متابعة/ المدى
في سابقة هي الأولى من نوعها في البلدان، التي تصف نفسها بالديمقراطية، أقدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على اعتقال منافسه في الانتخابات المقبلة، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
واعتقل أوغلو صباح اليوم الأربعاء من منزله، بتهمتين تتعلقان بـ”الفساد” و”مساعدة منظمة إرهابية”، في حين خرجت مظاهرات في المدينة نددت بالاعتقال ووصفته بأنه “ضربة للديمقراطية”.
وقال وزير العدل التركي، إنه “لا أحد فوق القانون بمن في ذلك رئيس بلدية إسطنبول، وأن التحقيق الجاري لا دخل له برئيس الجمهورية”، مبيناً أن “الدستور واضح والمحاكم والقضاة في تركيا لا يأخذون تعليماتهم من أحد”.
وأضاف أن “الشرطة أوقفت 100 شخص للتحقيق معهم في شبهات تتعلق بالفساد والرشوة”، مؤكداً أن “المحاكم التركية مستقلة والجميع متساوون أمام القانون”.
وجاء في بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول، أن إمام أوغلو متهم بالفساد والابتزاز، ووصفه بأنه رئيس “منظمة إجرامية ربحية”.
وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن 7 مشتبه بهم، بينهم رئيس البلدية، متهمون بـ”الإرهاب” و”مساعدة حزب العمال الكردستاني” المحظور.
وقبل اعتقاله، ظهر أوغلو في مقطع فيديو نشر على منصة “إكس” وهو يرتدي ملابسه ويعقد ربطة عنقه، وندد بدهم منزله، قائلا “مئات عناصر الشرطة وصلوا إلى منزلي. أسلّم نفسي إلى الشعب.. الشرطة تدهم منزلي، إنهم يطرقون باب منزلي.. أثق في أمّتي”.
وردد المحتجون هتافات دعم لرئيس البلدية وشعارات مناهضة للحكومة. وقال أحد المحتجين واسمه بولانت جولتن “يقومون بانقلاب الآن على إمام أوغلو الذي هزم أردوغان 4 مرات في صناديق الاقتراع منذ عام 2019 بإرادة الأمة”، في إشارة إلى الانتخابات البلدية التي جرت عامي 2019 و2024 عندما هزم حزب الشعب الجمهوري بزعامة إمام أوغلو أردوغان في معظم المدن الكبرى.
وأضاف “اليوم، ستتحد الأمة التركية مرة أخرى ضد من يخونون الديمقراطية والإرادة الوطنية. يكبر أكرم إمام أوغلو ويزداد قوة في نظر الشعب”.
وأقامت قوات الأمن حواجز أمنية في الشوارع المؤدية إلى مقر الشرطة، وأغلقت شرطة مكافحة الشغب وشاحنات مدافع المياه الطرق مع حظر مكتب حاكم إسطنبول كل التجمعات العامة بعد اعتقال أوغلو.
وقال مراد سابانكايا أحد عمال البلدية المشاركين في الاحتجاج “جئنا إلى هنا لدعم رئيس البلدية. احتجزوه ظلما. لذا نحن هنا لدعمه”.
وفي جامعة إسطنبول، شق الطلاب الذين يدعمون أوغلو طريقهم عبر حواجز الشرطة، مما دفع الشرطة إلى التدخل بإطلاق الغاز المدمع، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكثف إمام أوغلو (54 عاما) انتقاداته لأردوغان وحكومته في الأشهر الماضية، وواجه موجة من الدعاوى القضائية عليه وإصدار لوائح اتهام بحقه.
وأبطلت جامعة إسطنبول أمس الثلاثاء شهادته، مما أضاف عقبة أخرى أمام مساعي أوغلو للترشح، إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزا شهادة تعليم عال.
وأدان حزب الشعب الجمهوري اعتقال أوغلو ووصفه بـ”انقلاب مدني”، قبل أيام فقط من ترشيحه المتوقع بوصفه مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقررة في 2028.
ودعا الحزب إلى مظاهرات، وحث أنصاره على التجمع عند مكاتب الحزب عبر البلاد، فيما ندد رئيسه أوزغور أوزيل بـ”الانقلاب من أجل عرقلة إرادة الشعب” و”ضد الرئيس المقبل” لتركيا.