متابعة المدى
نعت نقابة الفنانين العراقيين، يوم الأحد، الفنان حميد صابر، الذي توفي إثر مرض عضال وقالت إن الراحل من الشخصيات الأكاديمية وأحد أعمدتها البارزين، ويشكل علامة في مجال الفنون المسرحية، كما يعد باحثاً متعمقاً في الفكر الجمالي.
وجاء في بيان النقابة: "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان الدكتور حميد صابر. والذي وافته المنية أثر مرض عضال". وأكدت النقابة في بيان أن «الراحل د. حميد صابر، من الشخصيات الأكاديمية وأحد أعمدتها البارزين، ويشكل علامةً في مجال الفنون المسرحية، وهو باحث متعمق في الفكر الجمالي، وناقد مميز، أثرى المكتبة الفنية بعشرات المؤلفات والدراسات التي أصبحت مراجع علمية مهمة».
ويُعدّ الراحل من أبرز الباحثين في الفكر الجمالي والنقد المسرحي، حيث أثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات المهمة.
وُلد صابر في مدينة البصرة عام 1956، ودرس الإخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة فيها، ليتخرّج عام 1981. واصل مشواره الأكاديمي في جامعة بغداد، حيث نال درجة الماجستير في فن المسرح، ثم حصل عام 1998 على الدكتوراه عن أطروحته المعنونة: "ماهية الصورة في العرض المسرحي".
شغفُه بالمسرح قاده لتأسيس "فرقة مسرح الساعة" في البصرة، وقدّم عبرها أعمالاً لافتة مثل "المهرّج" و"هاملت يستيقظ متأخراً".
كما شارك بأعمال مميزة على خشبة المسرح القومي، من بينها "احتفالية للوطن والناس". وتوسّع نشاطه ليشمل التدريس في كلية الفنون الجميلة بالبصرة، قبل أن ينتقل إلى سوريا حيث حاضر في عدد من الجامعات، وقدم ورشاً مسرحية في دمشق وبيروت.
تميّز الدكتور حميد صابر بإنتاجه الغزير في مجالي النقد والإخراج، وكان له أثر واضح في تطوير الفكر المسرحي العربي. ومن أبرز مؤلفاته "الجمهور بين المواجهة والمجابهة: تاريخ العلاقة بين الجمهور والمسرح"، الذي يُعد مرجعاً مهماً في دراسة تفاعل الجمهور مع العرض المسرحي. كما ألّف كتاب "الرؤى الإخراجية بين الشكل والمضمون"، الذي تناول فيه التوازن الفني والجمالي في العمل الإخراجي المسرحي.
وقد نالت أعماله تقديراً واسعاً من النقاد والمسرحيين، الذين أشادوا بعمقها وفرادتها. واعتبروه ناقداً بارعاً وباحثاً متعمقاً في الفكر الجمالي، وصاحب تأثير ملموس في الساحة المسرحية العربية.
وفي قراءة لمسرحية "الحر.. طقوس الدم والشهادة" التي أخرجها صابر، وصفه الناقد الدكتور محمد حسين حبيب بأنه "الخبير الجمالي" الذي شهدت له خشبات المسارح العراقية لعقود، معتبراً أن خبرته الإخراجية رافقت النص في كل تحوّلاته وأزماته.
وفي تصريح صحفي سابق عقب صدور كتابه "الجمهور بين المواجهة والمجابهة"، قال صابر: "المسرح وسيلة لفهم المجتمع الإنساني والعلاقات البشرية، وهو يُسهم في تغيير الواقع، لأن المجتمع في جوهره تفاعل مستمر وتحوّل دائم".