متابعة المدى
قالت وزارة الخارجية الروسية أمس (الأحد)، إن الوزير سيرغي لافروف حث الولايات المتحدة على وقف الضربات التي تنفذها على جماعة الحوثي في اليمن. وأضافت الوزارة أن لافروف تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي ماركو روبيو.
وذكرت الوزارة: "شدد سيرغي لافروف على الحاجة إلى وقف فوري لاستخدام القوة، وأهمية مشاركة كل الأطراف في حوار سياسي من أجل التوصل إلى حل يمنع مزيداً من إراقة الدماء".
وشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضربات عسكرية واسعة النطاق على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن أمس (السبت)، رداً على استئناف الجماعة لهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر. وأسفرت الضربات الأميركية عن مقتل 31 على الأقل.
ارتفعت حصيلة الغارات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن إلى 31 قتيلاً، بحسب حصيلة جديدة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أمس الاحد.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة أنيس الأصبحي على منصة «إكس»: «الإحصائية الأولية لعدد ضحايا العدوان الأميركي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع» وصلت إلى «31 شهيداً و101 جريح معظمهم من الأطفال والنساء»، مشيراً إلى أنّها «حصيلة أولية، وما زال البحث جارياً لانتشال الضحايا".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال أمس الاول السبت، إنه أمر جيش بلاده بشنّ عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الحوثيين في اليمن، مشيراً إلى أن الحوثيين «يمارسون القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات".
وقال ترامب عبر منصة «تروث سوشيال»: «مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل علم أميركا بسلام عبر قناة السويس، أو البحر الأحمر أو خليج عدن» بسبب هجمات الحوثيين. وأضاف: «لن تتمكن أي قوة إرهابية من منع السفن الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية بجميع أنحاء العالم" وأوضح ترامب أن الجيش يستهدف قادة الحوثيين وقواعدهم ودفاعاتهم الصاروخية.
وفي رسالة إلى الحوثيين، قال ترامب: «يجب أن تتوقف هجماتكم بدءاً من اليوم». وأضاف: «لن نتسامح مع الهجمات على السفن الأميركية، وسنستخدم القوة المميتة حتى تحقيق هدفنا»، مشيراً إلى أنهم إن لم يتوقفوا عن شن الهجمات، «فستشهدون جحيماً لم تروا مثله من قبل".
قال مسؤولون إن الضربات الأميركية نفذت جزئياً بواسطة طائرات من حاملة الطائرات هاري إس ترومان الموجودة في البحر الأحمر (سنتكوم) والضربات، التي قال أحد المسؤولين إنها قد تستمر لأيام وربما لأسابيع، هي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني)، وتأتي في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة ضغوط العقوبات على طهران بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
وجاءت الضربات بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، لينهوا بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) مع وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن القوات بدأت عملية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثي تشمل توجيه ضربات دقيقة في جميع أنحاء اليمن دفاعاً عن المصالح الأميركية. وأضافت على منصة «إكس»، أن الضربات تهدف أيضاً إلى «ردع الأعداء واستعادة حرية الملاحة". ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الأميركية ضد الحوثيين قد تستمر لأيام أو أسابيع.
بدورها، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصدر رسمي قوله إن الولايات المتحدة لن تغزو اليمن برياً، ولن ترسل قوات على الأرض هناك، بل ستعمل على شن سلسلة من الهجمات على أهداف ستراتيجية.
وأضافت «سي إن إن» نقلاً عن المصدر قوله إن من المتوقع اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن الأمر يتوقف على تقييم الأضرار الناجمة عن سلسلة الضربات أمس.
ونقلت الشبكة عن مسؤول آخر قوله إن التخطيط للضربات ضد الحوثيين أمس استغرق وقتاً طويلاً، نظراً للاحتياج لوقتٍ كافٍ لجمع المعلومات اللازمة عن الأهداف.
وأعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية «واسعة النطاق» ضد عشرات الأهداف في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.
وأفادت قناة تلفزيون «المسيرة» اليمنية بوقوع غارات أميركية على منطقة قحزة شمال مدينة صعدة، وعلى مديرية مبين في محافظة حجة اليمنية. وكانت «المسيرة» ذكرت في وقت سابق، أن غارات استهدفت مديريتين في محافظة ذمار اليمنية.
وقالت «نيويورك تايمز» إن «الضربات الجوية والبحرية تستهدف رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات مسيّرة، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الضربات الجوية ضد الحوثيين قد تستمر لعدة أيام، وقد يتم تكثيفها حسب رد فعل الحوثيين، وأن «العملية العسكرية في اليمن تهدف أيضاً إلى إرسال تحذير إلى إيران» التي تدعم الحوثيين.
وقالت «نيويورك تايمز» إن ترامب «لم يوافق بعد» على ستراتيجية شن حملة عسكرية مكثفة بغية تجريد الحوثيين من سيطرتهم على مناطق بشمال اليمن.
من جهة اهرى تحدث قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، الأحد، بعد الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران، حسبما نقلت عنه وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء.
وقال سلامي ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأن الحوثيين يتحركون بدعم من إيران، وبعد تهديداته لطهران، إن "إيران أعلنت أن اليمنيين شعب مستقل وحر في أرضه وله سياسة وطنية مستقلة"، حسب وصفه.
وأوضح قائد الحرس الثوري أن "الحوثيين يتخذون قراراتهم الستراتيجية بأنفسهم، وليس للجمهورية الإسلامية الإيرانية أي دور في تنظيم السياسات الوطنية أو العملياتية لأي حركة من جبهة المقاومة، بما في ذلك الحوثيين في اليمن".