TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ألف حزب وحزب

العمود الثامن: ألف حزب وحزب

نشر في: 4 مارس, 2025: 12:05 ص

 علي حسين

حتمًا، ستتضمن الطبعة الجديدة من كتاب غينيس للأرقام القياسية رقمًا قياسيًا يضاف للأرقام التي يسجلها هذا الكتاب الشهير منذ أن صدرت طبعته الأولى عام 1955، والرقم الجديد سيحصل عليه العراق بجدارة، بعد أن سمعنا وقرأنا ان هناك اكثر من 200 حزب ستخوض الانتخابات المقبلة ، لاشك أنّ عدد هذه الاحزاب سيصل الى الف حزب وحزب، و سيثير"طمع" بعض المواطنين الذين سيقررون تأسيس أحزاب تحت شعار "مفيش حد أحسن من حد".
اخبار الاحزاب وشؤونها لا تختلف عن منصة مزاد المناصب التي انشأها المناضل احمد الجبوري " ابو مازن " ، شارك فيه الجميع، لكن خبر عدد الأحزاب الذي أعلن عنه أمس،أثار طمع العبد الفقير لله، فالمزاد هذه المرة أوسع وأكبر، إنه فرصة الحصول على حزب جديد. هكذا نبدأ المرحلة الجديدة تحت شعار "أريد حزب"، التي تهدف إلى توعية المواطنين بالديمقراطية العراقية الجديدة التي من علاماتها ان البرلمان يريد ان يرفع سيف "قانون حرية التعبير" في وجه من ينتقد الخراب، ويعتبر الحديث عن الفساد والمفسدين رجسًا من عمل الشيطان.
هناك فرْق بين حملة من أجل منع الناس من حق لهم، وحملة من أجل المطالبة بحق، تمامًا كالفرق بين حملة "أريد حزب"، وحملة "الكفاءة أولًا"، فالأولى مضحكة، بينما الثانية مطلب لايزال المواطن ينتظره منذ 21عامًا. فالواقع يقول إن الأحزاب القديمة وفروعها الجديدة جميعها تحت ولاية أولياء الأمور من قادة الكتل السياسية، لا شك بأن أحزاب السلطة ستحتل البرلمان من جديد مهما بلغ عدد الأحزاب التي أعلن عنها، وعندما ينتخب العراقيون في العام المقبل أو في أي وقت آخر سوف يعرفون جيدا أن النتائج تسبقهم إلى صناديق الاقتراع ، مثل كل انتخابات، وأن الذي يقرر هو سلطة الأحزاب وليس الناخب.
لا أحد منا يشكك في حبّ ساستنا للبلاد، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح ونصوص الشفافية والنزاهة، إلى معركة على تأسيس احزاب ، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصًا في كرسيّ الحزب، ويتحوّل الوطن، إلى إعلان عن مزاد لمن يستطيع أن يفرض مرشحه ولو بإرادة من خارج الحدود!
ملخص الحالة الآن أن احزاب السلطة قرّرت إضافة احزاب جديدة إلى اساليبها في الضحك على المواطن .
والآن عزيزي القارئ أرجوك أن لا تسخر من "جنابي" الذي يطمع في أن يحصل ولو على قطعة من الحزب، بعد أن فشل في الحصول على قطعة من الديمقراطية الجديدة. لنكون بصدد فقرة ساخرة، يقهقه فيها التاريخ عاليًا، وهو يتفرج، باستمتاع، على أحزاب تخرج من بطن أحزاب أخرى وجميعها ترفع شعار المدنية، والذي سيصبح بعد الانتخابات رجساً من عمل الشيطان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram