TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فتوى المشهداني

العمود الثامن: فتوى المشهداني

نشر في: 19 مارس, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

اعجز مثل غيري عن إدراك التحولات " الفلسفية " عند رئيس البرلمان محمود المشهداني وحل لغزها في فكره ، ربما لا املك ملكة الفهم التي تتيح لي حل احاجي حواراته الفضائية .
محمود المشهداني الذي عشنا معه من قبل فصولاً عجيبة وغريبة، عاد الينا ليقدم لنا فصلا جديدا من فواصل المهزلة السياسية كشف فيه عن مساعيه لإصدار فتوى بتحريم رواتب أعضاء البرلمان بسبب استمرار توقف عقد الجلسات، رغم ان قطع ارزاق النواب صعب على السيد المشهداني فهو يقول بكل اريحية : " قلبي ما ينطيني”.
ولأننا شعب ناكر للجميل فأنني اقترح على البرلمان العراقي ان يصدر كتابا عن انجازات ومعجزات النواب، وان يكتب السيد المشهداني مقدمة الكتاب يقول فيها للعراقيين بأنهم كانوا غارقين في مستنقعات التخلف حتى أنقذتهم "فتاوى المشهداني" من مصير اسود في منتهى البؤس، وأتمنى عليه وهو يكتب المقدمة أن لا يغادر صغيرة وكبيرة في عصرنا السعيد هذا إلا ويسجلها إنجازا يضاف إلى الانجازات الكبيرة والعملاقة التي نفذت خلال السنوات الماضية والتي جعلت العراق يتجاوز دولاً مثل ألمانيا واليابان. الناس بحاجة إلى كتاب يقدم لهم عصور مجلس النواب الزاهية الذي اتمنى ومعي ملايين العراقيين أن يأخذ البرلمان إجازة استجمام طويلة، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان يعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول جلساته إلى مناكفات شخصية، ويملأ أعضاؤه السماوات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس.
سيقول البعض ان "فتوى المشهداني" انما هي تشخيصٍ دقيق للحالة العراقيةً، منذ استولى "الروزخونية" على رئاسة البرلمان، بغطاء ديني وفرته خطب وشعارات تنتقص من الدولة المدنية وتعتبرها كفر وإلحاد.
ولا أدري هل صاحب القلب الرحيم، واقصد السيد المشهداني، وهو يساهم مع زملاء له يفتقرون الى مشروع سياسي واقتصادي أو ثقافي يناسب اللحظة التي نعيشها بمفاهيم الحياة الآن، ولهذا نجدهم يُغطون على الخراب والفساد الذي ينخر جسد العراق بمعارك وخطب عن الأخلاق والفضيلة التي ضاعت بسبب مطالبة العراقيين بالدولة المدنية .
للأسف نعيش مع طبقة حاكمة منفعية تصر على اننا لا نزال نعيش عصر فيلم “الرسالة” وأن مهمة المسؤول ليست توفير الخدمات والأمن للناس، وإنما تحشيد الجيوش لفتح بلاد الكفار ونشر نظرية مثنى السامرائي في كيف تصبح مليارديرا في أربع سنوات وأننا أصحاب رسالة تؤمن بأن الخلاص من كل المشاكل يتلخص في اصدار " فتوى " المشهداني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram