السليمانية / سوزان طاهر
تشهد التجارة بين إيران وإقليم كردستان نشاطاً كبيراً من خلال المنافذ البرية والمطارات، بمختلف الأنواع خلال السنوات الأخيرة.
ويرتبط إقليم كردستان بإيران بعدة منافذ حدودية، أبرزها باشماخ في السليمانية، وحاج عمران في أربيل، فضلاً عن منافذ أخرى، مثل كيلة وتويله، ومنافذ أخرى تقع في منطقة هورامان بمحافظة حلبجة.
وبالرغم من كون الإقليم شهد طفرة خلال السنوات الأخيرة في إنتاج المحاصيل الزراعية، لكنه مازال يعتمد بدرجة كبيرة على البضائع الإيرانية، من الفواكه والخضار، والأشجار المختلفة.
وفي وقت سابق قال عضو في مجلس إدارة الغرفة التجارية الإيرانية العراقية، سيد حميد حسيني، في تصريح صحفي إن تجارة بلاده مع إقليم كردستان زادت بمقدار 150 مليون دولار.
6 مليارات دولار
ويؤكد المتحدث باسم وزارة التجارة في حكومة إقليم كردستان فتحي المدرس أن حجم التجارة بين إيران والإقليم هي بحدود 6 مليارات دولار.
وبين في حديثه لـ(المدى) أن "إيران تعتبر واحدة من أهم الدول التي لدى الإقليم تعاون تجاري معها، وهنالك اعتماد كبير في أسواق الإقليم على البضائع الإيرانية بمختلف أنواعها".
وأضاف أنه "من المقرر أن يشهد العام زيادة كبيرة في حجم التجارة مع إيران، بسبب التسهيلات الكبيرة المقدمة من الجانبين".
وبالرغم من الأزمة المالية التي شهدها إقليم كردستان، إلا أنه مازال سوقاً رائجة تنشط فيها البضائع، وحركة التجارة، بسبب وجود منافذ حدودية برية، مع إيران وتركيا.
وقال مدير عام جمارك المعبر الحدودي "برويز خان" بمحافظة كرمانشاه الإيرانية قاسم مطلبي إنه "في الأشهر الأولى من هذا العام، ارتفعت صادرات البضائع من حدود برويز خان بنسبة 36% من حيث الوزن، و18% من حيث القيمة مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق".
المركز الأول
ويحتل العراق صدارة الدول المستوردة للبضائع من إيران، فقد كشفت تقارير صحافية إيرانية أن جهات التصدير الرئيسية للسلع الإيرانية غير النفطية سنويا، تتمثل في العراق بـ 8.9 مليارات دولار، ثم تركيا 6.1 مليارات دولار، ثم الإمارات 4.9 مليارات دولار.
السليمانية تستهلك 70%
في السياق ذاته أشار مدير غرفة التجارة في السليمانية سلام عبد الله إلى أن، السليمانية تأتي في طليعة المستوردين للبضائع الإيرانية.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "السليمانية وحلبجة تستهلكان ما نسبته 70% من البضائع الإيرانية داخل أسواقها، بسبب القرب المكاني، والحدود المشتركة، فضلاً عن سعر البضائع الإيرانية الرخيصة، مقارنة بغيرها من البضائع الأجنبية، وبالتالي يفضلها المستهلك".
وتعاني إيران من حصار اقتصادي خانق فرضته الولايات المتحدة عليها، نتيجة استمرار برنامجها النووي، ما أدى لانهيار عملتها المحلية.
ويشرح الخبير في الشأن الاقتصادي عثمان كريم أسباب اتساع نشاط الحركة التجارية بين إيران وإقليم كردستان.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن "السبب الأول يعود لقرب إيران ووجود حوالي 10 منافذ حدودية ما بين رسمية وغير رسمية، تنتشر على طول الشريط الحدودي".
وأضاف أن "السبب الآخر يعود لرخص البضائع الإيرانية، وخاصة المنتوجات الزراعية والبلاستيكية والحلويات، فهي أرخص من المنتوجات المستوردة الأخرى، وأرخص من المنتجات المحلية".
وتابع أن "المواطن الكردي بالأساس يعاني من أزمة مالية خانقة، نتيجة تأخر صرف الرواتب، واتساع معدل الفقر والبطالة، وبالتالي يلجأ لتلبية احتياجاته من البضائع الرخيصة، ولهذا يزداد الطلب على البضائع الإيرانية".
وذكر أن "السليمانية تستهلك حوالي 70 إلى 80% من البضائع الإيرانية، فضلاً على أنها ممر لنقل تلك البضائع إلى محافظات وسط وجنوبي العراق، كون التجار يلجؤون لمنافذ الإقليم لإدخال بضائعهم".
كما أردف أن "وجود التهريب ونشاطه في عدد من المنافذ غير الرسمية داخل الإقليم، هو عامل مهم في اتساع حجم التجارة بين إيران وإقليم كردستان ووصولها لهذه المعدلات العالية، وأيضاً قلة الضرائب المفروضة على تلك البضائع".
وعانى المواطن الكردي من أزمة خانقة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الخلافات المستمرة بين بغداد وأربيل، حول رواتب الموظفين، وعدم الاتفاق بين الجانبين على صرفها بموعد ثابت ومحدد.