TOP

جريدة المدى > غير مصنف > (نظرة إلى النضال الملحمي لإنقاذ يهود الاتحاد السوفيتي و انهيار الشيوعية)

(نظرة إلى النضال الملحمي لإنقاذ يهود الاتحاد السوفيتي و انهيار الشيوعية)

نشر في: 15 فبراير, 2011: 04:56 م

إذا كنت تتصور بان الحرب الباردة قد ماتت  كما ينسدل الستار على أية قصة تجسس محترمة، فأنك حتما لم تقرأ هذا الكتاب. ان قيام الصحفي غال بيكرمان بإعادة تسخين سياسة الحرب الباردة و كيفية قيام الأمريكان بمحاولة تحرير ملايين اليهود الروس، قد لعب دورا في انهيار الإمبراطورية السوفيتية. هذا الكتاب يستعيد الزمن – من أوائل الستينيات حتى سقوط الشيوعية في 1989 –
عندما كانت الإبادة النووية، و ليس الإرهاب، هي الخوف الذي حفّز الغرب. لقد استحوذ النفي الداخلي على المعتوهين القابعين وراء الستارة الحديدية و أصابعهم على الرؤوس الحربية النووية، و كان لدبلوماسية المهاودة و الأخذ و العطاء صدى معاصر بقدر ما للقاعدة و طاليبان اليوم. كان المجتمع المنغلق للاتحاد السوفيتي منشغلاً إلى حد كبير بقمع المخالفين، بعكس روسيا الحالية المعروفة بأعيانها القلائل و ليس بالمثاليين. يزعم بيكرمان، بشكل استفزازي، أن العقود الثلاثة من التعامل مع الرافضين المزعجين – اليهود السوفيت الذين واجهوا رفضا ظالما عندما أرادوا  مغادرة البلاد – و بأن الأعداد المتزايدة للسياسيين الأحداث من اليهود الأمريكان الذين ألحوا على حكومتهم من أجل العمل نيابة عن إخوانهم الروس، كل ذلك عجّل في موت الاتحاد السوفيتي. بالطبع ساعد ذلك في  إعاقة  الاقتصاد السوفيتي الراكد – حيث صارت قيمة الحنطة بقيمة الرؤوس الحربية – عن اللحاق بأميركا في تخزين الأسلحة. و كان المعدمون و نقص المواد سببا آخر في الحرب الباردة. في نفس الوقت، تفتتت الأسس المعنوية للمجتمع السوفيتي تحت وطأة السجن و النفي الداخلي و الإبادة الثقافية و تنغيص حياة ثلاثة ملايين يهودي. و بالتالي جعلت الولايات المتحدة من سوء أحوالهم قضيةً من قضايا حقوق الإنسان و التي صارت مسألة مساومة في تعاملها مع السوفيت بشأن السيطرة على الأسلحة و التجارة. هذا الكتاب هو قصة مجتمعين يهوديين. الأول كان يعيش في الاتحاد السوفيتي، و يتجرد بشكل منظم من هويته اليهودية، حيث أغلق السوفيت  المعابد و منعوا تدريس اللغة العبرية و حظروا الهجرة، و أصبح الاستئصال الروحي لليهود سياسة غير منصوص عليها في الاتحاد السوفيتي. بعد ان أدرك الرافضون بأن حياة اليهود لم تعد ممكنة إلا بالرحيل، عانى القليل منهم عواقب الاحتجاج ضد دولة تستأثر بالحكم. الكتاب مفعم بأعمال التمرد الجريئة، لكن محاولة خطف طائرة سوفيتية عام 1970. من قبل ستة عشر من الناشطين و حكم الإعدام الذي صدر بحق اثنين منهم، أثار اليهود السوفيت و الرأي العام العالمي أيضاً  (بالنتيجة تم تخفيف حكم الإعدام). في نفس الوقت، كان اليهود الأمريكان الذين حاولوا التشبه بهم غافلين عما جرى لمعاصريهم في روسيا. يبدو بيكرمان قاسياً في انتقاده للمؤسسة اليهودية المنظمة مع إن دبلوماسية بعضهم كانت وديعة  و البعض الآخر كان متخاذلا بشكل مريع. عندما وجد اليهود الأمريكان صوتهم أخيرا، فإنما فعلوا ذلك بدعم من الحقوق المدنية الأميركية، متجاهلين حتى سوء المعاملة التي كانت تمارس ضد يهود روسيا. لم يرغب  الزعماء اليهود التدخل بالسياسة الخارجية الأميركية المهاودة و بسياسة الواقع – الترضية المعنوية التي تتميز بالخطوة المتأنية في قضايا حقوق الإنسان – التي لا تريد لملمة السوفيت و إشعال الحرب الباردة. لكن بالنتيجة، فأن ما بدأ على شكل همس انقلب إلى صياح و زعيق. ظهرت مجموعة ملهمة جديدة من الزعماء في السبعينيات، أخرجت طلبة الكليات إلى الشوارع، و استخدمت جمعية الدفاع المسلح عن اليهود القنابل الأنبوبية و فنون قتال المغاوير لكي تثبت للروس بأن الأمر إذا وصل إلى تحرير اليهود السوفيت فان الطلبة الفتيان اليهود يقايضون كتبهم  مقابل الحصول على مضارب البيسبول. في ذات الوقت، ردّ الكونغرس الأميركي  بإصدار تعديل جاكسون – فانيك على قانون التجارة لعام 1974 الذي لفت انتباه السوفيت بأن التجارة مع الولايات المتحدة تعتمد على عدد اليهود المسموح لهو بالهجرة. و مع الانتصارات الإسرائيلية في حروب الستة أيام و يوم كبور، حوّل اليهود صورتهم من صورة الضحية إلى صورة السلطة السياسية. يبدو الكتاب و كأنه صورة مريعة، مع قصص ثانوية تتكشف على شوارع الحصى في نيويورك و داخل شقق موسكو الرطبة و المحاكم السرية السوفيتية المشؤومة و خارج المعابد الروسية الملغاة، حيث آلاف اليهود يرقصون على السليقة و هم يتربصون بعملاء مجلس أمن الدولة (KGB). يكشف بيكرمان عملية نفي أبطال موهوبين تحدّوا القوى الجبارة و انتصروا ؛ ياكوف برنبوم الذي حشّد الغوغاء الأمريكان و حوّلهم الى طلاب مناضلين من اجل اليهود السوفيت ؛ أندريه ساكاروف صاحب القنبلة الهيدروجينية السوفيتية، تحوّل الى زعيم معادٍ للحرب و الى منشق و كان بطلاً غير يهودي من أبطال قضية اليهود السوفيت ؛ الحاخام الراديكالي ماير كاهان و الحاخام الهيبي شلومو كارلباخ  ؛ السيناتور هنري جاكسون راعي اليهود السوفيت ؛ إيلي ويسيل الذي رسّخ سمعته كصاحب ضمير حتى قبل ان يصبح قديس المحرقة ؛ أناتولي شكارانسكي (حالياً الزعيم السياسي الإسرائيلي ناتان شارانسكي) الذي قضى تسع سنوات في ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram