واسط / جبار بچاي
بالتزامن مع موجة الامطار الاخيرة التي ضربت البلاد، شهدت الحدود الشرقية لمحافظة واسط تدفق موجات من السيول القادمة من الاراضي الايرانية عبر عدة محاور ووديان أهمها واديي الكلال وترسخ في بدرة وجزمان وسراق في زرباطية إضافة الى وديان هضبة خزينه في ناحية شيخ سعد والتي تمتد الى شمال علي الغربي في محافظة ميسان.
ووفق مختصين في الموارد المائية فإن أقصى مستوى لكمية السيول المتدفقة بلغ 75 متراً مكعباً عبر وادي الكلال الذي يستوعب تمرير موجات فيضانية عالية نحو العمق العراقي، مطالبين بانشاء سدود كبيرة في المناطق الحدودية على غرار ما فعلته إيران لخزن الكميات الكبيرة من الامطار والسيول المتدفقة.
ويقول قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار إن "المناطق الحدودية في القضاء استقبلت عدة موجات من السيول القادمة من المرتفعات الايرانية بالتزامن مع الامطار التي شهدتها أرجاء البلاد في الأيام الاخيرة، وبلغ أقصى مستوى للسيول المتدفق 75 متراً من خلال وادي كلال بدرة".
وأضاف عبد الجبار في حديث لـ(المدى)، أن "هذه الكمية لا تشكل أي تهديد للمدينة أو للمناطق التي تتدفق نحوها في العمق العراقي ومسيطر عليها تماماً حيث هناك مساحات شاسعة لاستيعابها وتمريرها نحو نهر دجلة عبر تصاريف نهري الجباب وأم الجري شمال ناحية شيخ سعد".
وأشار الى أن "وادي ترسخ شهد تدفق موجة من السيول القادمة من مرتفعات جبال زاكروس الايرانية بلغت ذروتها 50 متراً مكعباً وتم تمريرها الى منخفض الشويجة وهي الاخرى لم تشكل خطراً على المناطق التي مرت خلالها قبل الوصول الى الشويجة".
ولفت الى أن "المناطق الحدودية في ناحية زرباطية التي تتبع الى قضاء بدرة شهدت تدفق موجات من تلك السيول عبر نهري جزمان وسراق لكنا كانت خفيفة وغير مؤثرة وحققت ريّة مهمة للأراضي الزراعية في المنطقة التي تعاني شح في مياه السقي"، مؤكداً " وجود حاجة ماسة لإنشاء سدود كبيرة لخزن مياه الامطار والسيول والاستفادة منها صيفاً".
من جهته، ذكر مدير ناحية شيخ سعد أحمد طارق الهماش أن "المناطق الحدودية في الناحية ابتداء من محور الشهابي وغريبة ومنطقة خزينه شهدت تدفق موجات من السيول الايرانية بتصاريف مختلفة تبعاً لشدة الامطار في المناطق الحدودية وضمن العمق الإيراني".
وأضاف في حديث لـ(المدى)، أن "إدارة الناحية وملاكاتها المتخصصة كانت تراقب بدقة السيول المتدفقة وتأمين مناطق تصريفها الى نهر دجلة دون حصول أضرار على مستوى الناحية والقرى الحدودية التي تأثرت قليلاً بشدة الامطار هناك وليس السيول".
وكشف أن "تصريف نهر الجباب حقق أعلى قدرة في احتواء تلك السيول من الهضبة الشرقية الحدودية ومن ثم تمريرها الى نهر دجلة بسهولة كونها سيول بسيطة ولم تقارن مع ما حصل في السنوات السابقة حيث اجتاحت السيول مناطق وقرى بأكملها وأخذت تهدد الطريق العام كوت ميسان لو لا الجهد الكبير لتصريفها الى دجلة".
وتابع الهماش: "مع توفر فرص لهطول الامطار في العمق الإيراني ضمن حدود محافظة ايلام وامتلاء السدود التي أنشأت هناك نتوقع ورود موجات أخرى وقد تكون أكثر شدة لكن الاجراءات مستمرة لتحكيم المنافذ والمناطق الرخوة وتنظيف الأنهار والقناطر الأنبوبية والصندوقية المارة عبر طريق كوت ميسان لتكون جاهزة ومهيأة".
إلى ذلك، يقول مستشار محافظ واسط لشؤون الموارد المائية علي حسين حاجم في حديث لـ(المدى)، إن "مياه السيول التي تدفقت مؤخراً باتجاه محافظة واسط خفيفة مقارنة مع ما حصل في السنوات الماضية ومسيطر عليها تماماً ولا تشكل أي تهديد على جميع المستويات."
وأضاف "ينبغي على الحكومة التفكير جدياً بكيفية الاستفادة من تلك السيول من خلال إنشاء سدود كبيرة في المناطق الحدودية وإقامة منشآت تحكم وتوزيع منتظمة ومحسوبة علمياً وبذلك يكمن الاستغناء عن مياه نهر دجلة لسقي الاراضي هناك".
وذكر أن "السيول التي تدفقت باتجاه ناحية شيخ وحدها على سبيل المثال في العام 2013 بلغت مليار و200 مليون مكعب وهذه الكمية تسد متطلبات الناحية من المياه لجميع الاستخدامات ولمدة ثلاث سنوات فيما لو تم تخزينها".
وقال إن " السدود الصغيرة التي أنشأتها وزارة الموارد المائية في المناطق الحدودية كالسد الغاطس في زرباطية غير مفيدة عند ورود موجات فيضانية وسيول عالية تجتاحها بسهولة وتؤدي الى أضرار كبيرة في المناطق هناك خاصة الاراضي الزراعية والبساتين والقرى المتناثرة".