بغداد/إيناس طارق عدسة /أدهم يوسفأثناء زيارة ميدانية في مناطق أطراف بغداد شاءت الصدف أن نقوم بجولة في منطقة المعامل التي تعيش في عالم بعيد عن الحياة وخارج نطاق التغطية الخدمية، فكل شي فيها يفتقر الى الحياة حيث يعاني سكانها من فقرمدقع وانتشار البطالة كمااصبح اغلب ساكنيها يتاجرون بالنفايات كمصدر للعيش، وعلق أحد ساكنيها، مرددا بامتعاض (أين محافظ بغداد وأين رئيس مجلس المحافظة من الواقع الذي نعيشه، أليس من الأفضل لهم التنحي وترك مناصبهم للأفضل لأنهم لم يقدموا لنا شيئاً)، كل مظاهر البوؤس هذه تدفعني بين الفينة والاخرى  لفتح ملف مناطق أطراف بغداد وما يعاني منه سكانها على وجه الخصوص،
 علماً أنهم شريحة كبيرة يصل عددها مئات الآلاف، ولكن دون أدنى التفاتة من مجلس المحافظة الذي لايجيد غير التصريحات التي تجعل من (الهور مرك والبردي خواشيك) كما يقول المثل!!.محافظة بغداد التي رصد لميزانيتها مليارات الدنانير بغية تحسين الواقع الخدمي والصحي والتربوي هي الاخرى  تتحمل وزر تلك المعاناة حيث لم نرَ أي مبادرات ولو حتى (بالتلسكوب) يمكن ان تصب في معالجة ولو جزئية لمشاكل اهالي تلك المناطق!!. من يرى منطقة المعامل لابد ان يخرج باستنتاج أنها لا تصلح للعيش..هكذا وصفها أحد المسؤولين الكبار في تصريح صحفي اثار اهالي المعامل ودفعهم للتظاهر واغلاق طرق المدينة التي تعد من اكبر مناطق أطراف بغداد اذ تبلغ مساحتها اثنان واربعون كيلو متراً، وتضم مناطق الرشاد الاولى والثانية والنصر الاولى والثانية وحي البتول وعمار بن ياسر والسكك والعماري والدوانم والبستان والباوية والحسينية ويسكنها ما يزيد على 850 الف نسمة، وتتحمل محافظة بغداد ومجلسها مسؤولية خدماتها و شؤونها الادارية والمالية،  سكان هذه المناطق التي يصح ان نسميها منكوبة أصبحوا فريسة سهلة لمشكلات بيئية وصحية في غاية الخطورة. ولمعرفة مزيد من التفاصيل عن هذه المنطقة كان لابد من التوقف  والتكلم مع عدد من ساكنيها حيث يتحدث علاء حاتم عن الواقع الخدمي لمنطقتهم قائلا: تعاني مناطقنا من الإهمال وانعدام الخدمات في المجالات كافة وأهمها عدم توفر مدارس ومستوصفات وشوارع  تتلائم وتصريحات مجلس المحافظة ومحافظة بغداد اللتين طالما وعداتنا من خلال لقاءات ممثليهما وكذلك ممثلو المجلس البلدي بأن واقع المنطقة سيتغيرو سيشهد تحسناً بعد ان رصدت له الاموال اللازمة لكن تبين لنا ان كل تلك الوعود كاذبة ومن حقنا ان نتساءل أين الاموال التي رصدت لتحسين خدمات أطراف بغداد)؟!!.rnالواقع الخدمي وحول واقع المدينة الخدمي يقول جليل جعاز عداي عضو المجلس البلدي: ان الخدمات في منطقة المعامل معدومة، حيث لا توجد شبكة لمياه الشرب ولا للصرف صحي ونعتمد على السيارات الحوضية في نقل مياه الشرب منذ ايام النظام السابق الى يومنا هذا اذ يباع برميل سعة (200 لتر) بـ(1500) دينار في الوقت الذي تحتاج فيه العائلة الواحدة الى خمسة براميل يوميا،علما ان الماء الذي تجلبه السيارات عادة ما يكون غير صالح للشرب.اما على الصعيد الصحي فلايوجد في المنطقة، بحسب قول عضو المجلس البلدي حتى مستوصف بسيط يقدم خدماته بشكل مقبول اذ ان اهالي المنطقة وبجهود شخصية قاموا ببناء مستوصفين ليس بامكانهما ان يلبيا حاجات المواطنين الصحية بسبب ضعف ادائهما وقلة الملاك الطبي والتمريضي وغيرها من المعوقات اما اقرب مستشفى على المنطقة فيقع على مسافة 17 كيلو متراً.وبشأن الكهرباء فالمنطقة تعتمد على شبكة كهربائية قديمة ومتهرئة فقدت الكثير من اعمدتها التي تساقطت بسبب القدم وليس من منقذ سوى المولدات كما ان المنطقة برمتها تعتمد على شارع واحد مبلط  منذعام 1959 ايام الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم والمعروف بشارع بعقوبة القديم، لم يتم تطويره منذ ذلك الحين او تصليحه او ما شابه ذلك اما ما يسمى بشارع بعقوبة السياحي الذي يقع خلف المدينة فهو لم يقدم للمنطقة أية خدمة تذكر.rnالسكان يئسوا فتظاهروا  كل هذه القضايا وغيرها اوصلت ابناء منطقة المعامل الآن إلى حالة من الهيجان دفعتهم الى التظاهر والمطالبة بحقوقهم بالخدمات فهم من انتخبوا المسؤولين في مجلس المحافظة ولكنهم لم يحصدوا منهم غير الاهمال فما كان منهم غير تنظيم  تظاهرات   من اجل ايصال صوتهم الى من لايسمع ولايرى لاهم له سوى محاربة الحريات واطلاق الشعاررات الرنانه بدلا من تقديم الخدمات،  فقد قال احد وجهاء المدينة المنظمين للتظاهرات: بعد انهيار النظام الدكتاتوري  توفرت لنا فسحة من الحرية قلنا لعل الوقت قد حان لكي  يسمع المسؤول من خلالها رأي المواطن لذا اخذنا نراجع المؤسسات الحكومية وعلى رأسها مجلس محافظة بغداد ومحافظة بغداد والتقينا مسؤولين كبار فيها  وطالبناهم بتوفير الخدمات  وصبرنا على عدم اكتراثهم واجاباتهم القاسية ووصفهم  منطقتنا  بانها موقع طمر صحي لايستحق ايلاء الاهتمام بها دون ان يضعوا معالجات انسانية لساكنيها.rnالأمانة تناشد النواب بعد هذه الجولة بين شرائح مختلفة من ابناء منطقة المعامل كان لابد لنا من سماع رأي المسؤول الذي لابد ان يوضح للرأي العام ولاهالي المنطقة ما اذا كان هناك من يضع حدا لمعاناة هذه المنطقة المزدحمة بالعوائل لذا نتوقف عند تصريح مصدر مسؤول في أمانة بغداد الذي قال: أن مناطق أطراف بغداد  مثل المعامل والحسينية والنهروان لا ترتبط بأمانة بغداد وأن مسؤوليتها تقع ضمن مح