ذي قار / حسين العامل
تدارس المشاركون في الأمسية الرمضانية الأولى التي أقامها ملتقى سومريون الثقافي في الناصرية المراحل التي مرت بها الحياة المدنية العراقية وما شهدته الأعوام الأخيرة من تراجع بفعل هيمنة الأعراف العشائرية والتوجهات الطائفية.
وشهدت الأمسية التي عقدت تحت عنوان (الحياة المدنية العراقية بين الأمس واليوم) وادارها الباحث امير دوشي توقيع رواية (دربيل عفيفة إسكندر) للروائي نعيم عبد مهلهل التي تتطرق الى أحد جوانب الحياة المدنية التي كانت سائدة في القرن العشرين.
وقال الباحث امير دوشي لـ(المدى) ان "الأمسية التي أقامها ملتقى سومريون الثقافي بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار تطرقت الى بدايات تشكل الدولة العراقية واثر ذلك في التأسيس للحياة المدنية"، مشددين على أهمية العودة الى التقاليد المدنية التي تراجعت خلال العقود الأخيرة".
مبينا ان " الاعوام التي أعقبت التغيير بعد عام 2003 شهدت عودة وتراجع الى ما هو ابعد مما حصل قبل عام 2003 اذ سيطرة القيم الطائفية والاثنية على حساب القانون ومؤسسات الدولة".
ويجد دوشي ان " انهيار أسس الدولة المدنية يجعل الوضع مرتبك"، منوها الى ان " معايير الدولة المدنية تتجسد بسيادة الدولة ومؤسساتها وبقدرة القانون وقدرة الفرد على انتخاب من يمثله سياسيا".
مشيرا الى ان الأمسية تطرقت الى أحد روايات الكاتب نعيم عبد مهلهل عن المغنية عفيفة إسكندر التي شكلت مفصلا او علامة من علامات المدنية بديوانها الثقافي الذي كان مفتوحا للأدباء من بينهم الباحث علي الوردي والشاعر حسين مردان واخرون".
ومن جانبه قدم الباحث في مجال اللسانيات الدكتور سعيد الجعفر خلال الأمسية قراءة لغوية ولسانية لمفهوم المدنية ومراحل تشكل المجتمع المدني بالتزامن مع صعود الطبقة البرجوازية والثورة الفرنسية. منوها الى أثر الطبقة البرجوازية ودورها في نشوء المدنية في أوروبا والوطن العربي.
فيما تطرق الباحث صلاح الموسوي الى الاختلال المدني والارتباك السياسي الذي حصل في العراق إثر سيطرة القيم الدينية والطائفية على حساب القيم المدنية، مشيرا الى ان " الانتخابات التي هي أحد اركان الديمقراطية باتت تجري وفق الولاءات الطائفية والاثنية بدلا من التمثيل الوطني او الاجتماعي او الطبقي".
وأشار الموسوي الى تشكّل المجتمع المدني الحديث في العراق وعلاقته بنشوء الدولة عام 1921 وكيف ساهمت جميع الإثنيات العراقية بذلك التشكّل مارّاً على الغناء العراقي بوصفه تعبيراً عن هوية المجتمع وكيف ساهم مطربون مسيحيون ومسلمون ويهود في تجسيد هوية جامعة للذوق العراقي.
بينما تحدث الباحث محمد حاجم عن صورة المرأة في روايات الكاتب نعيم عبد مهلهل عبر عقد مقارنة بين طبيعة حياة كل من المرأة الريفية والمدنية والتحولات المجتمعية في هذا المجال".
مؤكدا ان " مهلهل " ركز في رواياته على توثق المظاهر المدنية لمجتمع مدينة الناصرية رغم اغترابه في المانيا في الوقت الحاضر".
واختتمت فعاليات الأمسية التي اغنتها مداخلات عدد من الأدباء والمثقفين بتوقيع رواية (دربيل عفيفة إسكندر) للروائي نعيم عبد مهلهل وتوزيع نسخ منها على الحضور.