ترجمة/ عدنان علي
تتسارع وتيرة العلاقات الدبلوماسية والشراكة الستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند مع سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى مخطط لها خلال الاشهر القليلة المقبلة، وهذا يؤشر الى بداية قوية لتفاعل إدارة ترامب مع نيودلهي التي بنيت على وتيرة الاتصالات بينهما خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويذكر ان نائب الرئيس، جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومستشار الامن الوطني مايكل وولتز، من المقرر ان يقوموا بزيارة للهند خلال الأسابيع القليلة القادمة، وجاء ذلك على وتيرة زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في شباط الى واشنطن وحضور وزير الخارجية الهندي، جيشانكار، مراسيم تنصيب ترامب في كانون الثاني.
من المتوقع ان يصل فانس الى دلهي بحلول منتصف شهر نيسان، بالتزامن مع زيارة والتز والمنتدى الهندي – الأميركي، وهو منصة لتعميق العلاقات الثنائية. ستركز زيارة هيغسيث، المقرر إجراؤها في أيار أو حزيران، على تعزيز إطار عمل جديد مدته عشر سنوات للشراكة الدفاعية الرئيسية بين الولايات المتحدة والهند، وهو أمر أعلن عنه خلال زيارة رئيس الوزراء مودي للبيت الأبيض الشهر الماضي. في الأسبوع المقبل سيزور مساعد الممثل التجاري الأميركي، بريندان لينش، الهند قبل أيام قليلة من دخول التعريفات الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ في 2 نيسان وذلك بالتزامن مع اجراء الجانبين محادثات لإبرام اتفاقية تجارية ثنائية.
تعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند، وتتمتع الهند بفائض تجاري معها، وهو ما يثير جدلا لدى ترامب، الذي انتقد الهند في الماضي لرفضها تعريفات جمركية مرتفعة. زار وزير التجارة الهندي بيوش جويال واشنطن في آذار، حيث أجرى مباحثات مع نظرائه وظل الجانبان على اتصال دائم بشأن قضايا التجارة.
صرح وزير الخارجية الهندي، راندهير جايسوال، يوم الجمعة قائلا "الهند والولايات المتحدة بصدد دفع مفاوضات التجارة الثنائية قدما، وتعمل الحكومتان بنشاط على وضع إطار عمل لاتفاقية التجارة الثنائية، التي تهدف الى توسيع التجارة وتعزيز الوصول الى الأسواق وخفض الحواجز الجمركية وغير الجمركية وتعميق تكامل سلسلة التوريد. وسيزور وفد طاقة أميركي الهند أيضا الأسبوع المقبل، مع التركيز على المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، ويهدف هذا التعاون الى تعزيز مسعى الهند في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز امن الطاقة.
وكانت الهند وإدارة ترامب قد شرعتا باتصالات مبكرة بدءا من المكالمات الهاتفية بين الزعيمين في تشرين الثاني 2024 بعد فوز ترامب في الانتخابات وزيارة وزير الخارجية جايشانكار في كانون الأول، والتي لم تقتصر على لقاء مسؤولي بايدن فحسب، بل التقى خلالها أيضا بمسؤولي فريق ترامب القادم، بمن فيهم مايك والتز، المعين آنذاك في منصب مستشار الامن القومي. وقام مسؤولو ترامب بزيارة الهند أيضا في وقت مبكر جدا من ولاية الإدارة.
وكان شهر آذار قد شهد زيارة تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، الى الهند لحضور الاجتماع الاستخباراتي السنوي، وهي زيارة هامة حظيت باهتمام واسع. وهي اول مسؤولة رفيعة المستوى في إدارة ترامب تزور الهند، حيث التقت خلال الزيارة برئيس الوزراء مودي، ووزير الخارجية جايشانكار، ووزير الدفاع راجناث سينغ، ومسؤول الامن القومي أجيت دوفال، وغيرهم من كبار القادة. والى جانب زيارتها المهمة، زار الهند هذا الشهر قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الادميرال صموئيل جيه بابرو والمساعد الخاص للرئيس لشؤون الامن القومي والمدير الأول لمجلس الامن القومي لشؤون جنوب ووسط آسيا ريكي جيل.