 ذي قار/ حسين العامل

شهدت محافظة ذي قار خلال الأيام الأخيرة عودة جديدة لاستهداف القوات الامنية من قبل المطلوبين للقضاء، اذ كشف مصدر أمنى عن مصرع احد الضباط واصابة عنصر شرطة بجروح أثناء عملية امنية لتحرير مختطف ومحاولة القبض على المتهم بجريمة الخطف في قضاء الغراف، فيما اعلن مجلس المحافظة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، حدادا على استشهاد المقدم مهند ريسان.
وتحيل المواجهات بين القوات الامنية والمسلحين المطلوبين ذاكرة السكان المحليين الى عدة عمليات سابقة جرى خلالها استهداف ومصرع واصابة العديد من عناصر القوات الامنية بينهم ضباط كبار، اذ استشهد مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال جهل الشامي ومرافقه واصابة ما لا يقل عن 6 اشخاص معظمهم من عناصر الشرطة عند تدخلهم لفض نزاع عشائري في قضاء الاصلاح مطلع (اذار 2024).
واكد بيان لوزارة الداخلية، مقتل ضابط برتبة مقدم في قيادة شرطة ذي قار، أثناء ملاحقة متهم متورط باختطاف مواطن في قضاء الغراف (30 كم) شمال الناصرية.
وجاء في بيان للوزارة، تابعته (المدى)، أن "المقدم (مهند ريسان صكبان) أحد ضباط قيادة شرطة ذي قار، استشهد أثناء تنفيذه واجباً بإلقاء القبض على أحد المجرمين المتورطين بقضية خطف مواطن في منطقة الغراف، نتيجة تعرضه لإطلاق نار عند وصوله الى محل الحادث".
وتعهدت الوزارة بملاحقة كل من يعبث بالأمن، ومحاسبة المتورطين بارتكاب الجريمة والقصاص العادل منهم.
وبدوره قال قائد شرطة ذي قار اللواء نجاح العابدي خلال استقباله ممثل وزير الداخلية اللواء حربي سرحان ساجت السعيدي إن "القيادة مستمرة في متابعة المطلوبين للعدالة وإنها لن تحيد عن تطبيق القانون".
وأضاف العابدي في بيان لقيادة الشرطة "سوف يكون امام القضاء العادل مرتكبي هذه الجريمة حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المحافظة والتحريض على قواتنا الأمنية".
ويعزو مراقبون استهداف مفارز الشرطة والقوات الامنية من قبل العصابات وتجار المخدرات والمسلحين الى جملة من الاسباب، اذ يرى مصدر مطلع ان "ما يحصل من استهداف مقصود للقوات الامنية يحصل عند ملاحقة ومداهمة عصابات الجريمة وتجار المخدرات من قبل المفارز الامنية".
واضاف المصدر في حديث سابق لـ(المدى)، ان "افراد العصابات وتجار المخدرات غالبا ما يلجأون الى المواجهة ولا يستسلمون للقوات الامنية بسهولة كونهم متورطين بقضايا خطيرة لا تتعلق بجرائم القتل وتجارة المخدرات فحسب وانما بارتكاب جرائم وفظائع اخرى بمشاركة اخرين"، مبينا ان "لجوء افراد العصابات للمواجهة مع عناصر القوى الأمنية ناجم عن كونهم يدركون مسبقا عواقب ما ارتكبوه من جرائم وما سيصدر بحقهم من عقوبات قد تصل في الغالب الى السجن المؤبد او الإعدام".
ويجد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان "اغلب المفارز التي تلاحق عصابات الجريمة والمتورطين بجرائم مخدرات تتعرض للاستهداف ما ينجم عنها استشهاد او اصابة عناصر من الشرطة".
وعن اسباب استهداف العناصر الامنية اثناء النزاعات العشائرية والمداهمات الامنية قال المصدر ان "العشائر بالمجمل هي داعمة ومنذ القدم للقوات الامنية والدولة بصورة عامة"، مستدركا "غير ان ما يحصل من حوادث استهداف لعناصر القوات الامنية اثناء النزاعات العشائرية يكون عبر حوادث عرضية غير مقصودة".
ويرى المصدر ان "تدخل القوات الامنية لفض الاشتباك المسلح بين الاطراف المتنازعة من شانه ان يعرضها الى مخاطر كهذه"، مردفا ان "حصول هكذا حوادث امر متوقع نتيجة تبادل إطلاق النار بين المتنازعين وان اغلب ما يحصل هو حوادث غير مخطط لها مسبقاً".
واستطرد المصدر الامني ان "ما يفاقم المشاكل العشائرية هو انتشار الاسلحة بين ابناء العشائر"، مضيفا ان "هذا الامر يحظى باهتمام الاجهزة الامنية التي تعمل جاهدة لحصر السلاح بيد الدولة".
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار بين آونة وأخرى مواجهات بين القوات الأمنية وعصابات الجريمة وتجار المخدرات ومطلوبين اخرين في نزاعات عشائرية يذهب ضحيتها في الغالب عددا من عناصر وضباط الشرطة، اذ استشهد مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال جهل الشامي ومرافقه واصيب ما لا يقل عن 6 اشخاص معظمهم من عناصر الشرطة في مطلع (اذار 2024) اثناء تدخلهم لفض نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي الرميض والعمر في قضاء الإصلاح شرق الناصرية.
فيما أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، في (الثامن من كانون الثاني 2024) عن مصرع ضابط برتبة رائد أثناء مداهمة منزل تاجر مخدرات في محافظة ذي قار، مشيرة إلى أنه يعمل ضمن خلية الصقور الاستخبارية.
في حين أعلنت مديرية مكافحة المخدرات في ذي قار، في (مطلع شباط 2023)، عن تفاصيل محاصرة تاجر مخدرات، انتهت بانتحاره بعد إصابته ضابطاً من القوة المداهمة.
وكان مجلس محافظة ذي قار، قد أعلن مؤخرا، الحداد الرسمي في عموم المحافظة لمدة ثلاثة أيام، حدادا على استشهاد المقدم مهند ريسان.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، أحمد سليم، إن "المجلس قرر إعلان الحداد تكريما لتضحيات الشهيد البطل مهند ريسان، الذي ارتقى شهيدا اثناء أداء الواجب وخلال مهمة أمنية شمال مدينة الناصرية".
وأكد سليم أن "اعلان الحداد يأتي وفاء لتضحيات القوات الأمنية ودورها في حفظ أمن واستقرار المحافظة".
يشار الى ان المشاركين في الفعاليات التوعوية الخاصة بمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب دعوا يوم (4 اذار 2025) الى تطوير المناهج التعليمية وتعزز ثقافة التسامح والحوار ونبذ الكراهية، مشددين على اهمية معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص عمل مناسبة للشباب، لاسيما في المناطق التي تشهد ارتفاعا في معدلات الفقر والبطالة.