 ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، أويل برايس Oil Price، الأميركي لأخبار الطاقة سعي العراق للبحث عن سوق جديدة لصادراته النفطية بتوجه أنظاره نحو إفريقيا بالإضافة الى السوق الآسيوية التي تشكل نسبة 70% من مجمل صادراته من الخام في وقت تعمل بغداد على انشاء وحدات عائمة لتخزين الغاز الطبيعي الذي سيحصل عليه من مصادر أخرى لسد النقص الحاصل بعد انهاء واشنطن الاستثناء الممنوح للعراق باستيراد الغاز والكهرباء من إيران.
وأشار التقرير الى انه خلال الأسابيع الأخيرة كانت الأخبار البارزة عن العراق هي سعيه لتأمين حاجته من الغاز الطبيعي بعد إيقاف الولايات المتحدة الاستثناء الممنوح للبلد لاستيراد الغاز من إيران، حيث ذكر وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، في تصريحات له خلال لقاء تلفزيوني بأن مفاوضات جارية مع عدة شركات لتأمين وحدتي تخزين عائمة للغاز الطبيعي (FSRU) بحلول أوائل شهر حزيران. هذه الوحدات مطلوبة لمعالجة النقص الحاصل بتجهيزات الغاز الطبيعي بعد انهاء واشنطن الاستثناء الممنوح لاستيراد الغاز من إيران.
وأشار عبد الغني بان الوحدتين سيتم نصبهما في المنطقة الاقتصادية الحرة في خور الزبير في البصرة. وفي الوقت نفسه قدمت بغداد عطاء لإنشاء محطة ثابتة في ميناء الفاو الكبير لتحويل الغاز السائل الى غاز جاف لتسهيل نقله.
وبموازاة هذه الاحداث برزت اخبار بان بغداد تتوجه بأنظارها نحو الأسواق الإفريقية لصادراتها النفطية. وحاليا فإن 70% من مجموع النفط المنتج في العراق والذي يتراوح ما بين 3.2 الى 3.5 مليون برميل باليوم يتم تصديره للسوق الآسيوية. وأكد وزير النفط عبد الغني خلال تصريحاته بان افريقيا أصبحت وجهة مهمة جديدة لصادرات العراق النفطية. ويقوم العراق أيضا بتوسيع طاقته الإنتاجية، المدعومة من خلال 44 عقدا استثماريا جديدا خلال آخر جولة تراخيص عبر 14 محافظة.
وفي يوم الاحد، صرح نائب وزير النفط العراقي، باسم خضير، بأن هدف البلاد هو زيادة الطاقة الإنتاجية لتصل الى 6 مليون برميل باليوم بحلول العام 2028 أو 2029. وتشتمل هذه التوسعة على اتفاقية جديدة مع شركة برتش بتروليوم BP العملاقة لتطوير أربعة حقول نفطية رئيسة في كركوك. ويبلغ الإنتاج النفطي الحالي في العراق بحدود 4.4 مليون برميل باليوم تقريبا.
ويذكر التقرير انه بالإضافة الى توجه الأنظار نحو افريقيا، فان العراق مستمر بمفاوضاته مع تركيا وحكومة إقليم كردستان حول استئناف صادرات النفط عبر خط أنبوب العراق – تركيا جيهان. وتهدف الحكومة الى تصدير نحو 350 ألف برميل باليوم عبر هذا الأنبوب التركي. مع ذلك فان الخلافات الداخلية ما تزال بدون حل. وعلى الرغم من الموافقة الرسمية للحكومة المركزية والبرلمان على استئناف صادرات نفط إقليم كردستان، فان الحكومة المركزية ولحد الان لم تحسم موافقتها بعد على العقود الدولية الموقعة بين حكومة إقليم كردستان وشركات النفط العالمية العاملة في حقول الإقليم.
في هذه الاثناء وردت تقارير بان بغداد قطعت شوطا في مباحثاتها لاستيراد غاز سائل جزائري لتغذية وحدات تخزين الغاز العائمة. وذكرت منصة طاقة غاز العربية TAQA في تقرير لها بان بغداد على مقربة من توقيع صفقة مع الجزائر لتجهيزات أخرى من الغاز السائل. هذه الصفقة، التي من المتوقع ان تنفذ خلال الشهرين القادمين، قد تشكل منفذا حيويا للعراق لمواجهة النقص الحاصل في توليد الطاقة الكهربائية مع حلول فصل الصيف الحار. الصفقة المقترحة قد تمد العراق على المدى المتوسط بـ 1 مليون طن من الغاز السائل سنويا، مما يوفر ذلك تطلعا أكثر استقرارا فيما يخص توفير الطاقة الكهربائية.
ويشير التقرير الى انه على الرغم من التقدم الحاصل في تنويع مصادر الحصول على الطاقة، فان استيرادات العراق من الغاز السائل معتمدة على اكمال البنى التحتية لمحطة خور الزبير لتحويل الغاز السائل الى جاف. ويعتبر تنصيب بغداد لوحدات تخزين عائمة للغاز الطبيعي بربطها بالشبكة الوطنية عبر خط أنبوب طوله 40 كم بمثابة نقطة تحول مهمة. وهذا المشروع، الذي من المتوقع ان ينتهي بحدود شهر آب، سيساعد في تخفيف الضغط على قطاع الطاقة العراقي الذي كان يعتمد على الغاز الإيراني في توليد 43% من مجموع انتاجه للطاقة الكهربائية.
ولتخفيف اعتماده على استيراد الغاز والتوصل لمرحلة التوقف عن حرق الغاز بحلول عام 2030 سارع العراق لدعوة شركات غربية وآسيوية للاستثمار في مشاريع غاز محلية. مع ذلك وعلى الرغم من صفقات بمليارات الدولارات مع برتش بتروليوم وتوتال الفرنسية وعدة شركات صينية أخرى، فإنه من المستبعد ان تحل هذه المشاريع ازمة الطاقة في العراق على نحو مباشر.
وبالإضافة الى المباحثات مع الجزائر، فان العراق يتطلع لاتفاقيات غاز مع قطر ويخطط لمضاعفة استيراداته من الكهرباء من تركيا. وان صفقة تجهيز غاز وقعت مع تركمانستان في تشرين الأول 2024 ستجهز العراق أيضا بـ 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.
عن أويل برايس