 السليمانية/ سوزان طاهر

تحركات مريبة لعناصر "داعش" في عدد من مناطق البلاد، وخاصة في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، بالتزامن مع الأحداث الجارية في سوريا، ومخاوف عودة نشاط التنظيم المتطرف في البلاد.
وتبرز مناطق الفراغ الأمني كأحد التحديات الأكثر تعقيداً، إذ أصبحت ملاذاً لنشاط تنظيم داعش الذي يواصل استغلال هذه المناطق لإعادة نشاطه، وزيادة تحركاته مؤخراً.
وتمتد مناطق الفراغ الأمني من قضاء خانقين في ديالى شرقاً إلى قضاء سحيلة في نينوى غرباً، وتتميز بتضاريس وعرة تشمل الجبال والغابات والوديان، ما يجعلها بيئة مثالية لاختباء العناصر المتطرفة.
ورغم إعلان العراق دحر داعش في 2017، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بعدد من تحركاته في مناطق تلال حمرين، ووادي الشاي، وجزيرة نينوى، والمناطق الفاصلة بين بغداد وأربيل.

طول الحدود
الباحث بالشأن العسكري آمانج عزيز يقول في حديث لـ(المدى)، إن، "التنسيق الأمني بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة بات ضرورياً، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها البلاد".
ولفت إلى، أن "المناطق الفاصلة بين بغداد وأربيل، والممتدة من خانقين في ديالى، إلى سحيلة قرب محافظة دهوك، على الحدود العراقية السورية، بعمق 40 كيلو متر، وهي حدود طويلة".
وأضاف أن "هذه المناطق فيها فراغات أمنية كبيرة، ويستغلها تنظيم داعش، وخاصة في مناطق حمرين، والمناطق القريبة من خانقين، والفاصلة مع الحدود الإدارية لقضاء كفري في السليمانية".
كما أن، هنالك مناطق أخرى في جنوب كركوك ووادي الشاي، ومناطق جبال قراجوغ في قضاء مخمور، في المناطق الفاصلة بين أربيل ومحافظة نينوى، وهي تحركات باتت خطيرة في الفترة الأخيرة، ولا بد من زيادة التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الاتحادية، والأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها في الإقليم.
وحذر عدد من المختصين في الشأن الأمني من تحركات داعش، خاصة في ظل أحداث سوريا الأخيرة، ومخاوف من عودة نشاط التنظيم الإرهابي، وسط دعوات لزيادة التنسيق الأمني بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة.

تشكيل غرف التنسيق
بدوره، يقول عضو الاتحاد الوطني الكردستاني إدريس حاج عادل في حديث لـ(المدى)، إن، التنسيق الأمني بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة بات ضرورياً في هذه المرحلة.
وبين، أنه "من الضروري تشكيل 4 غرف للتنسيق المشترك بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، في كركوك، ونينوى وديالى، وأربيل، لغرض السيطرة على تحركات داعش".
وأشار إلى، أن "مناطق الفراغ الأمني تشكل قلقاً كبيراً، بسبب حجم الفراغ الكبير، وعدم وجود قوة أمنية، في مناطق وعرة جغرافياً، وتحتاج إلى تنسيق عالي بين الحكومة الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان".
وخلال الأسابيع الماضية، حذرت تقارير من تحركات لعناص تنظيم داعش في مناطق حمرين، وجزيرة نينوى، والشريط الحدودي مع سوريا، وسط دعوات، لزيادة الجهد الاستخباري، والتنسيق الأمني بين الحكومة الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان.

دعم التحالف الدولي
الى ذلك، يكشف المختص في الشؤون العسكرية طاهر الحاج عثمان من معلومات تفيد بوجود تحركات لعناصر داعش، في المناطق الجبلية، القريبة من الحدود الإدارية لإقليم كردستان.
وأوضح في حديثه لـ (المدى)، أن "التهديدات من احتمالية هروب سجناء داعش في سوريا، فضلاً عن التحركات على الشريط الحدودي، واستغلال داعش لجغرافية المناطق الوعرة في حمرين وقراجوغ، وجنوب كركوك، كلها تحديات أمنية أمام الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كردستان".
وتابع أنه "يجب أن يكون التعاون الأمني شاملاً عسكرياً من حيث إقامة العمليات المشتركة بالتعاون مع التحالف الدولي، فضلاً عن التعاون الأمني والاستخباري بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، من خلال تبادل المعلومات الأمنية بين الطرفين". وذكر أن "وجود التحالف الدولي ضروري جداً، بسبب صعوبة مناطق الفراغات الأمنية بين أربيل وبغداد من الناحية الجغرافية، وتحتاج لتنفيذ ضربات جوية محكمة من قبل الطيران، فضلاً عن عمليات أمنية مشتركة بين الجيش والبيشمركة".
وكان مسؤول محور غرب كركوك في قوات البيشمركة، نوري حمه علي، قد أكد في وقت سابق أن الفراغ الأمني في المناطق الواقعة بين البيشمركة والقوات الاتحادية أصبح يمثل مشكلة يستفيد منها تنظيم داعش. وشدد على ضرورة إسراع بغداد وأربيل في وضع آلية مشتركة لإدارة مناطق الفراغ الأمني، وعدم السماح بأي تحرك إرهابي، يهدد أمن البلاد، ويستغل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة.