ديالى / محمود الجبوري
بعد قيام الجانب الايراني، في اواسط تشرين الثاني الماضي بتخفيض ضخ الغاز الايراني لمحطات الكهرباء العراقية تحت ذرائع الصيانة الوقتية حينها دق ناقوس الخطر في ديالى وعموم المحافظات بقدوم موسم صيفي لاهب لم تشهد السنوات الماضية.
خفض تصدير الغاز الايراني لمحطات الكهرباء العراقية واستمرار التخفيض بررته السلطات الايرانية بنقص حاد في الغاز في المدن الايرانية فيما رجح مسؤولون وناشطون بان التخفيض تقف وراءه ضغوطات سياسية.
الى جانب ازمة الغاز الايراني مازال الخط الايراني المغذي لديالى يشهد انقطاعات مستمرة اغلبها عند اشتداد درجات الحرارة وانخفاضها ما اثار الشكوك لدى الاوساط الشعبية بوجود حرب مبيتة ضد لسكان.
وتستورد ديالى الكهرباء عبر خط (كرمنشاه – ديالى) الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 400 ميغاواط اضافة الى خط سربيل زهاب - خانقين الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 150 ميغاواط، فيما تقدر حاجة المحافظة الى اكثر من 900 ميغاواط من التيار الكهربائي.
ويشكو سكان ديالى من رداءة وضعف الخط الايراني منذ انشائه بعد سقوط النظام السابق وسط مطالبات بالاستغناء عنه والاعتماد على الموارد والمقومات الوفيرة مؤكدين أن الخط الإيراني لا يلبي ربع احتياجات المحافظة ويشهد توقفا وتذبذبا بشكل مستمر.
وحذر رئيس لجنة الطاقة في مجلس ديالى فارس مزاحم، من ردود افعال شعبية عارمة ومظاهرات للمطالبة بحل ازمة الكهرباء التي ستشتهل في اعلى ذروتها الصيف القادم في ظل نعطيات نقص الغاز الايراني ومساعي الولايات المتحدة لفرض عقوبات على إيران.
واشار مزاحم في حديثه لـ(المدى) الى تأخر واهمال الحكومة في معالجة مشاكل الكهرباء والغاز مع الجانب الايراني طيلة السنوات الماضية وعدم الزام الجانب الايراني بتأمين الغاز لمحطات الكهرباء وفق العقد المبرم بين او ايجاد جهات وطرق بديلة لاستيراد الغاز من دول اخرى.
وبين مزاحم أن "حصة المحافظة من المنظومة الوطنية لا تلبي ربع احتياجات المحافظة التي تتجاوز 1600 ميغاواط للوصول الى معدل تجهيز تام او شبه تام"، كاشفا عن "خطة محلية لإخراج الدوائر الحكومية البالغة 2000 دائرة من الخطوط والوطنية والاعتماد على الطاقة الشمسية وتحويل حصصها من الكهرباء للمناطق السكنية".
وكشف مزاحم عن "خطة للتوجه نحو الطاقة الشمسية وتحديد سبع مناطق في ديالى، منها جلولاء، السعدية، مندلي، وغزانية، مرشحة حاليًا لتكون ضمن أولى التجارب في اعتماد الطاقة النظيفة، حيث يمكن لهذه المشاريع إنتاج مئات الميغاواط لدعم المنظومة الوطنية وتقليل أزمة الكهرباء، خصوصًا خلال ذروة الصيف".
وأشار إلى أن "فريقًا حكوميًا بدأ بدراسة هذه المناطق، وتم تحديد بعضها فعليًا، ومن المتوقع أن تبدأ أولى مراحل إنتاج الكهرباء من الألواح الشمسية منتصف عام 2025، مما سيشكل تجربة ناجحة قد يجري تعميمها على باقي المحافظات".
من جهته، أكد عضو مجلس النواب ثائر الجبوري، أن بغداد تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل للاستغناء عن استيراد الغاز من الخارج بشكل عام، سواء من إيران أو من أي مصدر آخر.
وأوضح الجبوري في حديث لـ(المدى) أن الإنتاج المحلي لا يكفي، وأن محاولة استيراد شحنات من الغاز المسال غير ممكنة لعدم وجود محطة مختصة لاستقباله. وأضاف أن استيراد الغاز من تركمانستان أيضًا يحتاج إلى حلول فنية، مثل تركيب أنابيب وغيرها من المشاكل الفنية.
واعتبر صيف 2025 قاسيًا جدا إذا لم تنجح بغداد في إيجاد حلول عاجلة لمواجهة أي مفاجآت تتعلق بالغاز المستورد من إيران.
ووقعت وزارة الكهرباء، في 19 تشرين الأول 2024، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد الغاز إلى العراق بكميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، لافتة إلى أن شركة لوكستون إنرجي السويسرية ستورد الغاز من تركمانستان للعراق عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل.
الا ان الاتفاق لم ينفذ حتى الان بسبب مشاكل فنية ودولية واقتصادية اللى جانب المتعلقات المالية في مجال الغاز بين إيران وتركمانستان وعدم ايجاد شركة نقل مختصة او وسيطة لنقل الغاز.
من جهته، يرى الباحث بالشأن الاقتصادي مراد الشمري أن تجربة الألواح الشمسية مشروع مستقبلي في اغلب مناطق العراق لمعالجة ازمة الكهرباء ومشاكل المولدات الاهلية رغم تكاليفها الباهظة إلا أنها حل اقتصادي وفني دائم لا يتطلب أي ارتباطات أو تأثيرات اخرى.
ويقول الشمري في حديث لـ(المدى) إن "توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية مشروع معمول به في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي إلا أن ظروف الحصار الاقتصادي في التسعينيات والعقوبات المفروضة على العراق وانهيار الدخل المعيشي أجهض المشروع رغم جدواه الاقتصادية الناجحة".
وأكد ان "تجربة الخلايا الشمسية في ديالى حديثة وتشهد اقبالا بدائيا بعد نجاحها في الموصل بمحافظة نينوى والإقبال الشديد على اقتنائها"، مرجحا انتشارها بوقت قياسي في ديالى باعتبارها حلولا لازمة الكهرباء المستعصية".