TOP

جريدة المدى > محليات > الكوادر التربوية في ميسان تُضرب وتحتجّ بسلمية عالية دون تسجيل خروقات

الكوادر التربوية في ميسان تُضرب وتحتجّ بسلمية عالية دون تسجيل خروقات

نشر في: 13 إبريل, 2025: 12:02 ص

 ميسان – مهدي الساعدي

 

شهدت محافظة ميسان، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات السلمية التي نفذتها الكوادر التربوية من معلمين ومدرسين، وذلك تزامنًا مع الدعوات التي أطلقتها الكوادر التربوية في عدد من المحافظات العراقية الأخرى. وجاءت هذه الفعاليات في أجواء من الانضباط العالي دون تسجيل أي خرق أمني، رغم المشاركة الكبيرة التي شهدتها الفعاليات الاحتجاجية.

وانطلقت أولى هذه التحركات صباح يوم الأحد الموافق الخامس من نيسان الجاري، حين تجمعت أعداد كبيرة من الكوادر التربوية أمام مبنى نقابة المعلمين في شارع دجلة، وسط مدينة العمارة، معلنة إضرابًا عامًا شمل غلق المدارس، للمطالبة بتحقيق جملة من المطالب التي وصفتها بـ«المشروعة والمستحقة».
وفي هذا السياق، قال المدرس علي حسين، أحد المشاركين في الاحتجاجات، في حديثه لصحيفة (المدى): «اجتمعت كوادرنا التربوية من مختلف أقضية ونواحي مدينة العمارة أمام مبنى نقابة المعلمين لإغلاقه والتعبير عن رفض شرعيته، بسبب غياب مواقفه الداعمة لمطالب التربويين. وقد شهدت الفعالية ترديد شعارات وإلقاء كلمات وطنية، مع إنشاد الأناشيد، في أجواء اتسمت بالانضباط العالي دون تسجيل أي تجاوز أو اعتداء على الممتلكات أو عناصر الأمن».
وأضاف حسين أن المحتجين توجهوا بعد ذلك في مسيرة سلمية حاشدة عبر شارع دجلة باتجاه مبنى المحافظة، حيث تم تلاوة بيان اللجنة التنسيقية للإضراب، قبل أن تتفرق الجموع بهدوء.
ولم تقتصر الفعاليات على يوم الأحد، إذ عاودت الكوادر التربوية التجمهر يوم الثلاثاء التالي، بأعداد فاقت تلك التي شهدها اليوم الأول. وانطلقت مجددًا مسيرة سلمية باتجاه مبنى المحافظة، وسط حضور أمني واضح وتضامن واسع من مثقفي المحافظة وشرائح أخرى من المجتمع، الذين أبدوا دعمهم الكامل لمطالب المعلمين والمدرسين.
وفي هذا السياق، كتب الكاتب الميساني محمد السوداني في مقال تابعته (المدى): «علينا جميعًا أن ندعم الكوادر التعليمية والتدريسية، وأن نقف وقفة رجل واحد لتحقيق مطالبهم، كما يجب الدفع نحو تسوية هذه المطالب في أقرب وقت ممكن لإنهاء الإضراب، وضمان عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، واستكمال المناهج الدراسية في الوقت المحدد».
وحظيت الاحتجاجات بتأييد واضح من ممثلي المحافظة في البرلمان، ومن المسؤولين المحليين، الذين اعتبروها مطالب مشروعة لا تحمل أي طابع سياسي أو حزبي. وقال النائب الدكتور رائد المالكي، في كلمة مصورة بثها على صفحته الشخصية في فيسبوك وتابعتها (المدى): «أبدينا تأييدنا وتضامننا الكامل مع المطالب التي طرحتها الكوادر التربوية، والتي تم تأكيدها خلال التظاهرات الأخيرة. وقد وجدنا أن جميع المطالب تتركز حول تحسين المستوى المعيشي للمعلم والمدرس والمشرف، وحتى الكوادر الإدارية العاملة في وزارة التربية، وهي مطالب لا تحمل أي دوافع سياسية أو حزبية».
وفي سياق متصل، أثارت السلمية التي تميزت بها احتجاجات ميسان إشادة واسعة من قبل ناشطين ومراقبين، ولا سيما فيما يتعلق بأداء الأجهزة الأمنية. وأكدت العديد من الشهادات على حسن تعامل القوات الأمنية مع المحتجين، وحرصهم على توفير الحماية دون أي مضايقات أو احتكاكات.
وقالت المعلمة سهام كاظم في حديثها لـ(المدى): «نتوجه بالشكر إلى أبطال قواتنا الأمنية، وخصوصًا من شارك منهم في حماية وخدمة الكوادر التربوية خلال أيام الاحتجاج، لما أظهروه من مهنية عالية وجهود كبيرة في تأمين المسيرات والفعاليات، التي سارت بسلاسة وأمان، وساهمت في إنجاح الانتفاضة التربوية، خصوصًا هنا في ميسان».
وكان يوم الخميس شاهداً على تواصل الفعاليات التربوية، ولكن هذه المرة أمام مبنى مديرية تربية ميسان، إذ أقام معلمو ومدرسو مادة التربية الرياضية مراسم رفع العلم العراقي، مع عزف النشيد الوطني، وإلقاء كلمة بهذه المناسبة، في إطار سلسلة الفعاليات الاحتجاجية التي اتخذت طابعًا حضاريًا وسلميًا يعكس وعي ومهنية الكوادر التربوية في المحافظة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

مقالات ذات صلة

قضية الناشط التشريني إحسان أبو كوثر تتفاعل بعد اعتقال شقيقه أحمد في السليمانية
محليات

قضية الناشط التشريني إحسان أبو كوثر تتفاعل بعد اعتقال شقيقه أحمد في السليمانية

 ذي قار / حسين العامل أفادت عائلة الناشط التشريني احسان الهلالي (أبو كوثر) وناشطون في مجال التظاهرات باعتقال الناشط احمد عودة الهلالي في محافظة السليمانية على يد قوة خاصة، فيما وصفت والدته ملاحقة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram