متابعة المدى
رٌسخت السينما في كل بلدان العالم العديد من التقاليد التي رافقت صناعة الفيلم، ومنها العروض الخاصة التي تسبق عرض الفيلم، وهي مخصصة للنقاد والصحفيين من أجل مشاهدة الفيلم، وبالتالي كتابة الرأي فيه أو الانطباع الأول عنه، وهو ما يسهم في وضع الفيلم بدائرة النقاش والتقييم، لكن الذي يحصل عندنا إن هذا العرض الخاص يساء فهمه من قبل صانعي الفيلم، والخلط بينه وبين العرض الافتتاحي.. المدى التقت بعدد من المهتمين بالسينما، لأستطلاع رأيهم في ذلك.
الباحث السينمائي مهدي عباس يقول: الملاحظ عن اغلب هذه العروض يغيب عنها أصحاب الشأن من الاعلاميين والنقاد، إلا من توجه لهم الدعوات، بينما المفترض من الشركة المنتجة ان توجه دعوة للسينمائئين للحضور من غير دعوات خاصة لهم وبذلك تفسح المجال لهؤلاء لمشاهدة الفيلم، من ابرازم لهوياتهم التعريفية.. أما ما يخص العرض الافتتاحي، فهو إحتفال تقيمه الشركة المنتجة وتدعو له المختصين بالسينما والوجوه الاجتماعية بحضور نجوم العرض وأبطال الفيلم، وهو بذلك احتفال بإنطلاق الفيلم.
مدير التصوير عمار جمال يقول: ما نشاهده بالعروض الخاصة بالصحفيين والنقاد الذي يقيمة صناع الفيلم ليس حضور النقاد والصحفيين بل اسماء لا علاقة لها بالسينما أمثال الفشينستات واليوتوبرية، وحتى أناس لا علاقة لهم بالامر السينمائي.. وكم نتمنى ان ينتبه صناع الفيلم بشكل عام الى هذا الامر ليكون هناك تقليد متبع في ذلك.
الناقد فراس الشاروط أشار الى أنه لم يدع الى عرض خاص لفيلم منذ أن بدأ هذا التقليد في السينما العراقية، واعتقد أن سبب هذا الامر يتعلق بجهل المنتجين وصناع الفيلم بأهمية وجود ناقد يقيم الفيلم بل وأحيانا يكون سبب في شره الفيلم.. واعتقد أن الأمر يتعلق باعتماد تقليد لهذا الموضوع، ليعكس احتراما لمهنة الاعلامي والناقد.
الناقد علي الياسري يقول: من المهم ان نعرف ما نريده عند عرض الافلام، فإذا كان عرضًا خاصًا نحدد فيه نقاد السينما والصحفيين الفنيين وطاقم العمل وبعض المهتمين بالصناعة فسبب ذلك لخلق الانطباع الاول وقياس مدى الاستجابة النخبوية للفيلم وربما الخروج ببعض الملاحظات التي قد تفيد العمل قبل اصداره الجماهيري العام. اما إذا كان العرض افتتاحًا اول فإن ذلك يسمح في اقامة سجادة حمراء واستضافة نجوم الصناعة والمشاهير والمؤثرين لغرض الترويج للفيلم ومحاولة جذب الجمهور للمشاهدة عند توفره في صالات العرض للجميع.