TOP

جريدة المدى > سينما > السطح وحدث ذات مرة في الموصل.. فيلما الشباب الأجمل

السطح وحدث ذات مرة في الموصل.. فيلما الشباب الأجمل

نشر في: 13 مارس, 2025: 12:01 ص

علي الياسري
اجمل ما في السينما انها تمثيل لممارسات البشر في التعبير عن ذواتهم من خلال عناصر فنية تعمل على استلهام التجارب الانسانية الفردية بمنحاها الثقافي والاجتماعي.
على هذا الاساس يصبح الفيلم السينمائي ذاكرة حية لتجسيد كل خيالات وافكار الصانع، وصورة متحركة تستدعي مشاعره وأحاسيسه الشخصية للشاشة كلما تم عرض فيلمه، وهو بذات الوقت مسعى لسرد الحكايات والاحداث بشكل مؤثر عاطفيًا لأوسع جمهور.
ضمن مسابقات مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب بدورته الاولى 2025 يلفت الانظار ان كبرى حواضر العراق بجنوبه وشماله (البصرة والموصل) تقدم لنا افلامًا تحمل بشائر ان هناك جيل جديد في هذه المُدن يمتلك المهارة والمعرفة والحس الفني الجيد في الاقتراب من افكاره بشكل جاذب. يتلمس احساس الجمهور ليتغلغل في وعيه وينساب لما بعده، وفيها من التفاصيل الوجدانية ما يجعلها افلام تتكشف على ذاكرة انسانية تتأمل في نسقها الحياتي.
ففي فيلم (السطح) للمخرج حسن صبري الفائز بجائزة افضل فيلم في مسابقة الفيلم القصير الروائي الاول وفيلم (حدث ذات مرة في الموصل) الفائز بجائزة افضل فيلم بمسابقة الفيلم الوثائقي القصير الاول نرى قدرتهم على الانغماس بالبيئة المحلية لعرض طبيعة الافكار ومناقشة هموم المجتمع بما يحمل العمل نحو عرض فني يعيد تشكيل الواقع المحيط في اطار خيال الصورة السينمائية.
بفيلم السطح او ليالي البطيخ الاحمر (الركي باللهجة العراقية) يحاول المخرج حسن صبري بث روح الحنين الى سلوكيات عراقية صيفية بالنوم فوق سطح المنزل والجلسة العائلية التي تبدأ من تنظيف السطح مرورًا بتناول الركي رفقة احاديث الالفة وذاكرة الاب ومناكفات الابناء وتنتهي بغبار جنيات وقت السَّحَر يغشى الارواح حيث النوم على وسادة الاحلام، دون ان ينسى هوامش الحياة خارج السطح مع شيوع ضوء النهار مشيرًا نحو الواقع المعقد من خلال شريط الصوت.
بينما كان المخرج عبد الله خالد بفيلمه الوثائقي (حدث ذات مرة في الموصل) -وهو احد مشاريع الدعم والانتاج لورش وزارة الشباب والرياضة السينمائية- يسعى لتجديد ذاكرة الثقافة السينمائية التي أكلتها الظروف القاسية والتحولات الحادة للبلد حتى باتت صالات العرض السينمائي القديمة خرائب، من خلال شخصية ابو سمير اقدم وأخر مشغلي عارضات السينما في الموصل الذي يمتلك حلمًا سيسعى الى تحقيقه وهو في العقد السابع من عمره في تشغيل العارضة السينمائية وتقديم عرض الى جمهور حيّ ينساب فيه الضوء ليسقط على جدار حتى لو كان ذلك في اطلال صالة عرض سابقة شهدت فيها اجيال عديدة عروض افلام صارت جزءًا من هويتها الشخصية وذاكرتها الثقافية وسبيلًا لعشق السينما وفنها الساحر. ما يقدمه عبد الله خالد يعطينا فكرة عن قدرة مخرج شاب على امساك جوهر افكاره وتحويلها الى صور جاذبة بنفس تسجيلي يثير المشاعر ويُحرك الاسئلة، كما انها تعيد الاشارة الى اهمية الرجوع للتراث كجزء من ترميم الهوية الحضارية للموصل وللعراق ككل.
ما ندركه من هذه الافلام وعلى صنّاع الافلام الشباب جميعًا استلهامه خصوصًا في افلامهم القصيرة ان المصداقية الشعورية والروي البسيط دون مبالغات لكنه بعين الوقت يحمل خياله واجنحته الفنية التي تجعله دومًا فوق الواقع المُعتاد هو مسار يجب سلوكه حتى نعرف عن انفسنا كصناع اكثر مع كل فيلم ننجزه. فالهدف من صناعة فيلم "ليس صنع عمل جيد او رديء بل الهدف هو تعلم الكثير منه" كما يقول المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تاريخ الأسطورة الفاوستية

قناطر: متاحفنا بلا زائرين. . لماذا؟

انتهاء مباحثات الرياض بين ممثلي كييف وواشنطن من دون الإعلان عن هدنة

قضية الناشط التشريني إحسان أبو كوثر تتفاعل: والده تعذب في مراكز الاحتجاز!

الحرب الباردة بنسختها الثانية

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

من الذاكرة: رحلة (فيروز) السينمائية

فيلم يونان لأمير فخر الدين في المسابقة الرسمية لمهرجان فيسكال السينمائي

"سنذهب ".. فيلم عن نهاية الحياة: بيير لوتين يرافق هيلين فينسنت في رحلة برية أخيرة قبل الرحيل

مقالات ذات صلة

فيلم يونان لأمير فخر الدين في المسابقة الرسمية لمهرجان فيسكال السينمائي
سينما

فيلم يونان لأمير فخر الدين في المسابقة الرسمية لمهرجان فيسكال السينمائي

ميرفت علاء ينافس فيلم يونان للمخرج أمير فخر الدين في المسابقة الرسمية لمهرجان فيسكال السينمائي للفيلم الإفريقي والأسيوي والأمريكي اللاتيني بإيطاليا يوم غد، حيث يشهد عرضين خلال فترة المهرجان، 25 مارس مساءً ويتبعها ندوة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram