TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

نشر في: 9 مارس, 2025: 12:01 ص

ثائر صالح
الجزء الأول
نرى بعد عناوين الأعمال الموسيقية بعض الرموز والأرقام التي تشير إلى نظام فهرسة أو تصنيف أعمال المؤلف الذي كتب هذا العمل. ويجري تصنيف الأعمال ستناداً إلى منطق محدد، كأن يكون الرقم يمثل التسلسل التاريخي لتأليف العمل، أو لصدوره مطبوعاً أو وفق الشكل الموسيقي كأن يكون سوناتا أو سيمفونية، وهناك تصانيف أخرى ظهرت في العقود الأخيرة تتبع منطقاً خاصاً مختلفاً عن السابق، كأن يجري تصنيف الأعمال حسب السلم الذي كتب فيه العمل مثلاً إلى جانب الشكل الموسيقي مثلاً.
في البداية كان المؤلفون يميزون الأعمال حسب عنوانها ولاحقاُ حسب عنوانها وسلمها الموسيقي. ويصدف كثيراً أن يحمل عملان نفس العنوان ونفس السلم، لذلك بدأ الموسيقيون في القرن السابع عشر، خاصة في فينيسيا يستعملون كلمة (Opus) مع رقم تسلسلي لتصنيف أعمالهم. والكلمة لاتينية تعني عملاُ، في نفس الوقت كانت تعني عملاً موسيقياً محدداً. مختصر الكلمة هو (.Op) وتجمع على (.Opp)، لتجنب الدخول في متاهات لغوية عن الكلمة وجمعها الذي هو (Opera) في اللغة اللاتينية وعلاقتها بكلمة (Opera) الشكل الغنائي المعروف وجمعها (Operae). وارتبط استعمال Opus مع عملية طباعة الأعمال الموسيقية بالدرجة الأولى بعد تزايد الطلب عليها جرّاء تنامي الطبقة الوسطى، وكان هذا من طرق تحسين مصادر الدخل للموسيقيين منذ أواخر القرن السابع عشر. عندها اعتاد الموسيقيون نشر مجموعات من أعمالهم مثل السوناتات أو الكونشرتات تحت نفس العمل، مثلاً Op. 4 ثم ألحقوه بكلمة (Numero) ومختصرها (.No) لترقيم القطع الموسيقية التي يختلف، وقد يكون نصف درزن في بعض الأحيان، وفي أحيان أقل درزن. ثم بدأ المؤلفون ترقيم أعمالهم سواء نشرت أم لا وذلك منذ بداية القرن العشرين، رغم أن ذلك أخذ بالتراجع الآن.
لم يكن الموسيقيون متسقين في هذا التصنيف لأعمالهم، فكانوا يضعون العمل ورقمه على بعض الأعمال، ويهملون ذلك مع أعمال أخرى في بعض الأحيان، كما لم يعيروا للتسلسل الزمني والمنطقي اهتماماً كبيراً في أحيان أخرى مما أدى إلى ارتباك كبير. وما كان اهتمام الناشرين بوضع تسلسل منطقي وفهرسة صحيحة لأعمال المؤلفين الذين ينشرون أعمالهم أكبر من اهتمام الموسيقيين أنفسهم، فهمّهم الأول المبيعات والربح إلا في حالات نادرة. فقد نشر بيتهوفن أعمالاً قديمة أعطاها أرقاماً تسلسلية بعد أحدث أعماله المنشورة، بينما نشر في شبابه بعض الأعمال دون أن يعطيها أرقاما (توصف الأعمال التي ليس لها رقم عمل بالأحرف الأولى من العبارة الألمانية WoO). ولم يكن الحال أفضل مع بعض المؤلفين المحدثين، مثل بيلا بارتوك وسيزار فرانك وغيرهم.
ويذكر أن الكثير من المؤلفين لم يصنفوا أعمالهم، بينهم يوهان سيباستيان باخ رغم نشره القليل من أعماله، أهمها تمارين الكلافير (عدة أجزاء، بضمنها تنويعات غولدبرغ الشهيرة) وكورالات للأورغن. وأول من وضع فهرستاً لأعماله المعروفة في ذلك الوقت هو جمعية باخ التي تأسست سنة 1850، وقد عرف باسم "طبعة جمعية باخ" ويختصر (BGA) لم تكتمل مجلداته إلا في سنة 1900.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"سيرك" للشاعرة نور خليفة: دينامية اللغة وتمثلات العطب الوجودي

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

هيباشيا

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

مقالات ذات صلة

انتقائية باختين والثقافة الشعبية
عام

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

د. نادية هناوي يُعدُّ ميخائيل باختين واحدا من النقاد الغربيين المهتمين بدراسة السرد الأوروبي الشعبي، لكنه في كتابه (أعمال فرانسوا رابليه والثقافة الشعبية في العصر الوسيط وأبان عصر النهضة) يعد الأول الذي خص أعمال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram