TOP

جريدة المدى > سينما > "سنذهب ".. فيلم عن نهاية الحياة: بيير لوتين يرافق هيلين فينسنت في رحلة برية أخيرة قبل الرحيل

"سنذهب ".. فيلم عن نهاية الحياة: بيير لوتين يرافق هيلين فينسنت في رحلة برية أخيرة قبل الرحيل

نشر في: 20 مارس, 2025: 12:01 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
قدمت الممثلة إينيا باروكس فيلمها الروائي الطويل الأول بعنوان (سنذهب) الذي تم التحكم فيه بشكل جيد للغاية، بدعم من طاقم عمل ممتاز، حول موضوع حساس وهو الانتحار بمساعدة الغير، والذي تتعامل معه بحساسية وروح دعابة.
وعلى غرار فيلم (ملكة الشمس الصغيرة)، تتناول هذه الكوميديا ​​الرقيقة والمضحكة مسألة نهاية الحياة من خلال قصة الرحلة التطهيرية لعائلة تتسم بالحزن والكلمات غير المنطوقة. ونجد هنا الممثلة الرائعة هيلين فينسينت، التي تتقاسم البطولة مرة أخرى مع بيير لوتين في الفيلم الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائية.
في الفيلم،تعيش ماري (هيلين فينسينت)، البالغة من العمر 80 عامًا، بمفردها في منزلها وتكافح من أجل إنجاز أبسط المهام اليومية. لقد ظهر السرطان مرة أخرى بعد أن تخلصت منه منذ سنوات قليلة. وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعيرفلم تعد ماري قادرة على تحمل المعاناة وهذه الحياة المرهقة لذا تقرر اللجوء إلى الانتحار بمساعدة الغير في سويسرا، لكنها تجد صعوبة في الإعلان عن هذا القرار لبرونو (ديفيد أيالا)، ابنها غير الناضج وغير المسؤول تمامًا، ولآنا، حفيدتها (جولييت جاسكيه)، المراهقة المحرومة من والدتها.
أما رودي (بيير لوتين) فهو مساعد منزلي غير مستقر، فهو يستغل أحيانًا كبار السن للخروج من مشاكله، لكن هذا لا يمنعه من أن يكون مخلصًا لهم تمامًا.وعندما يأتي لمساعدة ماري، العالقة في مصعد السلم الكهربائي المكسور، يجد نفسه منخرطًا في رحلة خلف عجلة شاحنة صغيرة متجهة إلى سويسرا، وعلى متنها السيدة العجوز، وابنها، وحفيدتها، وفأر يدعى لينون...
ويتناول هذا الفيلم الروائي الطويل الأول من إخراج إينيا باروكس في نوع من الكوميديا،موضوع الساعة الذي ظهر مؤخرًا في فيلم (النفس الأخير)، وهو فيلم جاد وتعليمي من إخراج كوستا غافراس، أي مسألة نهاية الحياة والحق في الموت بكرامة وعناصرالألم، والوحدة،والعار، ومكانة الأطفال والأسر في هذه العملية... ويتناول الفيلم كل هذه الأسئلة دون محرمات، ودون خطاب عقائدي، على خلفية نظرة حادة إلى مكانة الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، سواء كانوا كباراً في السن ومرضى، مثل ماري، أو ضائعين ويغرقون في صعوبات مالية، مثل رودي أو ديفيد.
وفي الفيلم، تضجرماري، البالغة من العمر 80 عامًا من مرضها وتفكر بخطة وهي الذهاب إلى سويسرا لإنهاء حياتها. ولكن عندما يتعلق الأمر بإخبار برونو، ابنها غير المسؤول، وآنا، حفيدتها التي تمر بأزمة مراهقة، فإنها تصاب بالذعر وتخترع كذبة كبيرة. انها تتظاهر بأن لديهما ميراثًا غامضًا يجب تحصيله من أحد البنوك السويسرية، وتقترح عليهما القيام برحلة معًا. وسوف يتولى رودي، وهو شريك غير متعمد في هذه الخدعة، وهو مساعد رعاية كان قد التقى بها للتو في اليوم السابق، قيادة عربة العائلة القديمة ويقود هذه العائلة في رحلة غير متوقعة.
ويعرض الفيلم في المشهد الأول حياة ماري اليومية، والألم، والصعوبة في تنفيذ كل لفتة،وحركة. لقد أخذت السيدة العجوز، ذات الشخصية المرحة، بعض الوقت للتفكيرواختارت إنهاء حياتها بكامل وعيها.إنه قرار يريحها، ولكنها تجد صعوبة كبيرة في الإعلان عنه لأولئك المقربين منها، الذين تعرف أنهم هشّون وتشعر أنها تتخلى عنهم.
وبين ماري ورودي، شخص هامشي ومنعزل، ليس معه سوى فأر اسمه لينون كرفيق، حيث تسير الأمور على ما يرام كما هو الحال مع المراهق، فلدى رودي طريقة لتخفيف الأجواء.انه "غريب" عن العائلة لكنه يصبح رغما عنه، وسيطا لهذه العائلة غير قادر على التواصل. ومن مساعد رعاية، أصبح "مساعد موت مذهل"، كما أخبرته ماري لاحقًا، وهي ممتنة له.
وسبق أن لعبت هيلين فينسنت دور امرأة تعاني من السرطان وتلجأ إلى الانتحار بمساعدة الغير في فيلم "بضع ساعات من الربيع" للمخرج ستيفان بريزي، ولكن بأسلوب درامي أكثر. وهذه المرة، تضيف الممثلة لمسة من الفكاهة إلى شخصية السيدة العجوز الشقية والشجاعة.انها ممثلة مضيئة، تجعل كل الممثلين من حولها يتألقون. ويتميز الممثل بيير لوتين، الذي سبق أن شاركها بطولة فيلم "عندما يأتي الخريف" للمخرج فرانسوا أوزون، بشخصية رودي الضائع إلى حد ما، والتي تكشف عن نفسها على مدار القصة باعتباره بطل مغامرة لم يخترها.
ويلعب ديفيد أيالا، بجسده الذي يشبه جسد الدب، والذي ظهر مؤخرًا في فيلم (الرحمة) للمخرج آلان جيرودي، دور الابن غير الناضج المحبوب للغاية. وأخيرًا، تسرق جولييت جاسكيه الأضواء بدور المراهقة، الشخصية الشابة ولكنها ليست الأقل نضجًا في هذه الملحمة المذهلة. وقد حصلت هيلين فينسينت وجولييت جاسكيه على جائزة أفضل ممثلة مناصفة عن الفيلم في مهرجان ألب دويز الدولي للأفلام الكوميدية.
ومع سوء الفهم والحوار اللذيذ، يتناوب النص بين العاطفة والضحك في توازن جيد، كما ان الإنتاج، ذو إيقاع عالي، ويجد توقفات في لقطات ثابتة مركبة بشكل مثالي. ومن خلال هذا الفيلم الروائي الطويل الأول الناجح للغاية، تتمكن إينيا باروكس من تحقيق المعجزة الصغيرة المتمثلة في جعلنا نضحك مع الموت، من خلال قصة تتحدث عن الحياة فقط ففيلم (سنذهب) هو جوهرة صغيرة من الكوميديا ​​التي تلامس القلب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مع عرض فيلم "الغريب المثالي" لبوب ديلان: لماذا تحقق أفلام السيرة الذاتية نجاحا كبيرا؟

جائزتان لفيلم قرية قرب الجنة بمهرجان دياجنولي

سينما سارة مالدورور الثورية الجريئة

مقالات ذات صلة

جائزتان لفيلم قرية قرب الجنة بمهرجان دياجنولي
سينما

جائزتان لفيلم قرية قرب الجنة بمهرجان دياجنولي

ميرفت علاء فاز الفيلم الصومالي قرية قرب الجنة للمخرج مو هاراوي بجائزتين من مهرجان دياجنولي للفيلم النمساوي وهما جائزة أفضل فيلم روائي طويل وأفضل تصوير سينمائي للمصور السينمائي المصري مصطفى الكاشف. تعليقًا على فوزه،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram