ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لوكالة اسوشييتدبرس الأميركية أجواء احتفالات نوروز في إقليم كردستان وسوريا مبينا بانه جاء وسط تطورات سياسية وتطلعات سلام يعيشها أبناء الشعب الكردي في المنطقة تمثلت بالتوصل لمبادرة سلام بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني الباكاكا المتواجدين في شمالي العراق وتركيا فضلا عن اتفاقية سلام بين القوات الديمقراطية السورية الكردية (قسد) في شمال شرقي سوريا والحكومة الجديدة في دمشق، في وقت شهدت مدينة عقرة في اقليم كردستان احتفالا مركزيا بالمناسبة جمع محتفلين وزائرين من داخل وخارج العراق تجاوز عددهم 88 ألف محتفل.
وذكر التقرير ان احتفالات نوروز هذا العام التي شهدتها المنطقة يومي الخميس والجمعة بالنسبة لكثيرين هي ليست مجرد رمز لقدوم الربيع بل أيضا انبعاث روح التفاؤل للشعب الكردي الذي يعيش مرحلة انتقالية في المنطقة.
وكانت القوات الديمقراطية السورية الكردية، قسد، التي تسيطر على منطقة شمال شرقي سوريا، قد وقعت مؤخرا صفقة تاريخية مع الحكومة الجديدة في دمشق، والتي تشتمل على وقف لإطلاق النار وبالنهاية اندماج القوات الديمقراطية السورية الكردية في الجيش السوري.
وفي الوقت نفسه وبعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله اوجلان، لأفراد جماعته برمي أسلحتهم، تم الاعلان مؤخرا أيضا عن اتفاقية وقف إطلاق النار بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني الباكاكا بعد أربعة عقود من اقتتال ومناوشات مع الجيش التركي خلال عمليات عسكرية شهدتها منطقة إقليم كردستان ضمن قرى ومناطق مختلفة يتواجد فيها مسلحو الحزب امتدت الى داخل سوريا أيضا.
وعند غروب شمس يوم الخميس خلف جبال مدينة عقرة في إقليم كردستان شمالي العراق، تسلق ما يزيد على 1500 متطوع سفح الجبل الوعر وهم يحملون المشاعل بأيديهم ليوقدوا شعلة النار الكبيرة. ومن بعيد كان منظرهم يبدو في الليل وكأنه نهر من شعلة نار ترتفع وتهبط من على سفح الجبل. وعند قمة الجبل تم اشعال موقد نار كبير، في حين كانت السماء تضيء بأنوار الألعاب النارية.
النساء المحتفلات اللائي ارتدين ملابس ملونة مع حلي ذهبية وفضية كانت تزينهن والرجال والشباب بزيهم الكردي التقليدي كنوا يرقصون ويغنون عبر شوارع وأزقة مدينة عقرة والأعلام والرايات الكردية المختلفة ترفرف فوق رؤوسهم.
واستنادا لمديرية سياحة مدينة عقرة، فإن ما يزيد على 88,000 ألف شخص قد حضر الاحتفال، بضمنهم أكراد قطعوا مسافات بعيدة ليشهدوا الحدث من حول المنطقة ومن حول العالم. وكانت احتفالات أعياد نوروز هذا العام قد تزامنت مع شهر الصيام رمضان، حيث جلب كثير من المحتفلين وجبة طعام الإفطار معهم الى الجبل حيث بدأت الاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية بعد مغيب الشمس.
من بين الذين كانوا يحتفلون بالمناسبة وهم يؤدون رقصة الدبكة الكردية التراثية هو الزائر التركي، هوزان جليل، الذي جاء من مدينة باتمان في تركيا. يقول جليل إنه سعيد بعملية السلام ويأمل في ان الاتفاقية ستثمر عن شيء.
ويضيف بقوله "نأمل ان لا تنتهي هذه الاتفاقية بأحزان أخرى وان لا ينخدع شعبنا الكردي". مشيرا الى ان نوروز يمثل بالنسبة له وحدة الشعب الكردي عبر كل الحدود الوطنية.
ويردف بالقول "نوروز هذا العام يجسد نقطة التحول بالنسبة لي لتحقيق الحرية بالنسبة لجميع الشعب الكردي".
وبالنسبة لأهالي مدينة عقرة، فان عيد نوروز أصبح تقليدا تعيشه المدينة حيث تقصدها كل الشعوب الكردية من كل مكان ليشهدوا هذا الحدث.
شيفارا فواز، امرأة كردية من أهالي مدينة عقرة، قالت انها تشعر بالفخر بتجمع كل المحتفلين بنوروز في مدينتها.
وتقول فواز وهي تسير مع عائلتها عبر الطريق المؤدي للساحة المركزية للاحتفال "انه شعور بالفخر الكبير ان يأتي الناس من كل أنحاء العالم ليشهدوا احتفالات نوروز في مدينة عقرة، لقد أصبحت عقرة بمثابة عاصمة نوروز بالنسبة للعالم".
وأضافت بقولها "آمل ان يكون هناك تقدم في المباحثات بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية وتحقيق السلام في كل ارجاء كردستان".
وعبر الحدود داخل الجارة سوريا كانت شوارع العاصمة دمشق قد شهدت اول احتفالات علنية بأعياد نوروز منذ أكثر من عقد من تحول الاحتجاجات ضد الحكومة الى حرب أهلية في العام 2011. وتجمع مئات الاكراد في ساحة شمدين في حي ركن الدين ذو الغالبية الكردية في العاصمة السورية، حيث اوقدوا شعلة نار نوروز ملوحين برايات واعلام كردية بجانب علم الحكومة السورية الجديدة ذو النجمات الثلاث.
وفي قرية، هيمو، في ضواحي مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، كان العلم الكردي برفقة اعلام عبد الله اوجلان واعلام القوات الديمقراطية الكردية، قسد، تلوح عاليا فوق رؤوس المحتشدين وهم يرقصون في الشوارع.
مزجين طاهر، أحد أهالي قرية هيمو، قال "نوروز هذا العام مختلف لأنها المرة الاولى التي يتم الاحتفال به بعد سقوط نظام الأسد. انه يمثل نقطة تحول بالنسبة لنا".
ميديا غانم، احدى النساء المحتفلات بنوروز من مدينة قامشلي، تقول "سنمضي قدما نحو الحرية والحصول على حقوقنا التي يضمنها الدستور السوري. نأمل ان تنتهي المفاوضات بتحقيق نجاح، لأننا نريد حقوقنا كشعب كردي".
• عن اسوشييتدبرس