TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: الشباب في مهرجان الشباب

كلاكيت: الشباب في مهرجان الشباب

نشر في: 13 مارس, 2025: 12:05 ص

 علاء المفرجي

بعد ماراثون كبير خاضته بغداد والمحافظات العراقية في أنعقاد المهرجانات السينمائية، والتي كانت تتشابه من حيث شكلها ومضمونها، بل وأخطائها حتما، فكان الفشل عنوانها، أو نتيجة للتسرع في إقامتها. انعقد نهاية الشهر الماضي مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب، الذي قدم هويته الواضحة، على الرغم من دورته الأولى، أعقبها بما توفر له من إمكانات لوجستية، وأيضا برنامج لا يحمل (ادعاء) أسماء رنانة، للأقسام التي ستخوض الأفلام المنافسات في ظلها. لكنه خرج بنتائج إيجابية قياسا لحداثة عمره، أو للتجارب التي سبقته.
فاين نحن من ثقافة المهرجانات؟! مهرجانات عديدة تقدم سنويا عن السينما، عددها لا يتناسب مع حجم المنتج السينمائي العراقي، لا تراعي الحد الادنى من الضوابط التي تحكم المهرجانات العالمية. ويتم التعامل معها من قبل صناع هذه المهرجانات باستخفاف ولا أبالية. فالعملية بالنسبة لهم ليست اكثر من تمويل مادي يغطي التكاليف التي بتطلبها هذا المهرجان او ذاك، وما ان تقام دورته الاولى حتى يتم نسيانه او قل حين ينضب معين التمويل هذا ويكون مصير الدورات اللاحقة النسيان.
للأسف فإن أغلب صنّاع هذه المهرجانات السينمائية لا يعون اهمية المهرجان وجدواه مثلما لا يضعون الخطط العلمية والعملية لديمومتها، فاستحداث المهرجانات هو ولادة فكرة جديدة من شأنها إغناء الحراك السينمائي. خاصة وان السينما العراقية تعاني ومازالت من عدم الاهتمام والتهميش من قبل المؤسسة الثقافية.
فالمهرجانات التي أصبحت تقام في كل محافظة في العراق، لم تضف الى المشهد السينمائي ما يمكن ان يفعله وينهض به. بسبب ضعف المشاركة وأهمية الأسماء التي تحضر او تساهم في فعالياتها. ولعل السبب في ذلك أننا لم نتوفر على تقاليد حقيقية لإقامة هذه المهرجانات، كما لا نمتلك الخبرة اللازمة لإقامتها.
فأمام هذا الفشل الذي يصاحب هذه المهرجانات السينمائية نقترح إعادة النظر بإقامتها، وتقديم ورقة عمل يضعها المتخصصون وتوحيد الجهود من أجل إقامة مهرجان سينمائي واحد على الأقل على ان يكون مستوفياً للشروط المتعارف عليها للمهرجانات السينمائية، ولابأس من عدة مهرجانات متخصصة. . وسيكون كل ذلك مشروطاً بزيادة الانتاج السينمائي العراقي -وهذا ما يحتاج وقفة أخرى.
وانطلاقا من ذلك كان مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب، يحمل أسباب نجاحه، ابتداء من الاسم الذي حمله، والذي كان أمينا لمضمونه، من حيث اهتمامه بأفلام الشباب، والذي تجسد بعرض أفلام كان وراؤها شباب بعمر الورد، خضعتهم إدارة المهرجان لورشات ودورات مكثفة، قبل انعقاد المهرجان لأكثر من عام، تلقوا فيها أهم الأساسيات في صناعة الفيلم، بل حتى اختيارهم خضع لاختبارات م ن من قبل كوادر سينمائية محترفة؛ كل ذلك منح نتاجاتهم قيمة فنية عالية، ربما لم تعتدها السينما العراقية من قبل ولعل سرح نجاح المهرجان مع الشباب، هو جدية أدارته والتي كان على رأسها وزير الشباب نفسه والتي عملت
على بناء إدارة مهنية رصينة، ومجلس إدارة، لضمان تنظيمه بمعايير دولية. باختيارها للجنة تحكيم متميّزة، ووضع جدولاً مناسباً للعروض والفعاليات، والحصول على شركاء، واختيار الأفلام بصبر وهدوء، بل وكانت جل هذه الإدارة من الشباب.
ولعل أخذ هذه الأمور بجدية، منح المهرجان هويته وبرنامجه، الذي تحرص إدارته على المضي به، كمهرجان سنوي، سيسهم بلا شك في تطوير السينما العراقية الى أفاق جديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram