 ترجمة/ حامد أحمد

انتقد الفاتيكان قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإيقاف برنامج المساعدات الأميركي USAID الذي يغطي مشاريع مساعدات واسعة لمتضررين حول العالم محذرا من ان الغاء مبلغ 60 مليار دولار من المساعدات الخارجية الأميركية ستوقف برامج خدمية مهمة من بينها برامج خدمات الإغاثة الكاثوليكية التي ستكون مقلقة لمسيحيي العراق بإيقاف ثلث الدعم المالي المقدم لهم.
وحذر أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة، بول ريتشارد غالاغر، في تصريح له الثلاثاء 25 آذار نقله تقرير لوكالة، ناشنال كاثوليك ريبورتر، من ان قرار إدارة ترامب بإلغاء برنامج المساعدات الخارجية الأميركي قد خلق "مشكلة حول العالم ".
وقال رئيس الأساقفة بول غالاغر "ترد الى اسماعنا اخبار التأثيرات السيئة جدا لهذا القرار حول العالم، انه وضع مقلق وخطر جدا جدا."
وأضاف المسؤول الدبلوماسي في الفاتيكان، أن "إلغاء إدارة الرئيس ترامب لما يقارب من 60 مليار دولار من المساعدات الخارجية يأتي في وقت عندما يبدو لنا فيه جليا بان ما يحتاجه العالم الان هو الإبداء عن تضامن أكثر وليس العكس."
وتأتي ملاحظات رئيس أساقفة الفاتيكان خلال جلسة حوارية أعقبت اصدار كتاب عن مسيحيي العراق بعنوان "ارث مسيحيي العراق: البقاء في بلاد وادي الرافدين" بقلم المفكر الألماني ماثياس كوب.
وكان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن ان أكثر من 80% من المشاريع التي يديرها برنامج وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية USAID سيتم الغاؤها.
وسلط غالاغر الضوء على ان من بين المبادرات التي تأثرت بسبب قطع التمويل هو اغلاق برامج خدمات الإغاثة الكاثوليكية وهو برنامج يوفر دعما لأشخاص وعوائل نازحة في روهينجيا وبنغلاديش وبرامج مساعدات في كل أنحاء جنوب الصحراء الافريقية.
وأضاف رئيس الأساقفة ووزير خارجية الفاتيكان غالاغر انه عندما يصل المبعوث الأميركي الجديد ويباشر بمنصبه في الحضرة البابوية فعندها "سنطرح هذه القضايا والمشاكل عليه."
ويذكر ان بريان بورش، رئيس مجموعة كاثوليك فوت للدفاع السياسي، قد تم تعيينه ممثلا لإدارة الرئيس دونالد ترامب في الفاتيكان، على الرغم من انه لم يحظ بموافقة وتأكيد مجلس الشيوخ الأميركي بعد.
المفكر والكاتب الألماني كوب، الذي عاد مؤخرا من العراق، أضاف بان تقليصات المساعدات سيكون لها تأثير مدمر وخطر على الطائفة المسيحية المتضررة في هذا البلد.
وقال، إن تبعات تقليصات ميزانية ترامب ستكون "مقلقة حتما" مشيرا الى ان برنامج مساعدات الوكالة الأميركية USAID يوفر ثلث الدعم المالي تقريبا الذي تتلقاه منظمة الإغاثة كاريتاس ومؤسسات مسيحية أخرى تعمل في العراق.
وكانت صحيفة الغارديان قد نقلت عن نشطاء ايزيديين ومسيحيين وعمال إغاثة سابقين يعملون في برنامج المساعدات الأميركية الخارجية USAID عن استيائهم وامتعاضهم لإيقاف الوكالة تمويلها لبرامج مساعدات مخصصة لإعانة متضررين من أقليات دينية في سهل نينوى من ايزيديين ومسيحيين مما ولد ذلك شعورا لدى أبناء الأقليات بان الولايات المتحدة قد تخلت عنهم وخذلتهم بعد 10 سنوات من حملة الإبادة الجماعية على يد داعش.
في منطقة سنجار، التي تعرض فيها آلاف الايزيديين للإبادة على يد داعش، فإن تجميد التمويل قد أوقف الأنشطة لتوفير مياه وكهرباء وخدمات مراكز رعاية صحية أولية وبناء مدارس ومراكز مجتمعية وبنى تحتية أساسية أخرى في وقت يستعد فيه آلاف النازحين للعودة الى مساكنهم بعد أكثر من عقد قضوه في مخيمات النزوح.
وتشير الغارديان الى ان جمعيات خيرية لدعم الأقليات المسيحية، مثل جمعية الإغاثة الكاثوليكية CRS ، قد تأثرت بشكل مباشر أيضا بتجميد اعمال الوكالة الأميركية، وشمل التأثير، وفقا لأشخاص مطلعين، على برامج الجمعية في منطقة سهل نينوى التي تضم أبناء الطائفة المسيحية في العراق .
واستنادا الى معلومات حصلت عليها وكالة ناشنال كاثوليك ريبورتر، فإن جمعية الإغاثة الكاثوليكية، وهي من بين اكثر الجمعيات تلقيا لتمويلات من وكالة المساعدات الأميركية USAID ، فإنها ستواجه تسريحا بنسبة 50% من العاملين فيها هذا العام وبدأت بإغلاق برامج تشكل نفقاتها نصف ميزانية الوكالة البالغة 1.5 مليار دولار.
وقال منتسب سابق في وكالة المساعدات الأميركية في العراق "أرى كثيرا من الضرر في التوقف الفض المفاجئ لهذه المساعدات."
وقال منتسب آخر يترأس احد مشاريع المساعدة في العراق تمولها وكالة USAID " نحتاج الى حوار صادق مع منتقدي هذا البرنامج الذين قرروا إيقافه وأن يأخذوا بنظر الاعتبار الإنجازات الكبيرة التي حققها برنامج المساعدات هذا خصوصا في العراق."

عن ناشنال كاثوليك ريبورتر