TOP

جريدة المدى > سياسية > التغير المناخي يجبر أكثر من 23 ألف عائلة عراقية على النزوح خلال 2024

التغير المناخي يجبر أكثر من 23 ألف عائلة عراقية على النزوح خلال 2024

48 بالمائة منهم انتقلوا لمناطق مدنية ضمن محافظاتهم

نشر في: 7 إبريل, 2025: 12:53 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

في تقريرها السنوي حول الخطة الستراتيجية لبرامج المساعدات الإنسانية لعوائل متضررة في العراق للفترة من 2020 الى 2025 ذكرت منظمة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP ان تبعات التغير المناخي قد تسبب بنزوح أكثر من 23 ألف عائلة عبر 12 محافظة في البلد، مؤكدة ان 48% منهم انتقلوا لمواقع مدنية ضمن محافظاتهم، فيما أشار الى أن 55% من سكان مخيم الجدعة في الموصل يعانون من عدم توفر الامن الغذائي لهم.

ويذكر برنامج الأغذية العالمي في تقريره الذي ترجمته (المدى) أن الجهود التي بذلت في العراق عام 2024 نحو تحقيق استقرار طويل الأمد قد تخللتها مراحل تقدم فضلا عن تحديات ما تزال قائمة، فالأمن الغذائي للعراق محدد بحالة التناقض ما بين وفرة زراعية وتعرض لتبعات بيئية مما يسلط ذلك الضوء على ضرورة اتخاذ ستراتيجيات طارئة للتقليل من تأثيرات التغير المناخي من اجل توفير أمن غذائي طويل الأمد، حيث أن شح المياه وقلة هطول الامطار يهددان الإنتاج الزراعي في البلد ويزيد ذلك الاعتماد على استيراد المواد الغذائية وما ترافق ذلك من تبعات مالية مرهقة.
ويشير التقرير الى انه في العام 2024 استمر العراق برحلته نحو الاستقرار والتنمية المستدامة عبر تحديات معقدة من مرحلة التعافي ما بعد الحروب وتبعات التغير المناخي وتحديات الوضع المعيشي والاقتصادي لفئات متضررة، مؤكدا ان أضرار بيئية من تصحر وجفاف تسببت بإرباك الحياة الزراعية لعوائل ريفية في البلد ما أجبرهم على النزوح وترك أراضيهم، وشهد العام 2024 نزوح اكثر من 23 ألف عائلة (أكثر من 140 ألف شخص) ما يزالون يقيمون في مناطق نزحوا لها عبر 12 محافظة في البلد.
من مجموع هذه العوائل فان 48% منهم نزحوا لمواقع ضمن مناطقهم الاصلية، وان أكثر من نصفهم بقليل نزحوا لمناطق مدنية في محافظاتهم. ويؤكد التقرير بان الزراعة، التي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي لكثير من هذه العوائل وكثير من النازحين العائدين، قد تضررت بسبب ظروف التغير المناخي في مناطقهم الاصلية، مما أدى ذلك الى ضعف الاستقرار الاقتصادي لديهم وتباطؤ خطوات التقدم نحو حلول مستدامة.
ووفقا للخطة الستراتيجية تقوم منظمة برنامج الغذاء العالمي بإمداد العوائل المتضررة من تبعات التغير المناخي بوسائل التخفيف وتعزيز التأقلم مع الصدمات ودعم الوضع الاقتصادي للعوائل الزراعية المتضررة في عدد من المحافظات من خلال برامج معدة لهذا الغرض، وساعدت هذه البرامج أنشطة سبل العيش الريفية للمزارعين والاسر المحتاجة على تحقيق الامن الغذائي من خلال وسائل وتقنيات قادرة على التكيف مع تغير المناخ والتي تعيد النظم البيئية وتعزز انتاج الغذاء. وقد اعتمد برنامج الأغذية العالمي نهجا متكاملا يجمع بين توفير المدخلات الزراعية ومعدات تجهيز وتسويق الأغذية وبناء القدرات لدى العوائل الريفية في ممارسات الزراعة الحديثة، وتم إيلاء أولوية لمناطق عودة النازحين في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين لدعم انتقالهم الى مرحلة التنمية، بالإضافة الى المناطق التي تعاني من جفاف وتبعات تغير مناخي في محافظات البصرة والمثنى وميسان وذي قار وديالى.
وفي نينوى ساعدت تقنيات الري والزراعة الحديثة في احياء مساحة 220 دونما تضم أكثر من 18 ألف شجرة في محمية طبيعية محققا معدل بقاء بنسبة 95% وزيادة في الغلة الزراعية بنسبة 75%. وتلقى حوالي 450 مزارعا تدريبات على إدارة المياه من خلال مشروع تجريبي. وفي المناطق المتضررة من التصحر غربي الانبار، قام برنامج المنظمة الدولية بالتنسيق مع وزارة الزراعة بتأهيل بئرين واستخدام تقنيات الري بالتنقيط لمساحة بحجم 200 هكتار ما أتاح ذلك زراعة 35 ألف شتلة مقاومة للجفاف مع تحسين سبل العيش لعوائل متضررة وتعزيز استعادة البيئة الزراعية.
ورغم المرحلة الانتقالية نحو تنمية طويلة الاجل، ما يزال العراق مستمرا بجهوده الى إيجاد حلول وتلبية احتياجات إنسانية قائمة لأكثر من واحد مليون شخص ما يزالون يعيشون حالة نزوح، مع عودة أكثر من 4.8 مليون آخرين لمناطقهم، فضلا عن استضافة البلد لأكثر من 300 ألف لاجئ وطالب لجوء غالبيتهم من السوريين. وان كثيرا من العوائل النازحة المتضررة، بضمنهم المتواجدين في مخيم الجدعة، ما يزالون يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وان ما يقارب من ربع سكان المخيم (23% منهم) يمرون بحالة معتدلة من عدم توفر أمن غذائي، في حين ان 55% إضافية منهم مصنفين على انهم على هامش حالة عدم أمن غذائي.
وضمن هذا الموقف استمرت منظمة برنامج الأغذية العالمي على تعهدها بدعم العوائل المتضررة في الوقت الذي تولي ضمن أولوياتها وضع خطط التنمية في المجال الإنساني من خلال ستراتيجيات طويلة الأجل لمعالجة مخاطر التغير المناخي. وتسعى المنظمة الدولية من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية الى تعزيز وسائل التخفيف من هذه الاضرار وضمان الامن الغذائي وفق ورقة العمل والبرامج المخصصة لتحقيق التنمية المستدامة بهذا الخصوص بحلول العام 2030.
عن موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أسعار صرف الدولار ترتفع في العراق

الصدر يدعو السعودية لبناء قبور أئمة البقيع

إطلاق بطاقة السكن الإلكترونية خلال العام الحالي

القبض على إرهابي وتاجر مخدرات وتدمير مضافات في مناطق متفرقة بالعراق

وفاة المهندس بشير خالد بعد تعرضه للاعتداء في السجن والتحقيقات مستمرة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

انتخابات 2025 على صفيح ساخن.. ما الذي يُخفيه
سياسية

انتخابات 2025 على صفيح ساخن.. ما الذي يُخفيه "الصدر" ويُقلق "الإطار"؟!

بغداد/ تميم الحسن تبدو في "تحذيرات" نوري المالكي و"تأكيدات" عمار الحكيم مؤشرات على قلق من تعطل الانتخابات التشريعية المقبلة. تصاعدت هذه المخاوف بسبب "تكتم" مقتدى الصدر – كما يُعتقد – بشأن السبب وراء إعلان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram