الموصل / سيف الدين العبيدي
على بعد ٢٠ كم من الحدود الإدارية للموصل عند جنوبها وخصوصاً عند قرية العذبة، تقع أكبر مقبرة جماعية في العالم وهي مقبرة "الخسفة" وهي عبارة عن حفرة على عمق ١٥٠ متر وبقطر أكثر من ١٠٠ متر تكونت بفعل الطبيعة.
لكن الإرهابيين منذ ايام تنظيم القاعدة اتخذوها مقبرة لرمي الضحايا فيها، وجاء داعش واستمر على هذا النهج حيث تضم قرابة ٢٠ ألف من الرفات الذي استشهدوا.
وفي شهر أي من العام 2015، ألقى داعش في الحفرة حوالي ألفي شهيد، ناهيك عن المجازر الاخرى الغير معلنة، هذا ما نتج عدد كبير من المغيبين ولا يعرف مصيرهم من قبل اهاليهم لغاية الآن.
وبعد مطالبات عديدة بدأت حكومة نينوى المحلية اول الخطوات في فتح هذا الملف، حيث أجرى محافظ نينوى عبدالقادر الدخيل ورئيس محكمة استئناف نينوى زيارة الى المقبرة.
وأعلن الدخيل من هناك عبر مؤتمر صحفي عن تبني المحافظة هذا الملف الذي يحتاج الى اموال كبيرة ودراسة خاصة عن كيفية فتح المقبرة والنزول الى عمق ١٥٠ متر واستخراج الاف الرفات.
واكد ان الامر يحتاج ايضا تدخل دولي وضرورة استخدام تقنيات حديثة، وبين ان الحفرة تحوي على غازات سامة وخانقة تعيق عملية الاستخراج، وبذلك اعدت دراسة ومسودة من قبل مؤسسة المقابر الجماعية وجامعة الموصل.
واشار الى ان عمليات التحري وجلب الاليات التخصصية تستغرق عاماً كاملاً تتيح تنفيذ المهمة التي تحتاج لجهد خاص ومبالغ كبيرة جداً ليس الخسفة فقط بل في قضاء تلعفر وعشرات المقابر في قضاء سنجار، مع الحاجة الى فرق خاصة لفحص الـ DNA.
القرار لاقى ترحيب كبير من ذوي المغيبين لمعرفة ذويهم سواء احياء في السجون او شهداء بالمقابر، ولفت بشار محمد أحد ذوي المغيبين ان خلال معارك التحرير وفي يوم واحد فقط عمل داعش على جمع ٧٠٠ منتسب سابق من وزارة الداخلية من منطقة وادي حجر بالجانب الايمن من الموصل وذهب بهم الى المعتقل، أفرج عن عدد منهم والاخرين ذهب بهم لجهة مجهولة يعتقد انهم ارموا في الخسفة
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات في التدخل وبذل اقصى الجهود لمعرفة مصير ابناءهم الذي طال انتظاره منذ عام ٢٠١٧ ولغاية اليوم.