د. عماد عبد اللطيف سالم
أيهما الأكثرُ أهميّةً وتشويقاً وجدارةً بالمشاهدة..
مسلسل معاوية (بموسمٍ واحد و 30 حلقة)، أم مسلسل دونالد ترامب (بأربعةِ مواسم و650 حلقة على الأقلّ)؟
أنا أُتابِعُ بشغفٍ وقَرَفٍ ومُتعةٍ "مُسلسل" دونالد ترامب.
لم أكن هناك قبل 1500 عام، ولا أعرفُ ما الذي حدث يومها حقّاً، ولا يعنيني كُلُّ ذلكَ (حدثَ أم لم يحدثَ) بشيء.
ما يهمَنّي الآن.. هو دونالد ترامب.
في السياسةِ كما في الاقتصاد، ما يجعلني أكثرَ وعيّاً ودِرايةً وإلماماً بالمستجدّات، هو ليس معاوية بن أبي سفيان، بل دونالد بن جون ترامب.
كانت الحلقاتُ الأولى من "مسلسل ترامب" صادمةً بحقّ، وقد تحملُ "الحلقاتُ" التاليةُ ما هو أكثر تشويقاً وصدمةً لنا، لأنّنا قد نقومُ بدورٍ ما فيها(بعِلمنا أو دونَ علمنا، وبرضانا من عدمه).. ولو كان ذلكَ دورُ "الكومبارس".
من يُريدونَ تذكيركم بما كان يقولهُ ويفعلهُ معاوية قبل 1500 عام، يُريدونَ منكم نسيانَ ما يقولونهُ ويفعلونه، وما يقولهُ ويفعلهُ ترامب الآن.
من يُريدونَ إشغالكم بـ "قوافل" و "تجارة" و"مؤامرات" معاوية، وبـ "شَعْرَةِ" المصالِحِ "المُمتَدّةِ" التي أسّسَ لها، هم ذاتهُم من قامَوا بـ "المُتاجَرةِ"" بها من بعده، وهم ذاتهُم من سارَ على "نهجهِ" في السياسة (بمن فيهم أولئكَ الذين يدّعونَ أشَدَّ البغضاءَ والعداوةَ لهُ).
هؤلاء "المُنتِجون" هم ذاتهم من يعقِدونَ "الصفقات" الآن، ويقومونَ بـ "الأدوار" الرئيسة في مسلسل دونالد ترامب.
والأكثرُ "مُتاجَرَةً" وضَرراً من هؤلاءِ كلّهم، هم أولئكَ الذينَ "يُروّجونَ" لمسلسل معاوية عن طريق منعهِ من العَرضِ في القنواتِ "العراقيّة"، خوفاً من "انقسام" العراقيّين، وحِرصاً على "وحدتهم"، وكأنّنا في زمن التلفزيون ذو القناتين اليتيمتين.
لذا.. أيّها "المُتفَرِّجونَ" الأكارِم..
تَجاهَلوا مسلسل معاوية.. وتابِعوا مسلسل دونالد ترامب.
الذي "يُوَحِّدنا" أو "يُفَرِّقنا" الآن، لا يجِبُ أن يكونَ "أمير المؤمنين" السابق معاوية بن أبي سفيان.. بل "آمرنا"، السيد الرئيس "الحالي" دونالد ترامب.
أخيراً أيّها الرجال "المُجاهِدونَ" – الأشاوس الذين تُقاتلونَ بعضكم بعضاً طيلة 1500 عام دونَ كَللٍ أو ملل..
لا "تتعامَلوا" بليونةٍ، أو بخشونةٍ مع "السيدة" هند بنت عتبة، فهي الآنَ لا تضَرُّ ولا تنفع..
و"تواصَلوا" بنعومةٍ شاسِعةٍ مع "الليدي" ايفانكا ترامب.
ما الذي بوسعِ هند بنت عتبة تقديمهُ لكم الآن؟
لا شيء طبعاً.
كُلّ ما تتمنّون.. "كُلُّ شيءٍ" تشتهون.. كُلّ شيء..
ستجدونهُ حتماً.. لدى "السيّدة" ايفانكا ترامب.