ذي قار / حسين العامل
نشرت قيادة شرطة ذي قار عشرات العناصر من القوات الأمنية في محيط منزل الناشط التشريني المعتقل احسان أبو كوثر وذلك في تدابير غير مسبوقة، فيما اتهمت اسرة الناشط المعتقل جهات سياسية بالتصعيد لتحقيق غايات حزبية، محذرة قائد الشرطة من الانسياق خلف مخططاتها.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمجاميع كبيرة من عناصر الشرطة وهي تنتشر في محيط منزل الناشط الأبرز في تظاهرات الناصرية الذي اعتقل يوم السبت المنصرم، فيما نشر شقيقه احمد الهلالي صورا ومقطعا فيديويا تظهر فيه مجاميع من القوات الأمنية تحتشد امام داره ناهيك عن ناقلات عسكرية تحمل المزيد من عناصر الشرطة، وكتب معلقا (اخوان بس اريد اعرف الجولاني إبيتنه؟ بعد شلون يصير الاستفزاز).
وبالمقابل احتشد المئات من المتظاهرين قرب جامعة العين لإلقاء بيان حول اعتقال الناشط احسان الهلالي غير ان الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في محيط حي الشهداء حيث تقع الجامعة المذكورة ومنزل الناشط المعتقل حالت دون ذلك.
وفي حديث لـ(المدى)، قال أحد ناشطي التظاهرات لـ(المدى) انه "كان من المقرر القاء بيان للتهدئة والحث على عدم التصعيد تتلوه اسر شهداء تظاهرات تشرين في جمع من المتظاهرين الذين حضر المئات منهم للمكان".
وأضاف: "اننا فوجئنا بانتشار أمنى واسع واجراءات امنية مشددة تمنع تجمع المتظاهرين او الوصول الى منزل الناشط المعتقل".
ويجد المتظاهر ان "الإجراءات الأمنية كانت استفزازية وربما كانت تحاول جر المتظاهرين الى المصادمات"، واردف "غير ان المتظاهرين كانوا اكثر حكمة وتحلوا بضبط النفس وتقيدوا بطلب من الناشط المعتقل بعدم التصعيد ولم ينجروا لذلك".
ومن جانبه قال احمد الهلالي وهو شقيق الناشط المعتقل في بث مباشر على مدونته الشخصية: "بخصوص قضية احسان أبو كوثر تأجل النظر فيها الى يوم الخميس ومن المؤمل ان يفرج عنه في اليوم المذكور".
وحث الهلالي المتظاهرين على "عدم التصعيد او اللجوء الى حرق الإطارات او قطع الطرق كون ذلك سيضر بأهالي الناصرية"، متهما جهات حزبية بالعمل على تأجيج الأوضاع في الناصرية لأغراض سياسية.
وتابع الهلالي ان "ذلك لن يتحقق وسنعمل على التهدئة لتفويت الفرصة على الجهات التي تريد استغلال التظاهرات لتمرير أهدافها المشبوهة". ووجه الهلالي في البث المباشر رسالة الى قائد شرطة ذي قار اللواء نجاح العابدي قائلا ان "ما ترمي له الأحزاب من فوضى لن يتحقق"، وأضاف ان "احسان كان متواجدا في الناصرية على مدى 4 أشهر ولم يتلق تبليغا رسميا بالحضور الى المحكمة، وانما تم اللجوء الى إجراءات استفزازية لاعتقاله". ويرى الهلالي ان "اعتقال شقيقه جاء للتغطية على صفقات فساد وفشل حكومي في إدارة المحافظة". وخلص الهلالي الى القول "سنُفشل كل ما ترمي له الأحزاب فلا الناصرية تحترق ولا يتأجج وضع المدينة".
وأعربت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار يوم السبت (8 اذار 2025) عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز السياسي والتغطية على الازمات الراهنة.
وأفاد شقيق الناشط المعتقل في تصريح لـ(المدى)، بان "قوة امنية اعتقلت شقيقه (احسان) اثناء تواجده في احد مقاهي مدينة الناصرية"، وأضاف ان "القوة اقتادته في بادئ الامر الى احد مراكز الشرطة ومن ثم قامت بترحيله الى مديرية مكافحة الإرهاب". ورجح احمد الهلالي ان "يكون الاعتقال بناء على شكوى مقدمة من عناصر مكافحة الشغب حول ما حصل من احداث سابقة في تظاهرات تشرين". ويأتي اعتقال الهلالي ضمن حملة اعتقالات واسعة شهدتها محافظة ذي قار خلال الأشهر القليلة المنصرمة وطالت المئات من ناشطي الحركة الاحتجاجية، اذ كشفت اوساط المتظاهرين يوم (28 ايلول 2024) عن ملاحقات قضائية لعشرات المتظاهرين بدعاوى وتهم كيدية رغم مرور أكثر من 5 اعوام على مشاركتهم بتظاهرات تشرين، مشيرين الى ملاحقة 43 متظاهر على خلفية المطالبة بالكشف عن المتورطين بمجزرة جسر الزيتون التي راح ضحيتها 50 شهيدا وأكثر من 500 جريح من متظاهري تشرين في نهاية 2019.
فيما تواصلت حملة الاعتقالات في الأشهر اللاحقة لتطال أكثر من 200 متظاهر نقل عدد منهم الى مراكز الاعتقال في بغداد لغرض التحقيق معهم.
وكانت أوساط سياسية وإعلامية في ذي قار كشفت (أواسط كانون الثاني 2025) عن ملاحقات امنية ودعاوى كيدية أرغمت العشرات من ناشطي التظاهرات الى التخفي والبحث عن ملاذات آمنة خشية من تعرضهم لمصير مماثل لما لاقاه البعض من اقرانهم في مراكز الاحتجاز.
وكان مدونون وناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان أعربوا يوم (13 كانون الأول 2024) عن قلقهم إزاء ما تعرض له الناشط في تظاهرات الناصرية مرتضى البدري من تعذيب عقب اعتقاله من قبل احدى الجهات الأمنية في ذي قار، فيما طالب الضحية رئيس مجلس الوزراء ومدير جهاز الامن الوطني بفتح تحقيق بما تعرض له من تعذيب تسبب بشلل اطرافه السفلى والعليا.
وظهر البدري في مقطع فيديوي متداول في مواقع التواصل الاجتماعي وهو بجسد مرتعش لا يسيطر فيه على حركة اطرافه العليا والسفلى مع تعليق صوتي من أحد الأشخاص يشير الى تعرضه للتعذيب.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من كانون الاول عام 1948، وصف مسؤولون وناشطون واقع حقوق الانسان في العراق بانه لم يبلغ مرحلة الطموح، مؤكدين تلقي عشرات الشكاوى في مجال التعذيب داخل مراكز التحقيق.
اذ كشف مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار داخل عبد الحسين المشرفاوي في حديث سابق لـ(المدى)، عن تلقي عشرات الشكاوى في مجال التحقيق في العدالة الجنائية المتمثلة في مراكز الاحتجاز والسجون داخل المحافظة تتعلق بتعرض بعض الموقوفين والمحتجزين للتعذيب في مراحل التحقيق"، مبينا أن "هناك شكاوى اخرى تخص اداء مؤسسات ودوائر حكومية حول طريقة تعاملها مع المواطنين ناهيك عن شكاوى تتعلق بطريقة التعامل مع التظاهرات وما نجم عنها من تصادم بين القوات الامنية والمتظاهرين".