 المحافظات/ يوسف الطائي، علي العلاوي، حسين العاملتواصلت الحركات الاحتجاجية في بغداد والمحافظات، وعلى ما يبدو أن الاحتجاج العراقي على الفساد وتردي الخدمات يتفاقم في مناطق متفرقة من البلاد.في بغداد، هدد عاطلون عن العمل الحكومة والبرلمان بمظاهرات عارمة إذا لم يقر البرلمان الموازنة العامة للبلاد، والإسراع في إطلاق التعيينات، لانتشالهم من الواقع المرير الذي يعيشون فيه.
وقالوا في أحاديث لـ"المدى" إن استمرار مسلسل الحكومة والبرلمان من عدم توفير فرص العمل لهم، وإيقاف التعيينات في جميع وزارات الدولة وعدم الاهتمام بالشباب سيولد مشاكل كبيرة لا تحمل عقباها.وأضافوا أن عدد العاطلين والبطالة في العراق بازدياد مستمر مما يجعل فرصة وجود عمل في الوزارات أو أي مكان آخر قليلة. وكانت ثلاثة مجموعات على شبكة التواصل هي "بلا صمت" و "بغداد لن تكون قندهار" و "مجموعة الثورة الزرقاء" نسقت فيما بينها ودعت إلى المشاركة في التظاهرة.وألقى احد المنظمين بيانا أمام التجمع طالب فيه بإقالة أمين بغداد (صابر العيساوي) فورا".وقال إن "العيساوي تجاوز (في منصبه) أكثر من خمس سنين ولم يقدم لبغداد شيئاً يذكر بل ازدادت أوساخا وضعفا في الخدمات رغم صرف مليارات الدولارات".وطالب البيان الحكومة "بالعمل الجاد في معالجة ملف الخدمات".وقال ان"خروجكم من بروجكم العاجية الى حي التنك (احياء عشوائية في محيط العاصمة) يقلل من غضب الجماهير".ورفع المتظاهرين لافتات كتب عليها "لا نطالب ببناء بروج، نريد إصلاح المجاري" و "إصلاح وتغيير لا تأخير" وأخرى "نطالب برحيل مجلس محافظة بغداد".وكتب على لافتات صغيرة أخرى رسم عليها القلوب "نريد حقوقنا من نفط الشعب فنحن نسمع به فقط" و "خريجون في الشوارع وأميون في المناصب" و "بصوت الحق تسقط حكومات" و "لا للرواتب والمخصصات الضخمة للبرلمانيين وكلا لمهزلة راتب تقاعدي للبرلماني".أما في كربلاء، فقد رفع متظاهرون ينتمون إلى نقابة ذوي المهن الصحية الاثنين الماضي شعارات عديدة تمازجت بين تحسين الخدمات وتحسين مستوى المعيشة وبين التأييد للانتفاضة المصرية التي انتصر فيها الشعب على الحاكم وانتظم العشرات من المتظاهرين وهم يحملون الشعارات الورقية التي كتب عليه (لا للظلم) و(لا للفقر) و(ونعم للحرية).فيما قال نقيب النقابة محمد طوفان إن المشاركين في هذه التظاهرة خرجوا ليعبروا عن فرحهم بانتصار الثورة في مصر التي عبرت وكشفت عن قدرة الشعوب على انتزاع حريتها وربما حملت مطالب الشعب المصري وشبابه ما يؤمله الشعب العربي من مطالب في حريته بالعدل والمساواة وإطلاق التعيينات وتوفير الخدمات ومنها تعبيد الطرق وتوفير الكهرباء وتحسين التعليم واستقرار الوضع الأمني.وفي ذي قار، شكل مجلس محافظة ذي قار لجنة خماسية تضم الكيانات السياسية الممثلة في مجلس المحافظة للتحاور مع المكاتب الحزبية والعشائرية للحيلولة دون توسع المشاركة الجماهيرية في التظاهرات والفعاليات المطلبية والاحتجاجية التي يتوقع أن تشهدها مدينة الناصرية أسوة بالمدن العراقية الأخرى خلال الفترة القادمة.وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي خلال جلسة الاجتماع الاعتيادية التي عقدها المجلس مؤخرا وحضرتها المدى ان مجلس محافظة ذي قار اقر تشكيل لجنة خماسية تمثل جميع الكيانات والتيارات الممثلة في مجلس المحافظة للتحاور والتشاور مع المكاتب السياسية والدينية والرموز العشائرية والمجالس البلدية.ويتوقع المراقبون ان تشهد محافظة ذي قار المزيد من التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية المطالبة بالكهرباء وتامين الحصة التموينية والخدمات الاساسية فضلا عن فرص العمل حيث يشكل العاطلين عن العمل ما يقرب من ثلث سكان المحافظة فيما تقدر معدلات من هم تحت خط الفقر بأكثر من 30% من عدد نفوس المحافظة البالغ مليوني نسمة.على صعيد آخر، استجاب محافظ الأنبار لمطالب المتظاهرين في المحافظة، والسماح لهم بالتعبير عن أفكارهم، فيما اتهم مسؤولون محليون بعض الشخصيات بمحاولة استغلال مطالب المتظاهرين لصالحها.وقال محافظ الأنبار قاسم محمد عبد الفهداوي لـ"السومرية نيوز"، إن المظاهرات هي حق مشروع للجميع، وهناك مطالب خرج بها أبناء الأنبار بشكل عفوي وصادق"، مؤكدا أن "الحكومة المحلية متفهمة لهذه المطالب وستعمل بها، لأن الأنبار زرعت الكثير وهي بانتظار الحصاد"، بحسب تعبيره.من ناحية أخرى، كشف نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، عن إن رئيس الوزراء نوري المالكي وعد بتخصيص ساحات خاصة في جميع المحافظات العراقية تكون مكانا للتظاهرات شبيهة بساحة (الهايد بارك) الموجودة في العاصمة البريطانية.وأوضح نصيف جاسم الخطابي خلال تصريح إعلامي لقد شهدت المدن العراقية عددا من التظاهرات التي تطالب بتقديم الخدمات وتحسينها وهي مطالب مشروعة ما دامت غير خاضعة للجهد السياسي.وأضاف أن التظاهرات هي حرية وفرصة للتعبير عن هذه الحرية ونحن نشدد على أهميتها وأحقيتها ودستوريتها ونقلنا كل هذا إلى رئيس الوزراء الذي التقينا به وبين لنا انه من ضروري السماح للخروج بتظاهرات سلمية للمطالبة بالخدمات على ألا تكو