ولِمَ العجب؟ .. ظهور "جيل رابع" من إرهابيي القاعدة في شمال محافظة بابل لن يكون عجباً.. العجب ألاّ يظهر هذا الجيل في بابل وفي غيرها.
"بشرى" ولادة هذا الجيل جاءت على لسان عضو في مجلس النواب من الكتلة الحاكمة، دولة القانون، هو النائب علي الشلاه الذي حذّر من "أفكار متطرفة جديدة في مناطق شمال بابل تتصاعد خلال المناسبات الإسلامية الشيعية"، لافتاً الى أن "التطرف في شمال المحافظة يُلاحظ لدى جيل الشباب". (المدى برس).
وفي تعقيبه على هذا التصريح يقرّ الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، وهو من قياديي حزب الدعوة الإسلامية الحاكم، بوجود هذا الجيل وبفشل وزارته في مواجهة انتشار أفكار القاعدة بين الشباب، قائلاً "وزارة الداخلية لا يمكن أن تقضي على ذلك لوحدها"، داعياً "المجتمع المدني والمرجعيات السياسية في كل المحافظات" إلى معالجة هذا الأمر، ذلك ان "تنظيم القاعدة اتجه إلى تجنيد الشباب بسبب اندفاعهم الأكثر وبدأ بإحاطتهم في إطار ثقافي وديني وهذا ما نخشاه".
نجاح القاعدة وفشل وزارة الداخلية هو فشل للحكومة والدولة بأكملها. وما كان لدولة من نمط دولتنا الا أن تفشل في مواجهة الارهاب .. فدولتنا منصرفة الى مواجهة المتظاهرين المطالبين بتقويم العملية السياسية الفاشلة وبمكافحة الفساد المالي والاداري وبتوجيه مئات مليارات النفط الى التنمية لحل مشاكل البطالة والفقر وتردي الخدمات العامة برمتها.
ما كان يمكن لدولة من نمط دولتنا الا أن تفشل في مكافحة الارهاب مادام برلمانها لا يمثل الشعب ومادامت حكومتها توجّه جيشها ومدافعها نحو الكرد بدلاً من الإرهابيين والمُهرِّبين.
لا يمكن لدولة من نمط دولتنا إلا أن تفشل في منع ولادة جيل ثان وثالث ورابع وخامس للقاعدة وغيرها من منظمات الإرهاب ما دامت تستنفر قواها للتنكيل بالكفاءات الوطنية الشريفة من أمثال سنان الشبيبي وزملائه وزميلاته في أنجح مؤسسة في الدولة فيما ترعى سراق المال العام والخاص ومزوري الشهادات والوثائق وتوفّر لهم الحصانة والحماية وسبل الفرار الى الخارج اذا ما افتضح أمرهم كعبد الفلاح السوداني وسواه.
نائبة عن الكتلة الحاكمة نفسها أقرت واعترفت بان حكومتها فاشلة، ففي بيان قالت عضو مجلس النواب عن دولة القانون رحاب العبودة "إن الشارع العراقي بات يدرك ان الحكومة الحالية هي عقيمة لأنها لم تقدم الخدمات للمواطن سوى النظر إلى تحقيق المصالح الشخصية والحزبية والمساومة بكشف الملفات ان لم تحقق لكتلة معينة مطلبها وهذه الأساليب قد اطلع عليها الشارع العراقي".
القاعدة وسواها من منظمات الإرهاب تنجح في تجنيد الشباب الأغرار لأن دولتنا المستغرق من يديرونها في صراعاتهم من أجل المال والنفوذ والسلطة قد فشلت في اجتذاب هؤلاء الشباب وآبائهم وأمهاتهم.
الدولة الفاشلة لا تحظى بالاحترام ولا تبعث على الخوف.