متابعة المدى
بعد تحقيق روسيا مكاسب على الأرض فى حربها ضد أوكرانيا فى الأيام الأخيرة، ألقى الأوكرانيون باللوم على دونالد ترامب لاسيما بعد قراره بقطع المساعدات ووقف الوصول إلى الاستخبارات العسكرية فى أعقاب خلافه في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وخلال اليوم الأخير من القتال وحده، ورد أن الكوماندوز الروس قادوا هجومًا باستخدام خط أنابيب نفط مهجور للتسلل خلف القوات الأوكرانية التي تحتل جزءًا من منطقة كورسك الروسية.
كما شنت وحدات النخبة المحمولة جواً والبحرية بدعم من جنود من كوريا الشمالية هجمات أمامية كاملة على الأوكرانيين تحت وابل من المدفعية والطائرات بدون طيار والهجمات الجوية.
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الهجمات الأخيرة تأتي بعد أن وصف ترامب تصعيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين للعنف بأنه "ما قد يفعله أي شخص آخر".
واعتبرت الصحيفة أن موقف الرئيس الأمريكي ترك أوكرانيا بلا شك في الظلام ومنح بوتين ميزة حاسمة. وكتب أحد الأوكرانيين الذين يقاتلون في كورسك في رسالة نصية إلى صحيفة الإندبندنت: "نحن نخسر".
وفي الوقت نفسه، تجمعت حشود صغيرة في كييف لدعم المطالب بالإفراج عن أسرى الحرب الذين أسرتهم روسيا.
كما احتفلت الحشود بعيد ميلاد الشاعر الأوكراني الأكثر شهرة، تاراس شيفتشينكو، الذي ناضل من أجل الاعتراف بلغته الأم في القرن التاسع عشر. واعتبرت فيكتوريا، التي لم تذكر سوى اسمها الأول: "إنها خيانة. لقد كانت هذه الحرب برمتها خيانة".
وتذكرت القصص التي سمعتها من جدتها عن آخر محاولة كبرى قادتها روسيا لتدمير بلد يزعم بوتن أنه "غير موجود".
وخوفا من تكرار التاريخ، قالت لصحيفة الإندبندنت: "لقد عانى أقاربي، وجدتي، وعائلتها، وجدتي الكبرى، من ذلك؛ لقد ماتوا جوعًا في ثلاثينيات القرن العشرين.لقد أخبرتني جدتي بعض القصص المروعة. كيف كان عليها أن تحصل على الطعام... في القرى المجاورة، كان الناس يأكلون الناس، من الجوع. لقد حدث هذا بالفعل".
كم جهة اخرى
قال مسؤول أوكراني الاثنين، إن بلاده ستقترح هدنة مع روسيا في الجو والبحر خلال المباحثات التي من المقرر أن تعقد مع وفد أميركي في السعودية اليوم الثلاثاء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا اقتراح لوقف إطلاق نار في الجو ووقف إطلاق نار في البحر، لأن هذان هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما". وأكَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق أمس، أن كييف تريد السلام مع روسيا التي حمّلها المسؤولية عن عدم تحقيق ذلك، عشية مباحثات في السعودية بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين للبحث في تسوية للحرب بين كييف وموسكو.
وقال زيلينسكي: «أوكرانيا تبحث عن السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب»، في إشارة إلى الغزو الروسي لبلاده منذ مطلع عام 2022. وأضاف: «لقد قلنا دائماً إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرار الحرب ".
وسيكون اجتماع اليوم الثلاثاء الأول بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين منذ المشادة الكلامية الصادمة بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية فبراير (شباط) في البيت الأبيض.
وعلقت واشنطن بعد ذلك المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخبارية معها، بينما تحاول كييف إصلاح الأمور مع ترمب.
ويفتتح زيلينسكي الاجتماعات الدبلوماسية، اليوم، بلقاء مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.
وأوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي سيحضر الاجتماعات، أن المحادثات ستساهم في «تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي» بين روسيا وأوكرانيا. من جانبه، اكتفى زيلينسكي بالقول: «نأمل في أن نناقش ونتفق على القرارات والخطوات اللازمة»، من دون أن يحدد الموضوع.
وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأميركي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا بزيادة الدعم في وقت تتراجع فيه كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطاً متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.
وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي محاصرة تقريباً من جانب القوات الروسية. وتسيطر روسيا على نحو خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.
ووفقاً لزيلينسكي، أطلقت روسيا جواً 1200 قنبلة موجهة ونحو 870 طائرة مسيَّرة هجومية وأكثر من 80 صاروخاً على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.