ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لموقع DW الإخباري الألماني طموح العراق لتطوير قطاع السياحة كمصدر لتنويع مصادر اقتصاده لما يتمتع به البلد من مؤهلات من بينها احتوائه على ستة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو فضلا عن السياحة الدينية التي تستقبل ما بين 6 الى 10 ملايين سائح سنويا في وقت يمكن للقطاع الخاص ان يلعب دورا في تطوير هذه الصناعة التي تشكل حاليا 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد العراق مع طموح الى رفع هذا الرقم الى 10%.
ويشير التقرير الى انه كما هو الحال مع كثير من بلدان أخرى منتجة للنفط في المنطقة قلقة من توجه العالم مستقبلا بعيدا عن مصادر الوقود الاحفوري النفطي، فان العراق يسعى الى تنويع مصادر دخله الوطني وتشجيع خلق وظائف أخرى في القطاع الخاص غير الصناعة النفطية والقطاع العام.
ويذكر التقرير بان السياحة في العراق، التي اغلبها ذات طابع ديني، تساهم حاليا في سد 3% من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد البلد، مشيرا الى ان الحكومة العراقية تقول إنها تريد ان تضاعف هذه النسبة الى 10% بالتركيز على قطاعات أخرى متاحة للاستثمار. ولا يبدو هذا بأمر صعب تحقيقه. ففي بلدان تعتمد في اقتصادها على السياحة مثل مصر والمغرب وتونس ودولة الإمارات، فأن هذا القطاع يشكل 7 الى 9% من دخلهم الوطني. والعراق حاليا يستقبل ما بين 6 الى 10 ملايين زائر سنويا، أغلبهم من إيران وتركيا وبلدان أخرى، لأنه يضم مراقد ومواقع دينية يقصدها المسلمون من كل أنحاء العالم.
وفي الوقت الذي خففت فيه الحكومة العراقية عام 2021 من متطلبات منح تأشيرة الدخول للأجانب لأكثر من 30 بلدا، فقد كان لذلك تأثير على حركة السياحة، وتشير معلومات سلطات السياحة الى ان أكثر من 400 ألف سائح أجنبي زار البلد العام الماضي لمواقع تراثية وحضارية.
على المخزومي، صاحب شركة رحلات سياحية داخلية وخارجية، يقول ان فرص تطوير قطاع السياحة في البلد وان تكون مصدرا اقتصاديا يعتمد عليه هي فرص عالية جدا. ويوضح ذلك بالقول "هذا ممكن مئة بالمئة. ويمكن لقطاع السياحة ان يشكل نسبة 30% من ميزانية البلد، ولكن بالطبع مع بعض الشروط والامكانيات".
ويقول المخزومي انه ليس هناك شك من ان العراق يتمتع بكل المؤهلات لتطوير قطاع السياحة والتي تشتمل على ستة مواقع تراثية مسجلة في لائحة التراث العالمي لليونسكو، مع كنوز أخرى تاريخية وطبيعية يرجع تاريخها لآلاف السنين.
وكانت مجاميع سواح غربيين زاروا العراق لمواقع اثرية وتاريخية قد حظيت باهتمام الصحافة العالمية لأن البلد كان ما يزال يعتبر من المناطق الخطرة للزيارة. ورغم ان زيارة البابا فرانسيس الرسمية للعراق عام 2021 قد ساعدت في تغيير الصورة عن العراق، فان سكان محليين من الجنوب ذكروا لموقع DW ان الزوار من البلدان العربية لمواقع العراق التراثية والسياحية لم تنتعش بالفعل الا بعد استضافة العراق لبطولة كأس الخليج في البصرة مستهل عام 2023.
ديار طلال، أحد مؤسسي موقع مقهى السفر للعراق على الإنترنيت ITC والذي يتابعه حوالي 100 ألف شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول "كأس الخليج في البصرة كان بمثابة البوابة التي فتحها العراق فعلا للزائرين العرب، وبدأنا نرى سواحا من بلدان خليجية يأتون الى العراق للسياحة وليس فقط لأغراض دينية".
وفيما يتعلق بالسياحة المحلية وانتعاشها في البلد، يقول المخزومي ان كل شهر ما يقارب من 20 ألف سائح محلي يزور مواقع تاريخية مثل مدينة بابل.
ويضيف قائلا "هناك كثير من الفرص الاقتصادية يمكن استثمارها في هذا المجال تتراوح من خبرات محلات الأطعمة الى الارشاد السياحي او بيع التذكارات السياحية من خلال مشاريع صغيرة داخل المواقع السياحية".
ويقول طلال، مؤسس موقع ITC، للسياحة في العراق "يجب ان تكون لدينا في البلد رؤية خاصة واهتمام بقطاع السياحة. العربية السعودية لهم رؤية مستقبلية وأهداف مرسومة لتطوير السياحة الى العام 2030. نحن ليست لدينا هذه الرؤية، وينبغي ان تكون لدينا خطط مستقبلية كهذه".
من جانبه يقول المخزومي "نحن نحتاج فعلا الى خطة من الحكومة مع كثير من الاستثمارات للمضي بصناعة قطاع السياحة الى الامام. السياحة لا تقتصر على جانب المرشد السياحي فقط، بل تشتمل على جانب الضيافة والفنادق والمطاعم وكل شيء متعلق بجانب السياحة. انها صناعة متكاملة تتطلب تغطية كل خطوة فيها".
• عن موقع DW الإخباري