بغداد/ اياس حسام الساموكأعرب عدد من الإعلاميين عن امتعاضهم نتيجة غياب الوزراء عن الساحة الإعلامية بمجرد تسنمهم المناصب الوزارية، فيما أكد برلمانيون أن هذا الأمر نتيجة استمرار سيطرة عقلية النظام السابق على اغلب الوزراء."المدى" كانت قد اتصلت في وقت سابق وبأكثر من وزير في الحكومة الجديدة
إلا أنها لم تستطع الوصول إلى أي منهم، رغم أن اغلبهم كانوا يتحدثون لها قبل وصولهم إلى الحقائب الوزارية، فوزير الدولة للشؤون الخارجية هاتفه مغلق، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية ووزير التعليم العالي لا يردان على الهاتف، ووزير الدولة لشؤون العشائر يخرج علينا مرافقه دائما ليقول انه في اجتماع مغلق، ووزير العدل استبدل هاتفه الشخصي، ووزير الدولة الناطقة والمتحدث باسم الحكومة يشدد على انه لا يصرح إلا للقضايا المهمة جدا وليس له التصريح على أي سؤال لأي صحفي.النائب عن التحالف الوطني سعد المطلبي أوضح في اتصال هاتفي مع "المدى" أمس أن رئيس الوزراء نوري المالكي شدد على ضرورة أن يكون الوزراء ميدانيين، فضلا على ضرورة أن يكونوا على تماس مع الشارع العراقي من خلال إيصال الخدمات، مبينا أن المالكي انتقد ظاهرة غلق الهواتف النقالة أو تبديل الأرقام الشخصية.المطلبي أكد في الوقت نفسه أن الوزير بات يعتقد انه في وضع خاص بعيدا عن المواطن العراقي، مبينا أن هذا الأمر امتداد لعقلية النظام السابق، موضحا أن اغلب الوزراء لا يزالون يحملون أفكار البعث فهم يعتقدون أن الوزير هو فوق المواطن بل حتى فوق القانون.وفي سياق متصل قال النائب عن القائمة العراقية محمد سلمان إن مسألة تهرب الوزراء من وسائل الإعلام باتت طبيعية في الوقت الحالي، مشددا على ضرورة أن يمتنع المواطن عن انتخاب الشخصيات التي عزلت نفسها عن الشارع ووسائل الإعلام.وأضاف سلمان أن على الوزراء الذين خلقت لهم هذه الصورة أن يعمدوا إلى التواصل مع الشارع العراقي واستقبال الإعلاميين بأحسن صورة لكي تنتهي هذه الفكرة عنهم.وعلى ما يقول سلمان وهو قيادي في جبهة الحوار، إن تكتله امتعض من تصرفات وزير التربية والذي هو مرشح عنها لقيامه بغلق هاتفه النقال وعدم استقباله للصحفيين، مبينا أن اجتماعا حصل لغرض تبيان سبب التصرف هذا من قبل تميم، واصفا إياه بالأمر السلبي. الإعلامي عماد الخفاجي أشار في اتصال هاتفي مع "المدى" إلى أن الحجج التي تقول بحسن النية في عدم الإجابة على اتصالات الإعلاميين بسبب كثرة المشاغل هي أمر غير وارد، مبينا كما أن وجود مكاتب إعلامية لدى الوزارات لا يعني عدم إجابة الوزراء على استفسارات الإعلاميين كونهم يودون معرفة حقيقة الوزارة عن قرب.وأضاف الخفاجي أن الوزراء بمجرد تسنمهم المناصب يعتقدون أن دور الصحافة انتهى، وحان وقت الاطمئنان، وهو أمر خاطئ على اعتبار أن علاقة الصحافة بالوزير يجب أن تستمر كونه قد يكون مرشحاً للدورة اللاحقة، متابعا أن هنالك مشكلة إجرائية داخل قبة البرلمان فأدارته والحمايات تتعامل بشكل مختلف مع البرلماني والوزير حتى بات البرلمانيون الجدد يشعرون أنهم اصغر من الوزراء وهو أمر خاطئ فرضته الثقافة الجديدة في فهم دور المنصب.مدير مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي قال لـ"المدى" إن من يصنع السياسي هو الإعلام وبالتالي لولا الإعلام لما وصل إلى البرلمان أو إلى الوزارة، موضحا أن دور الإعلام يجب أن يكون مستمرا حتى بعد تسنم الوزير منصبه، فإذا استغنى الوزير عن الإعلام فعلى الأخير أن يعطي هذه الصورة إلى الشارع العراقي كي لا ينخدع به مرة أخرى.وتابع العجيلي أن على المسؤول أيا كان منصبه أن يفهم انه موظف خدمة عامة، مستدركا بالقول إن ما يحصل هو أن الوزير يتخيل نفسه سيد المجتمع، متناسيا في الوقت نفسه أن منصبه هذا لن يستمر أطول من أربع سنوات، وعليه فيجب أن يقدم الوزير كل طاقته في خدمة الشعب وألا ينعزل عن الإعلام والذي صنعه في وقت سابق.بدوره أعرب الإعلامي عماد العبادي عن اعتقاده بوجود نظرة وصفها بالدونية من قبل المسؤول اتجاه وسائل الإعلام كما كانت في السابق.وأضاف العبادي لـ"المدى" أن الوزير بات يعيش في واد والإعلامي في واد آخر، مشبه الذي يحصل حاليا بما كان في النظام السابق، مشددا على تصور الوزير بأنه شخصية ذات ثقل أكثر من البرلماني، مبينا أن هذا الأمر سببه أن عدد البرلمانيين كثير يفوق على عدد الوزراء بأضعاف، مستدركا بالقول إن على الوزير هذا أن يفهم انه لا يعني شيئا أمام الصحافة.وانتقد العبادي الذرائع التي يتمسك بها الوزراء من خلال عدم تواصلهم مع الإعلاميين حيث يصفها العبادي بالواهية، موضحا أن الإعلامي يرغب في معرفة الوزير عن قرب لكي يقيمه بالشكل الصحيح.من جانبه، شدد الإعلامي عماد جاسم في حديث لـ"المدى" على وجود تشويش لدى الوزراء في فهم دورها، متابعا أن بوجود السلطة والحمايات وغيرها الأمر الذي يتسبب بأثر عكسي على تعامله مع الصحفيين، ويصبحون منافسين لهم وفق وجهة نظر الوزراء.وأضاف جاسم أن الوزراء غالبا ما يكونون أمام الإعلام بلسان معسول إلا أن واقع الحال مختلف فهم يكرهون الإعلام وبالتالي يعملون على غلق هواتفهم أمام الصحفيين، مؤكدا وجود إشكالية في
نواب: عقلية النظام السابق تسيطر على أغلب أعضاء الحكومة
نشر في: 15 فبراير, 2011: 09:08 م