صلاح الدين / محمود الجبوري
على بعد 85 كم شمال غرب مدينة تكريت وفي أطراف قضاء بيجي مازالت الثروات النفطية مجمدة ومهدرة في باطن الارض دون اي استغلال او استثمار من الجهات المعنية رغم الحاجة الماسة للاستثمارات النفطية واهمية الثروات الطبيعية المبددة.
في أطراف جبال مكحول شمال غربي صلاح الدين وفي قرية (المصلخة) تتسرب كميات من الكبريت من عدة عيون طبيعية للكبريت نحو سفوح نهر دجلة المحاذي لجبال مكحول وتارة اخرة تظهر بقع زيتية وسوداء في نهر دجلة يفسرها المختصون بتضاربات مختلفة وغير دقيقة.
وتقصت (المدى) ملف العيون الكبريتية وحقيقة البقع الزيتية التي تظهر في نهر دجلة ضمن حدود صلاح الدين بين الحين والاخر.
ويقول محمد سلام المجمعي (أحد المتقاعدين في مصفى بيجي)، إن هذه العيون النفطية موجودة منذ أكثر من 50 عاماً ولم تستثمر او تستغل منذ عشرات السنين لاسباب مجهولة حتى ابان عهد النظام السابق مبينا ان العيون يتسرب منها بقع للنفط الاسود وقسم منها كبريتية ويجمع المختصون على انها عيون كبريتية ممزوجة بالنفط الخام.
ويكشف المجمعي في حديثه لـ(المدى) عن ظهور بقع الزيت النفطية في نهر دجلة بين الحين والاخر والتي من المرجح ان يكون مصدرها عيون الكبريت في قرية (المصلخة) في أطراف جبال مكحول ضمن المناطق الشمالية الغربية لقضاء بيجي، مؤكدا انبعاث روائح كريهة ضمن المناطق المحيطة والمحاذية لقرية (المصلخة) بين الحين والاخر عند انبعاث وتسري بقع النفط الاسود والكبريت من الجبل نحو سفوح نهر دجلة.
بدوره، يوضح قائممقام قضاء بيجي السابق سعد الخزعل ان العيون الكبريتية موجود في جبل مكحول ضمن قرية المصلخة ويبلغ عددها 4 عيون ولم يصلها أحد منذ عشرات السنين بسبب المخاوف من المساءلة القانونية واجراءاتها ابان عهد النظام السابق فيما لم تتمكن اي جهة امنية او حكومية من الوصول الى عيون الكبريت بعد سقوط النظام السابق بسبب المخاطر الامنية وتواجد الجماعات المسلحة والارهابية وتحصنتها في جبيال مكحول التي لم تحرر بالكامل الا قبيل عام ونصف تقريبا.
وتابع في حديثه لـ(المدى) "ان قرية المصلخة تضم اكثر من 130 اسرة نزحوا بسبب تهديدات الجماعات الارهابية وعاد اكثر من 50 اسرة بعد تحرير القرى في جبال مكحول من سيطرة الجماعات الارهابية وعادوا لمزاولة مهنهم الزراعية الا انهم بعيدون عن العيون الكبريتية بشكل تام. الخزعل قلل من معلومات التسرب النفطي والكبريتي من جبل مكحول نحو نهر دجلة واعتبرها غير دقيقة وغير مثبتة ميدانيا مبينا حدود نهر دجلة المار قرب سفوج قرية المصلخة في جبال مكحول لم يشهد تسرب حقيقي ومؤثر للكبريت او مواد نفطية حتى الان بحسب الكشف الميداني للجهات والدوائر المعنية.
ويكشف الخزعل عن وجود آبار نفطية كبيرة لم تستغل بصورة صحيحة في منطقة مكحول والجزيرة في قضاء داعيا الى استثمار واستغلال الثروات النفطية عبر شركات محلية أو أجنبية عن طريق الحكومة الاتحادية منوها ال ان مناطق مكحول والجزيرة والمساحات النفطية يمكن ان تتحول الى مناطق سياحية تجذب السياح وتحقق ايرادات مالية كبيرة للحكومة المحلية.
الى ذلك، أكد مدير الموارد المائية في صلاح الدين بسام عبد الواحد عدم وجود اي عمليات تسرب للكبريت او النفط نحو نهر دجلة على امتداد جريان النهر من حدود صلاح الدين ومروره بمحاذاة جبال مكحول.
ويكشف عبد الواحد في حديثه لـ(المدى) اسباب البقع الزيتية التي تظهر في نهر دجلة بين فترات متقطعة الى تسرب النفط الخام من الانابيب بسبب التكسر او الاضرار وتدفق كميات كبيرة من النفط الخام نحو الوديان والتي تنجرف مع السيول نحة نهر دجلة وتسبب بقعا زيتية.
ويؤكد عبد الواحد ان الانابيب النفطية في المناطق المفتوحة الواسعة تتعرض احيانا لـ"نضوح" بسبب ثقوب او اضرار ويصعب كشفها بمدة زمنية قصيرة ما يسبب تسرب النفط الخام وانجرافه مع السيول الى نهر دجلة نافيا ومستبعدا وجود اي عمليات تسرب للكبريت او النفط الخام من جبال مكحول نحو نهر دجلة.
ويلفت عبد الواحد الى ان دائرته ستجري كشوفات ميدانية لعيون الكبريت في قرية (المصلخة) خلال الايام القادمة واعداد تقارير موثقة عنها.