المدى/خاص
حذر الخبير في شؤون البيئة والمياه، صميم سلام، من خطورة مساعي تحديد الحصة المائية للعراق، معتبراً أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على مختلف مكونات البيئة والحياة في البلاد.
وقال سلام في حديث لـ(المدى)، إن "تحديد الحصة المائية للعراق يشبه الانتحار من سفينة وسط المحيط، ونحن لسنا وحدنا كجنس بشري نعيش على هذه الأرض، هناك نباتات وحيوانات وأسماك تعتمد على المياه بشكل مباشر، فضلاً عن الكائنات البيئية الدقيقة التي تشكل توازناً حيوياً لا يمكن تجاهله".
وأضاف، "حتى قصبة البردي التي تنمو في رأس البيشة لها حق في الحصة المائية، فكيف يمكن تجاهل ذلك؟ إن التفكير في تقليص الحصة يعني تعريض منظومة البيئة بأكملها للخطر، وسيدفع العراق ثمناً باهظاً إذا استمرت هذه السياسات".
وأكد سلام أن "قضية المياه لا تتعلق فقط بالبشر، بل تشمل جميع الكائنات الحية التي تعيش في البيئة العراقية".
وتساءل قائلاً: "هل فكرنا في مستقبل العراق إذا وصل عدد سكانه إلى 100 مليون نسمة؟ كيف سيكون حالنا حينها إذا كنا اليوم نعاني من شح المياه؟".
ودعا سلام "الجهات المعنية إلى إعادة النظر في السياسات المائية واعتماد نهج شامل يضمن التوزيع العادل للمياه بين جميع الكائنات الحية، بما يسهم في الحفاظ على التنوع البيئي والتوازن الطبيعي".
وفي وقت سابق، أعلن وزير الموارد المائية أن وزارته تسعى لعقد اتفاقيات تحدد حصة العراق المائية، تستند إلى القوانين الدولية وتنظم التوزيع المنصف للموارد المائية.