متابعة المدى
أثارت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، موجة من الإدانات العربية والدولية، وسط تحذيرات من «تصعيد خطير» و«حرب على الإنسانية» تنفذهما إسرائيل من خلال استئناف الحرب على غزة، ودعوات لتدخل من المجتمع الدولي.
واستأنفت إسرائيل غاراتها على غزة فجر أمس الثلاثاء، بعد هدنة استمرت نحو شهرين، متسببةً بمقتل أكثر من 300 فلسطيني بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 440 شخصاً بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة.
وعبّرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها للغارات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، مطالبةً المجتمع الدولي «وتحديداً الإدارة الأميركية» بوقف تلك الهجمات.ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، القول إن هذه الهجمات "تدلل على ضرب إسرائيل كل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لتثبيت التهدئة والوصول إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة".
فيما أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
وأعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانته واستنكاره الشديدين لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية الخطيرة على قطاع غزة، والتي تمثلت في اختراق واضح لهدنة وقف إطلاق النار يوم أمس، مما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء الأبرياء وإصابة العديد، وتفاقم الأوضاع الإنسانية السيئة في القطاع.
ووصف رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، اليوم، الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنها «حرب على الإنسانية»، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة وقف الحرب التي استأنفتها إسرائيل، فجر اليوم، بعد هدنة استمرت نحو شهرين.
كذلك، نددت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بأنها «انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار... وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة».
وأكدت الوزارة رفض مصر «جميع الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار»، مطالبةً المجتمع الدولي بـ«التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسة متجددة من العنف والعنف المضاد".
وقال قيادي في «حماس» لـ«رويترز»، إن إسرائيل تُنهي اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد. وقالت الحركة في بيان: «نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة لمصير مجهول".
ولم يقدم الجيش مزيداً من التفاصيل عن الغارات، لكن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر بياناً يفيد بأن الجيش تلقى تعليمات بـ«اتخاذ إجراءات حازمة ضد منظمة (حماس) الإرهابية".
بدوره، حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم، من تأجيج «الجحيم على الأرض» باستئناف الحرب في قطاع غزة، وقال إن ذلك «لن يجلب إلا مزيداً من اليأس والمعاناة".
وأشار مفوض «أونروا» في حسابه على منصة «إكس» إلى أن هناك ما وصفها بمشاهد «مروعة» لمقتل مدنيين بينهم أطفال في غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف، مشدداً على أن العودة إلى وقف إطلاق النار «أمر لا مفر منه".
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية مهند هادي، إن الغارات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، «أمر غير مقبول»، مشدداً على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار فوراً.
وذكر المنسق الأممي في بيان، أن سكان غزة تحملوا معاناة «لا يمكن تصورها»، معتبراً أن السبيل الوحيد للمضي قدماً يتمثل في «إنهاء الأعمال العدائية واستمرار المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن واستعادة الخدمات الأساسية وسبل العيش".
كذلك، عبَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن صدمته من الغارات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وقال متحدث باسم الأمين العام في بيان، إن غوتيريش يدعو إلى «احترام وقف إطلاق النار، واستئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج عن الرهائن المتبقين دون شروط".
من جهتها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، إن إسرائيل وسَّعت وضمَّت بشكل كبير مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في إطار الضم المطرد لهذه الأراضي، مما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان مرفق بالتقرير: «نقل إسرائيل أعداداً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها، يصل إلى مستوى جريمة حرب. وناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات جادة بشأن مضيّ إسرائيل قدماً في الاستيطان.
بدورها، أكدت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات في بيان، أن التصعيد في غزة يجب أن يتوقف، مشددةً على وجوب العودة لوقف إطلاق النار في غزة فوراً لمنع وقوع مزيد من الدمار وخسائر الأرواح.
وقالت: «يجب احترام القانون الدولي الإنساني وعودة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة». وأضافت: «التصعيد في غزة مدمر والمدنيون تعرضوا لمعاناة لا يمكن تصورها".
ودعت الحكومة البريطانية أمس الثلاثاء الى إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة «في أقرب وقت ممكن".
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر: «نريد أن نرى إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار هذا في أقرب وقت ممكن». وأشار الى أن حصيلة الضحايا المدنيين «مروعة".
ونددت فرنسا أمس في بيان صادر عن وزارة الخارجية بالغارات الإسرائيلية على غزة داعية إلى وقف فوري للعنف.
إلى ذلك، حذّر الكرملين من «دوامة التصعيد» في غزة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين، إن «تفاقم الوضع دوامة أخرى من التصعيد، يشكِّل مصدر قلق لنا".
كذلك، قالت الخارجية الروسية: «تأسف موسكو بعمق لاستئناف إسرائيل عمليتها العسكرية في قطاع غزة.. تدين روسيا بشدة أي تحرك يؤدي إلى مقتل مدنيين وتدمير بنى تحتية اجتماعية".
وأعربت الصين أيضاً عن قلقها إزاء الوضع في قطاع غزة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في بكين، إن الصين «قلقة للغاية»، وتأمل أن تدعم جميع الأطراف التنفيذ الفعال لوقف إطلاق النار.
وأضافت ماو نينغ أنه ينبغي على الأطراف تجنب الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الوضع، ومنع حدوث كارثة إنسانية على نطاق أوسع.
ونددت وزارة الخارجية التركية في بيان، بالضربات الإسرائيلية القاتلة في غزة، معتبرةً أنها تشكّل «مرحلة جديدة من سياسة إبادة» تنتهجها الدولة العبرية في القطاع الفلسطيني.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، معتبرةً أنها «استمرار للإبادة الجماعية والتطهير العرقي» في حق الفلسطينيين.
من جهتها قالت الحكومة الإسرائيلية: "عودة العمليات العسكرية في غزة تجري بتنسيق كامل مع واشنطن"، جاء ذلك وفقا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها قبل قليل.واعتبرت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، أن حركة حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق المحتجزين، مع شنّ إسرائيل ضربات عنيفة على قطاع غزة وتعهدها بمواصلة القتال حتى إطلاق كل المحتجزين. وقال المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان: "كان في إمكان حماس إطلاق المحتجزين لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها عوضًا عن ذلك اختارت الرفض والحرب". ورأى المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، في بيان، أن الضربات «استمرار لجريمة الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين المحتلة»، محمّلاً الإدارة الأميركية «المسؤولية المباشرة... عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني".