 ديالى/ محمود الجبوري

منذ عقود من الزمن يشكو سكان ديالى وصلاح الدين من صعوبة التواصل البري بين المحافظتين لعدم وجود جسرا يربط بينهما عبر نهر دجلة.
الجسور العائمة المثبتة بـ(الطوافات) على نهر دجلة في منطقة (السندية) الحدودية مع صلاح الدين والواقعة على ضفاف نهر دجلة، مازالت معتمدة وبالية عبور العجلات بممر واحد فيما تنظر العجلات الاخرى في الطرف المقابل دورها في العبور ما سبب مشاكل وازدحامات على جانبي الجسر خاصة في اوقات ذروة العمل والمناسبات الدينية والاعياد المختلفة.
الجسر العائم تم استحداثه من قبل القوات الامريكية عام 2003 لعبور الياتها الحربية والمؤن العسكرية وتسهيل مرور الأرتال بين المحافظات، وهو عبارة عن ممر واحد تسير عليه العجلات بالتناوب وبأحمال محدودة بسبب ضعف المتانة وعدم استيعاب الشاحنات والآليات الثقيلة.
وتؤكد مديرية طرق وجسور ديالى ان العمل بالجسر بدأ عام 2001 كبديل للجسر العائم الا ان سقوط النظام والفوضى السياسية والأمنية أرجأت استكمال المشروع بطول 600 متر، ليربط بين محافظتي صلاح الدين وديالى.
الا ان المشروع توقف عام 2003، واستأنفت مديرية الطرق والجسور العمل فيه عام 2017، بنصب دعامات بحدود 10 أمتار على طرفي النهر
وبينت المديرية ان الجسر بدأ العمل به عام 2001 ولم تتحقق نسب انجاز حقيقية ما دفع الطرق والجسور لسحب العمل من المقاول، مبينة ان "طول الجسر 336 مترا وتبلغ كلفته الاجمالية 5 مليارات دينار".
نائب رئيس مجلس ديالى سالم التميمي اعلن اعادة العمل بجسر السندية الكونكريتي بعد انقطاع لأكثر من عقدين بسبب ظروف الحروب والارهاب والمشاكل الفنية والمالية والفنية.
وأكد التميمي ان توقف العمل بجسر السندية الكونكريتي تسبب في أضرار جسيمة، لم تقتصر على النقل بين ديالى وصلاح الدين بل على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
وبين التميمي في حديثه لـ(المدى) ان "مشروع الجسر عانى توقفا لأكثر من 23 عاما لأسباب عدة أبرزها الاستملاكات غير المكتملة وسوء التنفيذ من قبل الشركة المتعاقدة وعدم التزامها بالمعايير الفنية مما أدى إلى تعطيل العمل وتأخير افتتاح الجسر الذي يُعد شرياناً حيوياً لربط المحافظتين".
وشدد التميمي على "اتخاذ خطوات عاجلة لضمان استكمال الجسر في أسرع وقت ممكن لما سيحققه لسكان ديالى وصلاح الدين بانسيابية التنقل وتحفيز التنمية المحلية".
وجدد عزم مجلس ديالى الرقابي بـ"متابعة المشروع عن كثب والعمل على تذليل جميع العقبات امام المشروع داعيا الى تظافر جهود الجهات المعنية بمشروع الجسر لإنجاز جسر السندية الستراتيجي الذي سيسهم بتحسين الواقع المعيشي للمواطنين وتعزيز التواصل بين محافظتي ديالى".
من جهته، حمل الناشط المدني المهندس مروان فاضل التميمي، الحكومات المتعاقبة في ديالى مسؤولية تلكؤ واهمال اهم جسر حيوي يربط المحافظات الوسطى بالغربية والشمالية منذ سقوط النظام السابق وحتى الان وعلى مر الحكومات المتعاقبة.
واعتبر التميمي في حديثه لـ(المدى) بقاء التواصل البري بين ديالى وصلاح الدين عبر جسر حديدي عائم امرا مخجلا لم تعير له الحكومات الماضية اي اهتمام رغم اهمية التواصل البري بين ديالى وصلاح الدين من حيث نقل وتبادل المحاصيل الزراعية وقوافل السياحة الدينية في المناسبات الدينية المهمة لاسيما وان صلاح الدين تضم عدة مراقد مقدسة يقصدها المواطنون من شتى المحافظات الوسطى والشمالية والجنوبية.
إلى ذلك، دعا مدير ناحية الحاتمية التابعة لصلاح الدين والمحاذية لمحافظة ديالى يونس الهذال ان جسر السندية الكونكريتي بات مطلبا مهما للتبادل التجاري بين ديالى وصلاح الدين، ونقل العسكريين من وإلى قاعدة بلد الجوية، ونقل زائري سامراء وبلد.
وشدد الهذال في حديثه لـ(المدى) على ضرورة الاسراع بانجاز جسر السندية الكونكريتي لفك الاختناق في الجسر العائم المجاور وانهاء معاناة الانتظار اليومي لطوابير السيارات ولفترات طويلة من اجل عبور الجسر العائم وما تسببه من مشاكل تلحق اضرارا كبيرة بمصالح المواطنين الحياتية.