بغداد/ محمد العبيدي
صفعة قوية تلقاها تنظيم داعش، بمقتل عبد الله مكي الرفيعي، المعروف بـ»أبو خديجة»، والذي كان يشغل موقع الرجل الثاني والمسؤول عن التخطيط للعمليات الخارجية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة التنظيم على سد هذا الفراغ القيادي، ومستقبل نشاطه وتهديده في المناطق التي لا يزال له وجود فيها.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجمعة، إن القوات الأمنية قتلت "الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى أبو خديجة"، وهو "أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم، وكان يشغل منصب ما يسمى والي العراق وسوريا في التنظيم المتطرف».
وشغل الرفيعي عدة مناصب داخل تنظيم داعش، من بينها قيادة الشرطة العسكرية في فرقة القادسية، ثم تولى منصب نائب والي ديالى، قبل أن يصبح واليًا للمحافظة عقب مقتل سلفه، الذي كان يتزعم مكتب ولاية بلاد الرافدين ويتخذ من العراق مقرًا له.
لوائح الخزانة
وفي حزيران/يونيو 2023، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية اسمه على قائمتها الخاصة بالإرهابيين لدوره في التخطيط لهجمات تشكل تهديدًا للأمن الدولي.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب العراقي، محمد الصيهود، أن "الإرهابي الملقب بـ(أبو خديجة العراقي) يُعد شخصية محورية في تنظيم داعش وهو امتداد لزعامات سابقة مثل أبو بكر البغدادي، وأبو مصعب الزرقاوي».
وقال الصيهود لـ(المدى) إن "خطورة أبو خديجة العراقي تكمن في قيادته للتنظيم في العراق وسوريا، ما يجعله أحد أبرز القادة المؤثرين في هيكلية داعش، ومقتله يمثل ضربة قاصمة للتنظيم».
وأضاف، أن "داعش يسير نحو نهايته الحتمية بعد الضربات الموجعة التي تلقاها عناصر داعش طوال الفترة الماضية على يد القوات الأمنية"، لافتًا إلى أن "التطورات الأمنية الأخيرة تعكس مستوى الجاهزية العالية للقوات الأمنية والاستخباراتية العراقية، التي باتت قادرة على إحباط أي تحرك للتنظيم الإرهابي».
ويعتقد خبراء أن مقتل شخصية بارزة مثل أبو خديجة سيشكل ضربة مؤثرة لتنظيم داعش، خاصة أنه كان يشغل منصب "نائب الخليفة" ويتولى الإشراف على ما يسمى بـ"ولاية العراق وسوريا"، مما يجعل غيابه يخلق فراغًا قياديًا يصعب تعويضه في المدى القريب.
ورغم مقتل أغلب قياداته البارزة وتراجع وتيرة عملياته داخل العراق، لا يزال تنظيم داعش يحتفظ بوجوده في بعض المناطق النائية، مستغلًا التضاريس الصعبة والعوامل الأمنية غير المستقرة، ليشن هجمات متفرقة لكنها متباعدة زمنياً، ما يكشف هشاشة التنظيم، وعدم قدرته على إدامة نشاطة.
تحذيرات أممية
وفي الوقت الذي تلقى فيه التنظيم ضربات موجعة داخل العراق، حذرت الأمم المتحدة، مؤخرًا، من أن انعدام الاستقرار في سوريا قد يوفر له فرصة لإعادة ترتيب صفوفه وتعزيز نفوذه، ورغم تراجع سيطرته الميدانية، لا يزال داعش ينشط في الصحراء السورية وبعض المناطق الحدودية، حيث يسعى للاستفادة من الثغرات الأمنية.
بدوره، أكد الباحث بالشأن الأمني فاضل أبو رغيف، أن "أهمية مقتل الإرهابي (أبو خديجة العراقي) تكمن في مكانته داخل تنظيم داعش، إذ كان من العناصر المضمونة الولاء للتنظيم منذ انضمامه إليه في 2012، عندما كان صغيرًا في السن».
وقال أبو رغيف لـ(المدى) إن "العراقي تولى أول مناصبه القيادية مبكرًا، إذ تم تعيينه أميرًا لمفرزة وهو لا يزال في عقده الثاني، ثم شغل منصب الأمير الأمني للواء القادسية عام 2014، واستمر في الصعود داخل التنظيم حتى أصبح مسؤولًا أمنيًا عامًا لفرقة القادسية، لولاية ديالى وكركوك».
وأضاف أن "العراقي حصل على ثقة التنظيم المطلقة، ليُعيّن واليًا على العراق، ثم أمير مكتب (بلاد الرافدين)، وهو ما يعكس حجم ولائه للتنظيم"، مشيرًا إلى أن مقتل العراقي يمثل "ضربة مؤثرة ستضعف داعش، كما أن التنظيم سيجتهد في البحث عن بديل بنفس القدرة والقوة والولاء التي كان يتمتع بها».
وبالإجمال، تشير التقديرات إلى أن عدد قتلى تنظيم داعش خلال الأشهر الأولى من عام 2025 قد تجاوز 300 عنصر في مختلف أنحاء العالم، بما فيها الصومال ونيجيريا والشرق الأوسط، إثر العمليات الأمنية المكثفة التي استهدفت قياداته وعناصره.
ضربة قاصمة للإرهاب.. هل يسرّع مقتل «أبو خديجة العراقي» انهيار «داعش»؟

نشر في: 17 مارس, 2025: 12:10 ص