اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جميل ومنير بشير وغانم حداد..ذات مساء من النغم العراقي الجميل

جميل ومنير بشير وغانم حداد..ذات مساء من النغم العراقي الجميل

نشر في: 18 فبراير, 2011: 06:00 م

علي عبد الأمير عجام حين تسمع بأمسية موسيقية تتصدى للأشكال النغمية والقوالب الموسيقية العربية والشرقية، فإنك تقع تحت نوعين متناقضين من المشاعر، الأول هو الحفاوة والاستعداد للتعاطي مع الفكرة بمحبة وثناء، والثاني هو القلق من تقديم مادة موسيقية رديئة، فتحت باب "الدفاع عن الأصالة" تنتظم أمسيات وعروض موسيقية
وغنائية فقيرة المحتوى، هي في حقيقتها إساءة لكل ما هو حقيقي وأصيل في النغم العربي والشرقي. وليس استثناء عن هذين النوعين من المشاعر، جاء الإحساس بأن أمسية موسيقية ستنتظم في عمّان، وتحتفي بآلة العود وألحان من النغم العربي الأصيل، دعا إليها العازف عبد الوهاب الكيالي، لكن معرفة ما تتصل بالعازف الكيالي وقدراته، جعلت مشاعر القلق تنزاح جانباً لتتقدم مشاعر الارتياح، لاسيما ان الكيالي كان قد طوّر مهاراته عازفاً على العود منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، لا بل انه نافس على الجوائز المتقدمة للمسابقة الأولى في العزف على العود التي أقامها "المجمع العربي للموسيقى"عام 1999، فضلاً عن برنامجها الذي يكشف حضوراً عراقياً أنيقاً عبر أعمال لجميل ومنير بشير وغانم حداد والشريف محيي الدين حيدر، في حال اعتباره عراقياً، لجهة تأثيره الأصيل في الموسيقى العراقية وطائفة من الفنون حين تولى تأسيس معهد الفنون الجميلة وإدارته في ثلاثينيات القرن الفائت.في الأمسية التي حملت عنوان "عود شرق النهر"، جاء الافتتاح بمقطوعة "شروق" للعازف والمؤلف العراقي الراحل جميل بشير، وكانت برشاقة لحنها معبرة عن التفتح الذي يعنيه الصباح والشروق، مثلما كانت فألا حسنا على إيقاع الأمسية كلها، ونجاح الكيالي وفرقته في عزفها، أدخل الأمسية والجمهور في مزاج بدا رائقا وصافيا ما لبث ان تصاعد مع كل مقطوعة وصولاً إلى شاطئ النجاح والاجتهاد.ما يحسب أيضاً للكيالي انه حوّل أمسيته إلى فسحة غامرة بمشاعر العرفان والامتنان، فهو حين أعلن عن تقديم مقطوعة "سولاف"، أشار إلى شعوره بالفخر بعزفها في حضرة مؤلفها غانم حداد، احد اعلام الموسيقى في العراق والوطن العربي، وجاء أداء المقطوعة متقنا لجهة حفاظه على الطابع التصويري لها، فهي تصور احد شلالات كردستان العراق، حتى انك تسمع اندفاع المياه من علو جبل إلى بحيرة صغيرة تشكل ملمحاً سياحياً في احد الوديان بمحافظة دهوك، وهنا كان حضور الفنان الكبير غان حداد مؤشراً لا على جماليات إنجازه الموسيقي وحسب، بل إشارة بالغة الدلالة إلى عمق حضور النغم العراقي في الحياة الموسيقية والثقافية العربية.مشاعر العرفان والامتنان ذاتها تكررت، وهذه المرة مع مقطوعة "أم الروبة" للمؤلف والعازف الراحل منير بشير. ولم يكتف نجل الناشر العربي المعروف ماهر الكيالي صاحب "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" بان عزف عمل بشير هذا، بل في ثنائه على الراحل بشير الذي كان ممن اثروا عميقا على سيرته، إذ تتلمذ على يديه منذ أن كان صغيراً في السابعة من العمر، و هذّب فيه شغب الطفل ليحوله طاقة موسيقية لافتة.فضلاً عن هذه الأعمال الموسيقية الثلاثة، اكتمل مساء من النغم العراقي الجميل، عبر حضور الشريف محيي الدين حيدر، وفي مقطوعته الشرقية الاشهر "سماعي فرحفزا" التي تأتي صياغة رفيعة لإمكانات الموسيقى العربية والشرقية بعيدا عن الغناء الذي صار صفتها الملازمة.وعمق تأثير الشريف حيدر كان حاضراً في الأمسية لا من خلال عمله وحسب، بل ان الثلاثي جميل ومنير بشير وغانم حداد هم كانوا من بين مبدعين في فنون العراق المعاصرة، ممن تتلمذوا على يديه في ورشة الإبداع الكبرى حتى ستينات القرن الماضي: معهد الفنون الجميلة.rnali@aliabdulameer.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram