TOP

جريدة المدى > سياسية > جامع النوري في نينوى يفتح أبوابه خلال رمضان لأول مرة منذ هزيمة داعش

جامع النوري في نينوى يفتح أبوابه خلال رمضان لأول مرة منذ هزيمة داعش

الموصل القديمة تعود للحياة بعد 10 سنوات على احتلالها

نشر في: 4 مارس, 2025: 12:09 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

تطرق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الى مشاعر أهالي مدينة الموصل القديمة وهي تستعيد حياتها من جديد، فيما اشارت الى انها تمثل تراث وحضارة مدينة الموصل حيث شارك العديد من أهالي المدينة من الشباب في اعمال البناء وإعادة اعمارها والتي ستكون محفزا لعودة كثير من العوائل لمناطقها في وقت سيفتح جامع النوري أبوابه لأول مرة مع بداية شهر رمضان بعد 11 عاما من إلحاق الهزيمة بداعش.

في الفناء الصغير لمنزل جدة، سارة، الواقع في المدينة القديمة للموصل يركض الأطفال ويلعبون كأن الزمن لم يمر ابدا.
تقول سارة وهي تجلس على اريكة الفناء، إن "البيت احتفظ بذكرياتنا، يبدو الأمر وكأننا لم نغادر المنزل ابدا. وعلى العكس، عندما رجعنا شعرنا باننا ننتمي لهذا البيت."
بموقعه خلف جامع النوري الكبير مباشرة، فإن منزلهم يعد جزءا من الإرث التراثي المحلي لمينة الموصل. كان قد تعرض لأضرار كبيرة اثناء سيطرة تنظيم داعش على المدينة وكذلك خلال المعركة التي شنتها القوات العراقية لاستعادة المدينة بمساندة الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. كانت سارة وعائلتها قد اضطروا للمغادرة اثناء القتال في العام 2017، وعلى مدى سنوات كانوا يخشون من انهم لن يروا بيتهم مرة أخرى على حاله.
تقول سارة: "كان امرا مدهشا عندما استطعنا الاستقرار فيه مرة أخرى. احياء المدينة القديمة تغيرت كثيرا، ولكنها ما تزال محتفظة بجمالها، ونحن متفائلون من ان أحياء سكنية أخرى سيعود سكانها اليها."
اغلب البيوت القديمة قد تمت استعادتها وتعميرها وذلك بفضل مشروع، احياء روح الموصل، الذي تبنته منظمة اليونسكو، والذي اشتمل أيضا على إعادة ترميم واعمار جامع النوري الكبير ومواقع أخرى. تضيف: "كل افراد عائلتنا تم تشغيلهم هنا في إعادة اعمار المدينة. ما تزال الحياة غير مستقرة، ولكننا نأمل انه بعد 10 سنوات من احتلال تنظيم داعش لمدينتنا الحبيبة، فإنها ستتحسن أكثر."
منارة الجامع الحدباء التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا ويعود تاريخ بنائها للعام 1172 قد تمت استعادتها أيضا بإشراف اليونسكو واعيد افتتاحها الشهر الماضي. إعادة ترميمات جامع النوري اكتملت بعد 11 سنة من جعل تنظيم داعش مدينة الموصل معقلا له، وسيستقبل الجامع المصلين لأول مرة في رمضان منذ الحاق الهزيمة بداعش.
يقول، عمر طاقة، المهندس المسؤول عن مشروع إعادة اعمار الجامع برعاية اليونسكو، إن "أهالي الموصل فرحين جدا، اللمسات الأخيرة لم تكتمل بعد، ولكن باستطاعتنا فتح الجامع لمصلين في رمضان. نحن فخورين بعملنا في هذا المشروع، وهو أكبر مشروع لليونسكو في العالم ونفذ بميزانية قدرها 50 مليون دولار".
هدى، التي تعيش بجانب الجامع، وهي من بغداد وانتقلت الى الموصل بعد ان كانت تعيش كنازحة مسيحية في أربيل، تقول: "انا مسيحية، وانا الوحيدة التي تعيش في البيوت القديمة الان، قبل مجيء داعش كثير من المسيحيين سكنوا في المدينة القديمة، انا لدي طفلين وزوجي يعمل في إعادة اعمار جامع النوري. أشعر هنا وكأنني في بيتي."
بدوره، قال القس رائد، من مدينة الموصل انه على الرغم من ان غالبية المسيحيين لم يستعيدوا سكنهم في الموصل، فانهم يأتون الى المدينة يوميا من أربيل أو من البلدات المسيحية القريبة مثل قره قوش لأغراض العمل او ان يحضروا الى الكنيسة.
المهندسة المدنية، يمامة صالح، تعمل مع وكالة الأمم المتحدة، شاركت أيضا في حملة إعادة اعمار الجامع. تقول صالح " انه من أبرز معالم مدينة الموصل، اعتدت ان أرى المنارة الحدباء من سطح المنزل، ولهذا فعندما تم تدميرها كان الامر محزنا بحق. ولكن بعد اشتراكي في عملية إعادة اعمار الموقع كان لذلك معنى آخر بالنسبة لي. الان انتهينا من العمل، وسأعود الى سطح المنزل لاخذ صورة من هناك."
زميلها، مصطفى الزويني، مشرف اعمال بناء المنارة، كان يقف عند قمة المنارة، يقول، إن "المنارة الحدباء هي ايقونة المدينة، وكل العاملين هنا يشعرون بالفخر"، مستدركا "شعرنا بالدمار عندما نسف داعش المنارة في حزيران عام 2017، والان لدينا القدرات والامكانيات لاعادة اعمارها، باستخدام تقنيات عالمية وجديدة."
شاكر معن، مؤسس جمعية بيتونة التراثية، المقامة في بيت تراثي من طابقين، يقول: ""في عام 2017، بعد انتهاء المعركة ضد داعش، وكوني هنا شعرت وكأنني أعيش في صحراء. أزلنا الأنقاض من الحي بأيدينا، وعثرنا على جثث وقنابل غير منفلقة، ومن ثم تمكنا أخيرا من استعادة هذا البيت التراثي وحولناه الى مقهى ومكان لأنشطتنا المجتمعية. شباب يرتادون الجمعية ونقيم ندوات لتوعيتهم بإرث مدينة الموصل وحضارتها. الموصل بحاجة لمثل هذا الصرح."
ليلى صالح، آثارية مسؤولة عن منطقة بعشيقة ورئيسة فريق مشروع إعادة اعمار كنيسة الطاهرة، تعتبر خبيرة بالمواقع التاريخية في نينوى، تقول: "تمت المباشرة بكثير من المشاريع بعد تحرير الموصل، كأعمال تنقيب وحفظ آثار ومشاريع في مجال الآثار. اعتقد ان عملية إعادة اعمار الموصل ستستمر لسنوات، وان المجتمع الدولي مهتم بالمدينة بسبب تنوعها الديني والثقافي."

عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار
سياسية

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار "بوصلة الصدر"

بغداد/ تميم الحسن حتى الآن، تبدو خارطة التحالفات الانتخابية القادمة منقسمة بين فريقين رئيسيين: فريق يقوده "السوداني"، وفريق "المالكي". وتتحرك القوى السياسية بين هذين الفريقين، حيث لا يمكن حتى اللحظة أن يُسمى تحالفًا انتخابيًا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram