TOP

جريدة المدى > محليات > البيطرة تقرع ناقوس الخطر: أرواح المواطنين في خطر والحمى النزفية على الأبواب

البيطرة تقرع ناقوس الخطر: أرواح المواطنين في خطر والحمى النزفية على الأبواب

مجازر اللحوم في ذي قار.. مشاكل تتفاقم ولا حلول في الأفق

نشر في: 18 مارس, 2025: 12:40 ص

 ذي قار / حسين العامل

كشفت دائرة بيطرة ذي قار عن تفاقم المشاكل الصحية والبيئية في مجزرة اللحوم في الناصرية، وفيما حذّرت من مخاطر محتملة قد تتزايد مع موسم انتشار مرض الحمى النزفية، دعت إلى استحداث مجازر حديثة في الأقضية والنواحي التي تفتقر إليها.
يأتي ذلك بالتزامن مع إقدام دائرة البيطرة على سحب كادرها البيطري من مجزرة لحوم الناصرية، احتجاجًا على تردّي أوضاع المجزرة وعدم المبادرة إلى إصلاحها.
وقال مدير بيطرة ذي قار، الدكتور علي الحمود، لـ(المدى) إن «وزارة البيئة سبق أن أغلقت مجزرة لحوم الناصرية منذ عام 2014، لكونها مخالفة للشروط البيئية والصحية»، مضيفًا: «ومع ذلك، استمر عمل الأطباء البيطريين فيها».
وأشار الحمود إلى التدهور الكامل في وضع المجزرة، حيث لا تتوفر المياه الصالحة لغسل اللحوم، كما لا تتوفر شروط الصرف الصحي للمخلفات السائلة، فضلًا عن طفح المياه الملوثة داخل المجزرة، مؤكدًا أن «المجزرة لا تحظى بإدارة كفوءة ولا تتوفر إرادة حقيقية لإصلاحها، لحين إنشاء مجزرة بديلة».
وأضاف أن «المشاكل المذكورة، والتي ظلّت دون معالجة، اضطرت إدارة المستشفى البيطري إلى سحب الأطباء البيطريين، على أمل أن تقوم مديرية بلدية الناصرية بإيجاد حل لهذه المشاكل».
وبيّن أن «الأطباء البيطريين مؤتمنون على صحة المجتمع عبر التأكد من سلامة اللحوم والكشف عليها داخل المجزرة، والتأكد من نقلها بصورة نظامية وصحية إلى محال الجزارة المجازة»، مشيرًا إلى أن «هذه المقومات للأسف غير متوفرة في محافظة ذي قار».
وأوضح الحمود أن «المجزرة واصلت العمل بعد انسحاب الأطباء البيطريين، وأخذت تعمل بوضعها الحالي من دون إشراف بيطري على إجراءات ذبح المواشي»، مشددًا على أن «اللحوم تدخل نظيفة إلى المجزرة وتخرج ملوثة، نتيجة عدم توفر الشروط الصحية والبيئية المطلوبة»، معتبرًا أن «ذلك يشكل خطرًا على صحة المواطنين، الذين هم أمانة في أعناقنا». وأشار إلى أن «ذبح المواشي خارج المجزرة بات أفضل من الذبح داخلها، نتيجة تفاقم مشاكل مجزرة الناصرية، التي يُذبح فيها يوميًا أكثر من 100 رأس من المواشي»، مؤكدًا أن «المجزرة باتت وسيلة لنقل الأمراض وتلويث الذبائح». وحذّر الحمود من أن «المجزرة ستكون أحد وسائل نقل الحمى النزفية في الأيام القادمة، كونها لا تلتزم بالشروط الصحية للذبح وحفظ الذبائح وتوزيعها». وأردف قائلًا: «إدارة المستشفى البيطري طالبت بإنشاء مجزرة حديثة منذ عدة سنوات، لكن الإجراءات والتقاطعات الإدارية حول توفير الأرض، والتذرّع بعدم توفر التخصيصات المالية، حالت دون ذلك».
وكشف الحمود عن أن إدارة المستشفى البيطري وجّهت عدة مناشدات وكتب رسمية إلى المجلس الأعلى للبيئة، ومديرية بلدية الناصرية، التي تعتبر المسؤولة المباشرة عن المجزرة، إضافة إلى الحكومة المحلية ومجلس المحافظة، بشأن المشاكل المتفاقمة، إلا أنه «للأسف، ليست هناك إرادة حقيقية لدى مديرية بلدية الناصرية لإصلاح الوضع الصحي في المجزرة، أو توفير الحد الأدنى من الشروط الصحية على أقل تقدير».
وحمل الحمود الإدارات المتعاقبة على إدارة شؤون المحافظة مسؤولية عدم الاهتمام بالمجازر أو إنشاء مجازر بديلة تحمي أرواح المواطنين من الأمراض المشتركة، ولا سيما الحمى النزفية والحمى القلاعية.
وأشار إلى أن المحافظ الحالي أوعز مؤخرًا بإنشاء مجزرتين، إحداهما في شمال الناصرية والأخرى في جنوبها، إلا أنه اصطدم بعدم توفر التمويل الكافي، فضلًا عن إجراءات إدارية وبيئية أخرى تتعلق بمواقع المجازر المقترحة.
ودعا مدير البيطرة جميع الدوائر الحكومية إلى التعاون، محذرًا من أن «أرواح المواطنين في خطر، والحمى النزفية على الأبواب».
وعن مدى إمكانية إنشاء مجزرة بديلة وفق نظام الاستثمار، أوضح الحمود أن «المجزرة مشروع خدمي ليس فيه الكثير من الأرباح، وهذا ما لا يغري المستثمرين على توظيف أموالهم في مشروع ليس فيه مكاسب كبيرة».
أما بشأن وضع بقية المجازر في المحافظة، فقد بيّن أن «عدد المجازر الأخرى في المحافظة يبلغ أربع مجازر فقط، تتوزع في أقضية سوق الشيوخ، والغراف، والشطرة، وقلعة سكر»، مضيفًا أن «هذه المجازر متواضعة، ولا تشهد عمليات ذبح كبيرة، حيث يتم ذبح ما بين 4 إلى 6 رؤوس من المواشي في كل منها، وهو أمر يمكن السيطرة عليه، مقارنة بمجزرة الناصرية، التي يتم فيها ذبح أكثر من 100 رأس يوميًا».
وأشار الحمود إلى أن «هناك أكثر من 15 وحدة إدارية في ذي قار تفتقر إلى المجازر النظامية»، داعيًا إلى «توفير مجزرة نظامية في كل قضاء وناحية بالمحافظة».
يُذكر أن إدارة المستشفى البيطري في محافظة ذي قار كشفت في حزيران 2024 عن عدم مطابقة معظم مجازر اللحوم في المحافظة للشروط الصحية والبيئية، مشيرة إلى أن 25% فقط من الذبائح يتم جزرها في المجازر الحكومية، فيما يتم ذبح البقية وفق طريقة الجزر العشوائي. كما بيّنت أن هناك خمس مجازر تعمل في عموم المحافظة، أربع منها غير نظامية، مؤكدة الحاجة إلى 22 مجزرة حديثة.
وفي 19 شباط 2025، دعت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار إلى التعجيل بسدّ العجز في الملاكات البيطرية، لمواجهة مخاطر الأمراض الوبائية، والحدّ من انتشار مرض الحمى القلاعية، مشيرة إلى أن المستشفى، الذي يقدم خدماته لأكثر من 650 ألف رأس من الماشية، لا يضم سوى 128 طبيبًا، أكثر من نصفهم من النساء وكبار السن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مركز فلكي يتوقع موعد عيد الفطر

تضاربات "الحل" وتعديل قانون الانتخابات تعطلان البرلمان

الأمن الوطني يحكم سيطرته على شبكات التزوير في ثلاث محافظات

مجلس الخدمة يستكمل ملحق الوجبة الثانية لتعيين الشهادات العليا والأوائل

مقتل أكثر من 170 طفلا في غارات غزة الأخيرة

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بيئة ذي قار تتهم الدوائر الحكومية بعدم الالتزام بالتعليمات البيئية
محليات

بيئة ذي قار تتهم الدوائر الحكومية بعدم الالتزام بالتعليمات البيئية

 ذي قار / حسين العامل كشفت مديرية بيئة ذي قار عن توجيه 106 إنذارات لمخالفات بيئية متنوعة خلال عام 2024، وفيما تحدثت عن عدم التزام الدوائر الحكومية بالضوابط والمعايير والإجراءات البيئية، أشارت إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram