متابعة المدى
بتصميمه الأنيق ومحتواه الغني صدر العدد الأول للسنة الرابعة والستين، من مجلة (الأديب العراقي) الذي افتتح بمقال لرئيس التحرير د.علي متعب بعنوان (قلق الأبوة) الذي أشار فيه لمصطلح الأبوة الفكرية وانعكاسها على مجمل التصوّرات للأشكال الفنية، كما ضم العدد الذي بلغت صفحاته ١٩٢ صفحة دراسات ومقالات وسيرة ومسرحا وشعرا وسردا وترجمة وحوارا في كتاب، إضافة لفقرة (جدل ثقافي) التي ناقشت -بحوار مطول وفعال شارك فيه نخبة من أساتذة الفلسفة- حواضن العقل الفلسفي ما بين الإبداع والإتباع من حيث البدايات والمآلات، فضلاً عن تميزه بفقرة (حوار الأديب) الذي كان معمقاً ومنتجاً مع الناقد الكبير د.صالح هويدي من خلال الخوض في قضايا النقد والثقافة والتراث على اعتبارها من أهم من متبنيات المثقف، والكثير من الموضوعات الثقافية والأدبية التي كتبت بأقلام نخبة من الأدباء والنقاد والباحثين.
أما هدية العدد فقد كانت كتابا حمل عنوان ( حوار الأضداد/ دراسات في الأدب والذكاء الاصطناعي) شاركت فيه نخبة من الكتاب وناقش موضوعات كثيرة ومنها (الخوف الثقافي والخوف المعرفي والأدب والنقد في ظلّ الثورة الصناعية الخامسة والمعيار الذوقيّ في النقد الأدبيّ بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري) وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بعلاقة الأدب بالذكاء الاصطناعي، فقد شهدت السّنوات الأخيرة تطوّرًا كبيرًا في مجالات الذّكاء الاصطناعي، الأمر الذي جعلها تؤثّر بشكل متزايد على مجموعة واسعة من المهن، بما في ذلك الأدب. ومع بروز تقنيات تعلّم الآلة ومعالجة اللّغة الطّبيعية، أصبح للذّكاء الاصطناعي دور واضح في التّأثير على عملية الكتابة والإبداع الأدبي.
أحد أكثر الجوانب المدهشة لتأثير الذّكاء الاصطناعي على الأدب هو قدرته على توليد نصوص أدبية. بفضل تقنيات مثل GPT (التي تطوّرت منها أدوات مثل ChatGPT)، يمكن للذّكاء الاصطناعي إنشاء نصوص قصيرة، قصائد، وحتّى مقاطع روايات بناءً على مجموعة من المعطيات الأوّلية. ولكن، هل يمكن اعتبار هذه النّصوص إبداعًا حقيقيًّا؟
الذّكاء الاصطناعي لا يمكنه "استبدال الكتّاب"، إلّا أنّه يمكن أن يكون أداة قويّة في تحسين العملية الإبداعية. يُستخدم الذّكاء الاصطناعي الآن في مراحل الكتابة المختلفة، بدءًا من التّخطيط إلى تحرير النّصوص، وحتّى تحليل ردود فعل الجمهور. يمكن لهذه الأدوات مساعدة الكتّاب في تحسين أسلوبهم، وتجنّب الأخطاء الشّائعة، وحتّى اقتراح أفكار جديدة.
مجلة (الأديب العراقي) في عدد جديد

نشر في: 13 إبريل, 2025: 12:01 ص