحيد جميع الأواصر الإنسانية من جميع الأديان."
وأضاف الكاردينال ساكو بالقول "هذه الكنيسة هي مهمة للعراق والعراقيين، فهو معلم مسيحي في مكان ذو غالبية مسلمة، وهذا سيساعد في فهم المسيحيين واحترامهم ومبعث للوحدة وقبول الآخر ضمن التنوع الديني والثقافي، للعيش بسلام واستقرار."
ويشير تقرير الوكالة الإيطالية الى ان الكنيسة هي جزء من مجمع أكبر يشخص وسط منطقة صحراوية قرب بناء الزقورة الاثري، وهو ليس مكانا للتعبد فقط بل لأنشطة اجتماعية وثقافية، وستكون محفز للحوار بعد توقيع البابا ميثاق الاخوة في أبو ظبي في عام 2019 مع شيخ الازهر احمد الطيب، ولقائه بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني.
ويؤكد التقرير بان كنيسة أور ستعمل على تشجيع المسيحيين العراقيين الذين تقلصت أعدادهم خلال العقدين الماضيين من 1.5 مليون شخص تقريبا الى عدة مئات من الالاف. ومن المتوقع ان لا تكون الكنيسة مقصدا للمجتمع المسيحي فقط، بل انها من المتوقع ان تجذب سياح من جميع أنحاء العالم وبالأخص الزوار المسيحيين.
وقال الكاردينال ساكو: ""بعد أربعة سنوات على زيارة البابا، فإن الجميع ما يزالون يتذكروه، وهو أيضا كان قد صرح عدة مرات بان قلبه ما يزال يذكر العراق ومتعلق به."
ويذكر ان الوضع الصحي لبابا الفاتيكان يشكل مصدر قلق ليس بين المسيحيين فقط بل بالنسبة للسلطات العراقية وكثير من المسلمين.
وقال ساكو بخصوص هذا الأمر "قبل يومين اتصل بي رئيس الوزراء مستفسرا عن أوضاع البابا متمنيا له الشفاء العاجل. انه يتمتع باحترام الجميع وكان وجوده في العراق عامل مشجع على تعزيز التعايش وتحفيز روح الاخوة."
وأضاف ساكو بان التوعية بهذه الأمور تعتبر من الأشياء المهمة بالنسبة للعراق وبقية البلدان في الشرق الأوسط من سوريا ولبنان وفلسطين، مشيرا بانه يجب وضع حد للعنف والفكر المتطرف والقتل والتدمير واللجوء الى الحوار والدبلوماسية الهادئة.
وقال ان نظام الحكم المدني هو الأفضل ويجب العمل على بناء وتعزيز سلطة القانون وتحقيق العدالة والمساواة التي يتم من خلالها ترسيخ الاحترام المتبادل والأمن.
من جانب آخر قال الكاردينال ساكو بانه يتوجب على العراق ان يعزز ويطور ارثه الثقافي والحضاري وهو يعتبر الذهب الأسود الحقيقي للبلاد، لان السياحة والسياحة الدينية من شأنها ان تدعم اقتصاد البلد. حيث قد يأتي يوم ينضب فيه النفط، ولكن الكنوز الحضارية والتراثية ستبقى شاخصة، مشيرا الى ان الارتقاء بالإرث الحضاري للبلد يجب ان يرافقه تعزيز السلم في المنطقة وان يمضي العراق قدما في البناء السياسي والوطني والاقتصادي.
وقال ساكو انه يأمل بان تكون الكنيسة في أور معلما للانفتاح على العالم وعامل مساعد لجعل الأوضاع أفضل، مشيرا الى انه نشر قبل يومين كتابا عن الإسلام وكيف ينظر المسيحي للمؤمن المسلم ضمن عناصر تحقق الوحدة وكذلك نقاط التباين، مشيرا الى انه ينوي توزيعه خلال شهر رمضان لتوفير وسيلة لفهم وإدراك المسيحيين بشكل أفضل والانفتاح أكثر على العالم الإسلامي.
عن: وكالة أسيا نيوز الإيطالية