وزارة المالية لم تصرف نصف تخصيصاته المالية لعام 2024
ذي قار / حسين العامل
حذرت إدارة مستشفى الناصرية للقلب من تداعيات الضائقة المالية التي يمر بها المستشفى والناجمة عن تلكؤ وزارة المالية بإطلاق نحو نصف تخصيصاته المالية، وفيما تحدثت عن اعتزامها إيقاف العمليات الجراحية خلال الشهر القادم نتيجة تراكم الديون، اشارت الى ان المستشفى يجري أكثر من 16 ألف عملية قسطرة و400 عملية قلب مفتوح سنويا لمرضى من جميع المحافظات العراقية.
وقال مدير مستشفى الناصرية للقلب الدكتور سلوان قحطان سلطان الكناني لـ(المدى) ان "المستشفى يواجه ضائقة مالية كبيرة ناجمة عن تلكؤ وزارة المالية في إطلاق تخصيصاته المالية"، مبينا ان "المستشفى يعمل ضمن برنامج حكومي خاص يرعاه مجلس رئاسة الوزراء وبموجب ذلك يخصص للمستشفى 13 مليار و900 مليون دينار سنويا"، مؤكدا ان "المستشفى لم يستلم من المبلغ المذكور سوى 8 مليار فقط خلال عام 2024 ".
وأضاف الكناني كما ان "وزارة المالية لم تطلق الموازنة السنوية التي خصصتها وزارة الصحة للمستشفى ضمن موازنة 2025 ولم نستلم منها فلسا واحدا حتى الان"، منوها الى ان " وزارة المالية تتذرع بعدم توفر السيولة المالية.
وكشف مدير مستشفى الناصرية للقلب عن تراكم الديون على إدارة المستشفى نتيجة العجز المالي، لافتا الى ان "عدم تسديد الديون المترتبة بذمة المستشفى سيجعل أصحاب الديون يلجؤون الى التوقف عن تجهيز المستشفى بالمواد المطلوبة لإجراء العمليات المنقذة للحياة"، منوها الى ان "المستشفى مديون حاليا بـ500 مليون دينار ضمن ديون العام المنصرم".
وأشار الكناني الى ان "الشهر الحالي هو الشهر الأخير الذي يمكن ان يعمل فيه المستشفى بالدين كون المجهزين سيمتنعون عن تجهيزنا بالمواد المطلوبة"، وأضاف "وهذا ما سيضطر لإيقاف عمليات القلب التي لا تتوفر موادها في المستشفى".
وتحدث مدير مستشفى الناصرية للقلب عن اثار الضائقة المالية على حياة مرضى القلب قائلا ان "المستشفى يجري يوميا ما بين 30 – 40 عملية قسطرة و4 عمليات قلب مفتوح وان اوقفنا العمليات فستكون حياتهم معرضة للخطر"، مبينا ان "معظم التداخلات الجراحية التي يجريها المستشفى تدخل ضمن العمليات المنقذة للحياة وان اي تأخر بإجرائها سيجعل المريض بمواجهة مخاطر الموت".
وعن حجم الخدمات التي يقدمها المستشفى قال مدير مستشفى الناصرية للقلب ان "عمليات القسطرة التي اجراها المستشفى خلال عام 2024 تتجاوز حاجز الـ 16 الف عملية ناهيك عن 400 عملية قلب مفتوح"، مبينا ان "المستشفى يقدم خدمات مجانية للمرضى من جميع المحافظات وليس لأهالي الناصرية فحسب"، منوها الى ان "نصف مراجعي المستشفى هم من المحافظات الأخرى". وتطرق الكناني الى تكاليف العمليات الجراحية التي يتحملها المستشفى مشيرا الى عملية القلب المفتوح تكلف المستشفى 5 ملايين دينار وعملية القسطرة تكلف ما بين 750 الى مليون دينار وهذه العمليات يتحمل المستشفى تمويلها ولا يدفع المريض منها أي شيء من تكاليفها.
وكان مدير مستشفى الناصرية للقلب قد أطلق مؤخرا مناشدة مفتوحة استعرض فيها ما يمر به المستشفى من ضائقة مالية داعيا فيها رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمسؤولين المعنيين لإنقاذ المشفى من محنته، وطالب بتشكيل لجنه عليا برئاسة مسؤول رفيع المستوى لزيارة مستشفى الناصرية للقلب والاطلاع على النواقص والمعوقات والعمل على معالجتها. وأضاف الكناني في مناشدته "حرام المستشفى لا يوجد فيه الكثير من الأدوية وخاصة الادوية والمواد المخدرة وكذلك المستلزمات ولاسيما نوابض القلب"، مشيرا الى ان "بعض الاطباء يشترون هذه المواد ويدفعون ثمنها من جيبهم الخاص لأجل انقاذ حياة مرضاهم".
يشار الى ان مستشفى الناصرية للقلب قد أجرى يوم (20 كانون الاول 2023) أول عملية زراعة قلب صناعي في تاريخ العراق لمريض يبلغ من العمر 55 عاماً من محافظة المثنى، على يد فريق ألماني متخصص وبمشاركة أطباء عراقيين.
وكان مستشفى الناصرية للقلب الذي تأسس عام 2007 قد أجرى العديد من العمليات الجراحية الناجحة في مجال جراحة القلب المفتوح وعمليات زرع نوابض تنظيم ضربات القلب وعمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية وعمليات زراعة جهاز الرجة الكهربائية وغيرها من العمليات الأخرى.
وأعلن محافظ ذي قار الاسبق أحمد الخفاجي، يوم الاثنين (30 اب 2021)، اعتماد مستشفى الناصرية للقلب من قبل وزارة الصحة والبيئة، لتنفيذ برنامج لزراعة القلب والرئتين في العراق.
وقال الخفاجي في حينها، إن "وزارة الصحة اعتمدت مركز الناصرية للقلب لتنفيذ برنامج زراعة القلب والرئتين في العراق"، وأضاف، أن "برنامج زراعة القلب والرئتين في العراق، يأتي ضمن مبادرة انطلقت من مستشفى الناصرية للقلب واستجابت وزارة الصحة إلى هذا الطلب لتوفر الإمكانيات المادية والبشرية في هذا المركز المتقدم".
يذكر ان الحكومة المحلية في ذي قار كانت قد خصصت 18 مليار دينار لإنشاء مستشفى الناصرية للقلب على مساحة 10 آلاف متر مربع وذلك ضمن موازنة عامي 2007 و2008 فيما خصصت نحو 15 مليار دينار اخرى لتجهيز المركز الذي يعد الثالث من نوعه في العراق بالأجهزة الطبية الحديثة.