محمد آدم
الافضل ان اظل هكذا
احدق من النافذة وأراقب العالم،
اجلس على رصيف الحياة الخالي من المارة تماما
وأخترع شمسا تليق بي
لا تعبأ بالغيوم
ولا ترتدي سترة الراهبات
تترك الساعات خلف ظهرها الي ان يظهر نهار أخر
يفتش عن علامة جيدة
على وجود أعمى.
من الأفضل ان اظل هكذا
عالقا بين الكينونة
والذات
أبحث عن هرمس في خرائب التاريخ
وأفتش عن يسوع المسيح
بين العميان
وأحذية المارة
أن احمل قارورة ناشفة وأتجول بها بين المقابر العمومية
وغرف الخنافس
ربما أعثر علي فردة حذاء كان قد تركها
سقراط
فوق كراريس افلاطون
وعتبات هيباشيا
وأعزف بالماندولين القديم
علي عتبات الرب الخالية من البهجة
ربما سأتناول طعام افطاري مع القطط والكلاب
وأنا ادور في الشوارع
بحثا عن خنفساء جاحدة
كان قد تركها احد الملاحين القدامي
قبل أن تغرق سفينته
الورقية
فوق البحيرات المرة.
ماذا افعل الان في هذه الوحدة السامة
هل أضحك من الوجود والعدم
وأقوم لأغسل طاقية القديس سمعان الخراز
فوق نافورة
منسية
في مزرعة الحيوانات هذه التي تمتد من الشرق
الي الغرب؟
ربما سأتوقف عن كتابة الأشعار
الي ان اعثر في جيب بنطالي القديم
علي اغنية
لسيدة عجوز
وهي تفلي رأسها
بحثا عن الرب
وعجل هارون الذهبي
علي عتبة
تكتظ بالجماجم
وملاعق الدم،
او ربما سأكتب قصيدتي الاخيرة
عن بيلاطس البنطي
وهو يكشف عن سرواله الممزق
تحت سرة امرأة
كان قد تركها يوسف النجار
هناك
فوق بحيرة طبرية.
هيباشيا

نشر في: 5 مارس, 2025: 12:01 ص