بغداد/ تميم الحسن
تعمل بغداد على "ثلاثة خطوط" لتجنب ضربات إسرائيلية محتملة، بحسب وزارة الخارجية العراقية.
ويكشف سياسي عراقي عن فحوى رسائل أمريكية "غير قابلة للتفاوض" أُرسلت إلى بغداد، منها قطع التمويل عن "الحوثيين".
ويُفترض أن يبدأ البرلمان مقدمات لـ"حل الفصائل" في جلسة اليوم الاثنين، التي ستناقش "هيكلة الحشد".
وتتضمن "الهيكلة" تأكيدًا على قرار سابق اتُّخذ قبل ست سنوات، يقضي بفصل "الحشد عن أي جهة سياسية"، وهو ما يجعله مؤسسة تابعة للدولة بشكل أكثر وضوحًا.
ويُعتقد، بحسب معلومات حصلت عليها (المدى)، أن قانون الهيكلة "لم يكن ليُناقَش لولا التغيرات الأخيرة التي جرت في المنطقة".
وكان الأمر الديواني الذي صدر عام 2019، والذي سيكون نواة "هيكلة الحشد"، قد رُفض تطبيقه من قِبل عدة فصائل.
وأصرَّت أطراف سياسية شيعية، في الأسابيع الثلاثة الماضية، على تقديم "هيكلة الحشد" على قانون "خدمة وتقاعد الحشد".
وقرر محمد السوداني، رئيس الحكومة، قبل أسبوعين، سحب "خدمة وتقاعد الحشد" من البرلمان، فيما أرسل بدلًا عنه قانون الهيكلة.
ونشر البرلمان جدول أعمال جلسة اليوم الاثنين، بعد تعطل عمله لأكثر من شهر، ويتضمن سبع فقرات، من ضمنها هيكلة الحشد أو ما يُسمى بـ"قانون هيئة الحشد الشعبي".
وتدور شبهات حول "الحشد" تتعلق بوجود "فضائيين"، بحسب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
كذلك، هناك شكوك في "رواتب الحشد"، و"أعداد المنتسبين"، وفق ما يقوله النائب عدنان الزرفي.
وتحاول الحكومة "السيطرة على الحشد وتنظيمه بشكل مؤسساتي"، وفقًا لما تقوله المعلومات.
وتؤكد المعلومات أن "ذلك يبدو كمسعى لقطع الطريق أمام أي اتهامات ضد هذه المجموعة (الحشد) بأنها خارجة عن القانون".
ويرتبط هذا الحراك بالمفاوضات التي أعلنت عنها الحكومة قبل أكثر من شهر، مع "ثلاثة أو أربعة فصائل" لنزع سلاحها، وهي مفاوضات لم تُعلن نتائجها حتى الآن.
الحياد..
في المقابل، تسعى بغداد بـ"المسار الثاني" إلى منع تدخل الفصائل في الحرب التي يبدو أنها عادت في "غزة" و"اليمن" و"جنوبي لبنان".
وحتى الآن، لم يُعلن أي فصيل عراقي معروف التدخل ردًا على الهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية الجديدة في المنطقة.
وكانت ثلاث جماعات عراقية مسلحة مجهولة قد أعلنت استهداف المصالح الأمريكية بعد "ضرب الحوثيين"، لكن لم يُسجل أي حادث حتى الآن.
ويُعتقد أن ظهور عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء الأسبق، والمعروف بقربه من "الحشد"، في اليمن، يتعلق بـ"المسار الثاني".
يُعتقد أن عبد المهدي وصل إلى اليمن يوم 20 آذار الحالي، فيما صعّد الحوثيون الهجمات على إسرائيل يومي 18 و20 من هذا الشهر.
ونقلت تقارير عدة "سيناريوهات" لوجود عبد المهدي مع القيادات الحوثية:
منها ما يتعلق بـ"تنسيق وحدة الساحات"، وهو مبدأ أرسته إيران في الحروب الأخيرة بالمنطقة.
أو احتمال حمل "عبد المهدي" رسالة من أمريكا إلى اليمن بسبب الأوضاع في البحر الأحمر.
أو أن بغداد تعمل على "إخراج الحوثيين" من البلاد، وهو "السيناريو" الأكثر تداولًا في الداخل.
وتزامن هذا الحدث مع أنباء عن "إغلاق مقر للحوثيين" في بغداد، كان قد كُشف عنه قبل سنة.
وفي 20 آذار الحالي، نفت قيادة العمليات المشتركة في العراق صحة أنباء تحدثت عن استخدام "الحوثيين" معسكرًا للتدريب في العراق.
وتحدثت تقارير عن "استخدام الحوثيين معسكر تدريب في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، من أجل تلقي تدريبات ودعم هناك".
وبدأت واشنطن تصعيدًا عسكريًا ضد "الحوثيين" في 15 آذار.
وفي 13 حزيران العام الماضي، أعلن عبد الملك الحوثي، قائد جماعة "أنصار الله" (المعروفة أيضًا باسم الحوثيين)، أنهم يعملون مع "المقاومة الإسلامية في العراق" لشن هجمات ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان.
وفي نفس العام، أفادت وسائل إعلام محلية بأن جماعة الحوثي افتتحت "ممثلية" لها في بغداد، بعد أيام من زيارة ممثل الجماعة في العراق، أبو إدريس الشرفي، المقيم في العراق منذ عام 2016، والتي شملت زيارة ميدانية لمواقع تابعة لـ"الحشد".
"لسنا محور مقاومة"
وفي المسار الثالث، تحاول بغداد إقناع الولايات المتحدة بأنها ليست ضمن "محور المقاومة"، بحسب وزير الخارجية فؤاد حسين.
وأكد حسين، في مقابلة تلفزيونية، أن "العراق لا يقبل بـ(وحدة الساحات)، ودستوره يمنع خوض حرب ضد أحد بقرار فردي".
وهاجم حسين فصائل عراقية مسلحة، وقال إن "ما قامت به منذ أشهر أضرَّ بالعراق كثيرًا، ولم يُفد القضية الفلسطينية".
ولم تُعلّق – على خلاف العادة – الفصائل أو قوى سياسية قريبة من تلك الجماعات على تصريحات حسين الأخيرة.
ووفق الوزير، فإن "هناك فرصة للتفاهم مع الفصائل المسلحة لتجنيبها والعراق مخاطر يمكن أن تترتب على ضربة عسكرية من جهات خارجية، مثل أمريكا أو إسرائيل".
وحذر حسين من أن تكون "إيران هدفًا لهجوم إسرائيلي لو فشلت في التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة". وقال: "هذا يعني أن الكارثة ستحل على العراق والمنطقة".
وترفض طهران، حتى الآن، الرسائل الأمريكية للذهاب إلى "المفاوضات" بشأن الملف النووي.
ويقول السياسي والنائب السابق مثال الآلوسي، إن "القوى السياسية في العراق غير مدركة للخطر القادم، وربما تقوم بأدوار مرسومة لها من إيران".
رسائل واشنطن
وينتقد الآلوسي، في مقابلة مع (المدى)، دور التفاوض الذي تقوم به بغداد مع الولايات المتحدة، والذي كشف فيه عن "وجود وسطاء" مقربين من الأحزاب الحاكمة، بعيدًا عن "وزارة الخارجية".
وأكد الآلوسي أن "الوسطاء"، وهم مستشارون، بحسب ما يقوله النائب السابق، حصلوا على رسائل حاسمة من واشنطن مفادها:
1 - تصفير الدولار: ممنوع خروج الدولار باتجاه إيران مهما كانت الحجة أو الغطاء أو الوسيلة.
2 - تصفير النفط: لا يخرج نفط عراقي إلى إيران، ولا يُسمح بخروج نفط إيراني باسم العراق أو خلطه مع النفط العراقي وتسويقه في الخليج أو أي مكان آخر.
3 - لا يكون العراق مطلقًا ممولًا لحزب الله، حماس، والحوثيين، أو يتعامل معهم، أو يقوم بتدريبهم أو إيوائهم.
ويؤكد الآلوسي أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بوصول "3 مليارات و400 مليون دولار" سنويًا إلى إيران عن طريق الأموال المخصصة للحشد الشعبي، ويجب وقف ذلك.
ويشير النائب السابق إلى أن الولايات المتحدة تعتبر "الحشد الشعبي" تابعًا لإيران، و"ليس عند واشنطن مصطلح فصائل".
وشكك الآلوسي في قدرة "الإطار التنسيقي" على المناورة والبقاء في المعادلة السياسية حتى الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنه "لا مجال للمناورة مع ترامب كما كان في زمن الإدارة السابقة (جو بايدن)".
وحذر النائب السابق من "خطر كبير" يهدد العراق، بسبب أن "ترامب يتعامل مع العراق كدولة جانبية تنفذ إرادة إيران".
جميع التعليقات 1
عبدالستار الملحم
منذ 1 يوم
أفضل حل لمسألة الحشد هي إحالة كبار السن على التقاعد ، وتذويب الباقي في صنوف القوات المسلحة .