 ترجمة حامد أحمد

تناول تقرير لمعهد ابحاث السياسة الخارجية الأميركي فورن بوليسي FPRI ايجابيات فرص نجاح اتفاقية السلام الجديدة بين تركيا ومسلحي حزب العمال الكردستاني الباكاكا المتواجدين في شمالي العراق مؤكدا بانها ستمثل خطوة نحو استقرار إقليمي وان نزع سلاح الباكاكا سيعزز تطبيق اتفاقية سنجار بإخراج كل المجاميع المسلحة منها واستقرار المنطقة في وقت بلغ مجموع الغارات الجوية التركية على مواقع حزب العمال في اقليم كردستان خلال عام 2023 والنصف الأول من 2024 أكثـر من 2,100 غارة تسببت بإخلاء مئات القرى من ساكنيها.

وأشار التقرير الى ان تجدد جهود السلام بين الحكومة التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني (باكاكا) أعاد جذوة الآمال للتوصل الى قرار ينهي أربعة عقود من الصراع بين الطرفين على الحدود العراقية التركية وداخل إقليم كردستان. وكان زعيم الحزب عبد الله اوجلان قد دعا في اعلان تاريخي له في 27 شباط الماضي افراد مسلحي حزب العمال الكردستاني لوضع أسلحتهم وحل أنفسهم.
ويؤكد تقرير المعهد الأميركي بان إيجابيات تجديد مبادرة السلام هذه عالية جدا، وان نجاحها سيؤدي الى استقرار الأوضاع في تركيا وتعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة وبالأخص في العراق وسوريا، وستكون بمثابة فرصة ثمينة لواشنطن بالدفع نحو سلام دائم في المنطقة وقرى ومناطق في شمالي العراق.
ويذكر التقرير انه منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي والقوات التركية تشن عمليات عسكرية ضد مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومواقع أخرى داخل إقليم كردستان وسنجار، وان تلك العمليات العسكرية ازدادت حدة وكثافة منذ العام 2015. واستنادا لمركز رصد فرق مجموعة السلام المحلية، فان القوات التركية وللفترة من 2023 الى منتصف عام 2024 شنت ما يزيد على 2 الفين و100 هجوم ضد اهداف مزعومة لمسلحي حزب العمال الكردستاني الباكاكا في إقليم كردستان، وان الصراع المستمر بين الطرفين تسبب ببقاء مئات القرى الحدودية في الإقليم خالية من سكانها.
في هذه الاثناء، وخلال السنوات الأخيرة، برزت منطقة سنجار في محافظة نينوى كمنطقة استقطاب واسعة لهذا الصراع، حيث عمد مسلحو حزب العمال الكردستاني الى تثبيت تواجد دائم لهم هناك بعد 2014 اثناء هجوم تنظيم داعش على سنجار ولعبهم دورا في حماية إيزيديين، وانه منذ ذلك الحين تشهد منطقة سنجار وما حولها بين حين وآخر ضربات جوية تركية تستهدف مواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني هناك.
ويشير التقرير الى ان استمرار العمليات العسكرية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني يشكل عامل عدم استقرار في مناطق كثيرة من إقليم كردستان، وبما ان للولايات المتحدة علاقة وروابط قوية مع العراق الفيدرالي وإقليم كردستان فان لها مصلحة قوية في تخفيف التوترات وترسيخ الامن في شمالي العراق.
ويؤكد معهد الابحاث بانه يتوجب على الولايات المتحدة ان تشجع أيضا الجهود لإنهاء الصدامات والعمليات العسكرية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني والذي سيمهد للتطبيق الكامل لاتفاقية سنجار الموقعة في 2020 والتي تدعو ضمن بنودها الى ابعاد وسحب المجاميع المسلحة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المتواجدة في سنجار مع بقية المجاميع المسلحة الأخرى في المنطقة وتعزيز موقف السلطات الأمنية المحلية هناك.
وكان تقرير لوكالة اسوشييتدبرس قد سلط الضوء على عودة الامل لمئات العوائل القروية والريفية نزحت من مناطقها وقراها في إقليم كردستان بالرجوع لمساكنهم ومزارعهم بعد اعلان حزب العمال الكردستاني لمبادرة وقف إطلاق النار ونزع سلاحه بعد عقود من قتال ومناوشات مع الجيش التركي. وتسببت الضربات الجوية التركية والتوغل البري للجيش التركي التي استهدفت مواقع ومقرات مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الإقليم بتهجير آلاف المدنيين من المزارعين والقرويين الاكراد، تاركين مساحات واسعة من أراضيهم.
قادر، مزارع كردي من احدى قرى إقليم كردستان، يقول " بسبب القصف التركي احترقت كل مزارعنا واشجارنا، نتمنى ان يتحقق وقف إطلاق النار وان يحل السلام لنتمكن من العودة لمناطقنا".
واستنادا الى دراسة أعدتها حكومة إقليم كردستان في عام 2020 فانه في منطقة العمادية الحدودية بمحافظة دهوك، التي تشتهر بالزراعة، تم تفريغ قرابة 200 قرية من سكانها بسبب العمليات العسكرية بين تركيا ومسلحي حزب العمال الكردستاني.
عن معهد أبحاث السياسة الخارجية FPRI