متابعة المدى
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المحادثات بين ترامب وبوتين اليوم (أمس)، الثلاثاء، ستركز على ما ستخسره أوكرانيا. وشبهت تلك المحادثات بمؤتمر يالطا في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وذكرت الصحيفة أنه في هذا المؤتمر، الذي جمع رئيس الوزراء البريطانى آنذاك وينستون تشرشل والزعيم السوفييتي ستالين والرئيس الأمريكي المحتضر فرانكلين روزفلت، صاغ القادة الثلاثة قارة أوروبا بين الغرب المتحالف مع أمريكا والشرق الخاضع لهيمنة السوفييت، مما أدى إلى خلق دوائر نفوذ أصبحت ساحات معارك في الحرب الباردة.
وخلال تصريحاته للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، مساء الأحد، أوضح ترامب أن اتصاله المقرر مع بوتين سيركز على الأراضي والأصول التى ستحتفظ بها روسيا في حالة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وعلى الرغم من تأكيد مسؤولي الإدارة الأمريكية على إطلاع نظرائهم الأوكرانيين والقادة الأوروبيين بشكل كامل على تفاعلاتهم مع روسيا، إلا أن ترامب وبوتين وحدهما سيشاركان في المكالمة، ومن المفترض أن يكون مساعدوهما متنصتين. لكن لم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا أو القوى الأوروبية الكبرى ستوافق على أي اتفاق قد يتفق عليه ترامب وبوتين.
وتقول نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن ترامب أشار إلى أن الحديث سيركز على الأراضي، إلا أنه كان حذرا من ألا يقول الكثير عن أي أجزاء من الأراضي الأوكرانية كان يناقشها، أو ما إذا كان سيحاول تقييد نفوذ بوتين.
وكانت إدارة ترامب قد أوضحت أنها تتوقع ان تسيطر روسيا على الأراضي التي استحوذت عليها قواتها، والتي تمثل حوالي 20% من مساحة اوكرانيا. إلا أن مساعدين للرئيس الأوكراني زيلينسكي أعربوا عن مخاوفهم الشهر الماضي من أن ترامب قد يرضي رغبات أخرى لبوتين بمزيد من الأجزاء في أوكرانيا، وربما ميناء أوديسا الهام.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز قد قال في لقاء مع ABC News، الأحد، إنه يتوقع أن تكون المحادثات مع روسيا براجماتية، ورفض أي نقاش حول ما إذا كانت روسيا تكافأ على عدوانها.
وكان والتز قد تبنى في الأسابيع الأخيرة فكرة أن النتيجة الأكثر أهمية للمحادثات ينبغى أن تكون وقف القتل بعد ثلاث سنوات من الحرب. ولم يشر والتز وغيره من مساعدي ترامب إلى الشروط المرتبطة بوقف إطلاق النار، لكنهم أشاروا إلى أنها ثانوية مقارنة بالمهمة الأكبر. وقال والتز إن البديل سيكون سياسة أقرب إلى ستراتيجية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، القائمة على طمأنة اوكرانيا بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها سيقفون بجانبها مهما طال الزمن.