TOP

جريدة المدى > سياسية > ناجون كرد متفائلون بوقف إطلاق نار حزب العمال الكردستاني: نريد العودة إلى منازلنا بسلام

ناجون كرد متفائلون بوقف إطلاق نار حزب العمال الكردستاني: نريد العودة إلى منازلنا بسلام

مئات العوائل تركت قراها في جبال الإقليم بسبب القصف التركي

نشر في: 3 مارس, 2025: 01:14 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير لوكالة اسوشييتدبرس الأميركية عودة الأمل لعوائل قروية وريفية نزحت من مناطقها وقراها في اقليم كردستان بالرجوع لمساكنهم ومزارعهم بعد إعلان حزب العمال الكردستاني، وقف إطلاق النار ورمي السلاح بعد عقود من قتال ومناوشات مع الجيش التركي تسبب بنزوح مئات العوائل جراء غارات استهدفت مقرات مقاتلي الحزب في جبال وقرى إقليم كردستان.
وأشار التقرير الذي ترجمته (المدى)، الى ان آمال تلك العوائل قد ازدادت فور إعلان حزب العمال الكردستاني التركي السبت وقف اطلاق النار بعد معارك امتدت لأربعين عاما ضد الحكومة التركية وذلك استجابة لدعوة اطلقها قبل اسبوع زعيم الحزب، عبد الله اوجلان، الذي يقضي حكما بالسجن في تركيا منذ العام 1999.
يذكر ان هذه الهدنة، إذا ما تم تنفيذها، ستشكل نقطة تحول ليس لتركيا فقط بل انها ستجلب استقرارا مطلوبا على نحو كبير لمنطقة حدودية واسعة بين البلدين الجارين العراق وتركيا بمحاذاة إقليم كردستان.
وكانت القوات التركية طوال السنوات الماضية تشن هجمات متكررة تستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين اتخذوا ملاجئ ومقرات لهم بين جبال وقرى إقليم كردستان شمالي العراق، وقامت بنصب قواعد عسكرية لها في المنطقة، الأمر الذي أدى الى اخلائها.
عادل قادر، هرب في العام 1988 من قرية بارجي التي يسكن فيها على جبل متين عندما شن النظام السابق حملة عسكرية ضد المناطق الكردية. وهو يعيش الان في قرية تم بناؤها حديثا تحمل نفس الاسم القرية القديمة التي تم هجرانها والتي تبعد مسافة 2 كم جنوب الجبل. وانه اعتاد زيارة القرية القديمة بين الحين والآخر لزراعة أرضه هناك. ولكن هذا الحال توقف في العام 2015 عندما زحفت القوات التركية صوب القرية واقامت لها معسكرا هناك لمقاتلة مسلحي حزب العمال الكردستاني الـ"باكاكا" وتنفيذ حملات ضربات جوية الواحدة بعد الأخرى ضد مقاتلي الحزب.
وكان مزارعون وقرويون أكراد قد تعرضوا هم وقراهم لأضرار وخسائر جراء العمليات العسكرية. وتسببت الضربات الجوية والتوغل البري للجيش التركي التي استهدفت مواقع ومقرات مقاتلي حزب العمال الكردستاني بنزوح وتهجير آلاف المدنيين من المزارعين والقرويين الاكراد، تاركين مساحات واسعة من أراضيهم.
ويقول المزارع الكردي قادر، إنه "بسبب القصف التركي احترقت كل مزارعنا واشجارنا نتمنا ان يتحقق وقف إطلاق النار وان يحل السلام لنتمكن من العودة لمناطقنا."
واستنادا الى دراسة أعدتها حكومة إقليم كردستان في عام 2020 فانه في منطقة العمادية الحدودية بمحافظة دهوك، التي تشتهر بالزراعة، تم تفريغ قرابة 200 قرية من سكانها بسبب العمليات الحربية.
ويشير التقرير الى ان هناك مناطق بقت آمنة، مثل قرية بارجي الجديدة، التي تضم 150 منزلا فقط حيث يعتمد القرويون فيها على زراعة محاصيل السمسم والجوز والرز. ولكن القتال بقي مستمرا وباتت العمليات العسكرية تقترب اكثر فاكثر من تلك المناطق. صالح شينو، الذي نزح الى القرية الجديدة بارجي قادما من جبل متين، يقول، إن "هناك الكثير من القواعد العسكرية التركية حول هذه المنطقة، فعمليات القصف تبدأ بعد الظهيرة من كل يوم وتزداد كثافة أثناء الليل. القنابل تسقط بالقرب منا. ولا يمكننا التجول حول المنطقة بتاتا"، مشيرا الى ان "الغارات الجوية دمرت بئر ماء قرية بارجي وسقطت قنابل قرب مدرسة القرية".
بدوره، يقول نجيب رشيد، من قرية بيلافا المجاور، انه يعيش برعب وخوف أيضا، مؤكدا أن "هناك طلعات يومية تقريبا من القصف، وفي بعض الأحيان 40 الى 50 طلعة تستهدف مناطق محيطة".
ويضيف رشيد بقوله: "لا يمكننا حتى اخراج الماشية للرعي او ان نزرع أراضينا بسلام."
الى ذلك، يستذكر احمد سعد الله، من قرية جوهارز، الزمن الماضي عندما كانت فيه المنطقة مكتفية اقتصاديا، مبينا بالقول "اعتدنا ان نعيش مما تنتجه مزارعنا ومواشينا، في حقبة السبعينيات كانت جميع هذه التلال مغطاة بمزارع الكروم والتين. نحن نزرع الحنطة والسمسم والرز. ونقتات على كل شيء تنتجه مزارعنا."
ويضيف سعد أيضا: "لكن خلال السنوات القليلة الماضية كان المزارعون المحليون الذين انقطعوا عن مزارعهم يعتمدون في معيشتهم على المعونة الحكومية والاعمال الموسمية غير المستقرة. اليوم نحن نعيش وسط أجواء تتخللها طائرات حربية وطائرات مسيرة وعمليات قصف."
من جانبه، يستذكر فاروق صفار، من سكنة قرية جوهارز، قصف طائرة مسيرة قبل أشهر قليلة ماضية للباحة الخلفية لبيته.
ويقول صفار: "حدث ذلك مساء عندما كنا نتناول وجبة العشاء، وفجأة تهشمت جميع نوافذ البيت. كان الانفجار قد هز القرية وكنا محظوظين ان بقينا على قيد الحياة".
وكما هو الحال مع آخرين، فإن مشاعر صفار كانت يشوبها بعض الشك، حيث يقول إن محاولات سابقة لوقف اطلاق النار قد فشلت، مستذكرا محاولات سلام مماثلة قد جرت في العام 1993 وعام 2015 .
ويمضي بالقول: "نأمل هذه المرة ان تكون محاولة السلام مختلفة."

عن أسوشييتدبرس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بعد دعوة
سياسية

بعد دعوة "أوجلان" لنزع سلاح "العمال".. تركيا لن تنسحب قريباً من العراق

بغداد / تميم الحسن لا يُتوقع بأي حال من الأحوال أن تنسحب تركيا قريبًا من العراق، عقب دعوة عبد الله أوجلان، زعيم "العمال الكردستاني"، إلى نزع سلاح حزبه. يسيطر الحزب المعارض لأنقرة، المعروف بـ"بي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram