السليمانية/ سوزان طاهر
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تشهد مدن كردستان توافداً كبيراً للألاف من العوائل من محافظات وسط وجنوب العراق، لقضاء أجواء جميلة رفقة عوائلهم، وسط الطبيعة الخلابة التي يتمتع بها الإقليم.
يتطلع إقليم كردستان لاستقبال مايفوق الربع مليون سائح من داخل الاقليم وخارجه خلال أيام عيد الفطر، خصوصا مع تزامنها مع أجواء الربيع، وسط استعدادات شاملة لتحقيق ذلك فضلا عن تحقيق 8 ملايين سائح خلال العام الحالي.
كما تشهد أسواق الإقليم زخماً كبيراً، لغرض شراء الحاجات الأساسية من الملابس والحلويات والمكسرات، استعداداً لعيد الفطر المبارك.
هيئة السياحة تستعد
وبهذا الصدد يقول المتحدث باسم هيئة السياحة في إقليم كردستان إبراهيم عبد المجيد إنه يتوقع أن يزور إقليم كردستان أكثر من 300 ألف سائح خلال عيد الفطر المبارك.
وبين في حديثه لـ(المدى)، أنه "تم اتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات لاستقبال السياح، وتوفير كل ما يحتاجونه، وأصدرنا تحذيرات صارمة لمنع عمليات الاستغلال من قبل أصحاب الفنادق والمطاعم".
وأضاف أنه "تم تهيئة وتأهيل المواقع السياحية، واجتمعنا مع الحكومات المحلية لغرض تسهيل دخول السياح، وزيادة سرعة الإجراءات الأمنية في السيطرات ومداخل المدن، لضمان عدم تأخرهم، ودخولهم بإنسيابية".
ورغم هذه الاستعدادات، يبقى الوضع الاقتصادي للمواطنين وارتفاع الأسعار من العوامل التي قد تؤثر على حجم الإقبال السياحي خلال العطلة.
ورغم الجهود المبذولة لجذب السياح، يظل الواقع الاقتصادي الصعب وارتفاع تكاليف المعيشة من العوامل المؤثرة على السياحة الداخلية، فالكثير من المواطنين يعانون من تأخر الرواتب وارتفاع الأسعار، مما قد يحدّ من قدرتهم على السفر والاستمتاع بأجواء العيد في المناطق السياحية.
زخم في الفنادق
بدوره، يقول كاروان كمال وهو مسؤول أحد الفنادق في السليمانية إلى إن، اقتراب عيد الفطر انعش حركة الفنادق، وسط توقعات بدخول أعداد كبيرة من السياح خلال الأيام المقبلة.
ويضيف في حديثه لـ (المدى)، أن "إعلان الحكومة الاتحادية لعطلة أسبوع كامل بمناسبة العيد في المحافظات العراقية، سيكون له الأثر الإيجابي في زيادة أعداد السياح، وتدفقهم إلى مدن الإقليم، ومنها السليمانية، ما يساهم بإنتعاش القطاع الفندقي الذي عانى من تراجع كبير خلال الفترة المقبلة".
وأشار إلى أن "ارتفاع أسعار الفنادق يبقى بسبب الزخم الكبير لأعداد السواح، وتبقى القضية نسبية، ولكن موسم العيد، هو موسم الانتعاش، ويحاول أصحاب الفنادق تعويض خسائرهم خلال الأشهر الأخرى، نتيجة الركود".
وكشفت مديرية السياحة في السليمانية عن دخول أكثر من 159 ألف سائح إلى السليمانية خلال العيد الماضي.
تحقيق عائدات مالية
الى ذلك، يؤكد الخبير الاقتصادي فرمان حسين أن، عيد الفطر الحالي جاء بمثابة إنقاذ لحركة الأسواق المشلولة داخل الإقليم.
ولفت خلال حديثه لـ (المدى) الى أنه "يمكن للإقليم تحقيق عائدات مالية كبيرة تفوق الـ 50 مليار دينار، خلال العيد، ما ينعش حركة الأسواق والفنادق والمطاعم، والمصايف".
وذكر أن "أقل سائح يزور كردستان يصرف ما بين 200 إلى 300 دولار، وبالتالي يساهم مساهمة كبيرة بإنعاش الأسواق، كون هؤلاء يستأجرون الفنادق، ويأكلون في المطاعم، ويستأجرون السيارات، ويشترون الملابس، والحلويات وغيرها، وهذه كله يساهم بزيادة العائدات المالية".
وبدأت تحضيرات الكثير من الشركات السياحية المحلية باتجاه الإقليم وزيارة المنتجعات والمصايف، استثماراً لعطلة العيد، لقضاء أوقات الربيع، بالإضافة إلى رغبة الاستمتاع بالمناظر التي تتميز بها محافظات الإقليم (أربيل، السليمانية، دهوك)، ما يزيد من الفرص الاقتصادية وإنعاش حركة السوق.
وعانى إقليم كردستان من أزمة مالية خانقة، نتيجة تأخر صرف رواتب الموظفين، نتيجة عدم الاتفاق بين الحكومة الاتحادية، وحكومة الإقليم.
أصحاب المحلات في السليمانية أبدوا فرحهم بالزخم الكبير الذي تشهده الأسواق، بالتزامن مع عيد الفطر المبارك.
سوران، وهو صاحب محل لبيع الحلويات والمكسرت أشار إلى أنه، خلال الأيام الأخيرة من رمضان، هنالك إقبال كبير من المواطنين والسياح، على شراء الحلويات بكميات كبيرة.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أنه "خلال الأشهر الماضية كنا نعاني من ركود كبير، أدى إلى إغلاق عدد كبير من المحلات، ولكن في الأيام الحالية، انتعشت حركة البيع مجدداً، خاصة مع قدوم السياح".